جنوب كردفان.. المُوسم الزراعي بين النجاح والفشل

 

تقرير/ عبد الوهاب أزرق       1ديسمبر2021م

تعتمد ولاية جنوب كردفان في اقتصادها على الزراعة والرعي والتجارة بجانب مهن وحرف واعمال اخرى، إلا أن الزراعة تمثل العمود الفقري للاسر في توفير متطلبات الحياة، وما تنتجه المزارع والحقول والبساتين هو القوت الذي يعتمد عليه الفرد. وفشل ونجاح الإنتاج  يتوازى مع فقر وغنى المزارع وتشكل نمط الحياة بين الكدح والرفاه.

هذا العام تأرجح الموسم الزراعي بين الإنتاج الوفير والفشل في بعض المشاريع.

ويقول المزارع فطر جمعة مؤمن من محلية الدلنج والمزارع بمشاريع هبيلا لـ”الصيحة” الموسم الزراعي هذا العام حقق إنتاجية أقل بواقع 50% عن العام الماضي، لجهة أن التكلفة عالية للزيادة المفاجئة في تحرير سعر الوقود، لافتاً ان بعض محليات الولاية بالمنطقة الشرقية صرفت الوقود بالسعر القديم قبل التحرير، فيما تضرّرت محليتا الدلنج الكبرى وكادقلي الكبرى لعدم صرفهما الجاز المدعوم المخصص للزراعة ، واضاف جمعة مشكلة قرار إلغاء عقودات المشاريع الزراعية الذي اصدره مدير عام وزارة الإنتاج السابق الذي تمسك به أصحاب الأراضي عمل على تقلص المساحات الزراعية، وخرج بعض المزارعين من الموسم.

فيما وصف المزارع عبد القيوم حماد احمد لـ”الصيحة”, الموسم الزراعي بالفاشل بكل المقاييس، مستشهداً بالتكلفة العالية للإنتاج ، واضاف أن سعر المحصول المنتج لا يغطي 50% من تكلفة الإنتاج، وأضاف الآن سعر جوال الذرة بمبلغ “8” آلاف جنيه ، والتكلفة من الزراعة والحصاد بين 14 – 15 جنيهاً, معدداً تكلفة الإنتاج منذ الزراعة حتى الحصاد التي تشمل التقاوي، الوقود، الزراعة، نظافة الحشائش “الكديب”, المبيد، الرش، وجبات العمال، القطع، الدقاقة، الخيش، الترحيل وأخرى غير منظورة،  مؤكدا الخسارة للمزارع حتى إذا كأن إنتاجه عالياً، وطالب حماد برفع سعر جوال الذرة الى 17 – 18 ألفاً حتى يستطيع المزارع سداد الديون للبنك الزراعي، أو يبيع الأرض للسداد. وأكد حماد أن الانتاجية تتأرجح بين منطقة لأخرى، مرتفعة في مناطق (الصفيفير، فيو والرطيرط) وقد تصل لنسبة 70%، فيما وصفه بالفاشل والضعيف ببعض المناطق، واضاف: قلة الامطار في مناطق وارتفاع معدلاتها في أخرى قلل الإنتاج ، مطالباً الدولة بمعالجة عاجلة حتى لا يدخل المزارعون السجون، فيما وصف موسم انتاج السمسم بالأفضل وسعر القنطار يتراوح بين 17 – 18 ألف جنيه.

مدير عام وزارة الإنتاج والموارد الاقتصادية ابراهيم حمودة عند سؤاله عن الموسم الزراعي نسبة الفشل والنجاح، وأسباب ضعف الانتاج, أجاب لـ”الصيحة” أنه تسلم موقعه حديثاً عقب قرارات 25 أكتوبر عقب إعفاء المدير العام السابق ، واضاف: عدم إجراء عملية التسليم والتسلم ، وزاد إنه كان غائباً، وافاد بأن فرق واتيام المسح الزراعي توجهت للمشاريع الزراعية لعمل المسح ، ولا يمكن الإفتاء بنجاح وفشل الموسم إلا بعد جمع البيانات من المسح الزراعي لـ”الصيحة”

زراعة محصول الذرة اصبح طارداً للمزارعين وغير مجزٍ، مما قد يدفع المزارعين للاتجاه لمحاصيل أخرى تكسبهم الربح في ظل انخفاض الأسعار، وبالمقابل زيادة اسعار الحبوب ترهق المواطن البسيط الذي لا يملك قُوت يومه، معادلة يصعب حلها، إلا بخفض أسعار مدخلات الإنتاج,  كما ان الاتجاه لزراعة المحصولات النقدية مثل السمسم والقطن قد تفرغ المشاريع من الذرة الذي يمثل (طعام الناس)، وعندها قد تحدث الفجوة الغذائية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى