Site icon صحيفة الصيحة

شاكر رابح كتب : رجل المهمات الصعبة

شاكر رابح

لا شك أن الفريق اول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة رجل سلام قبل أن يكون رجلاً عسكرياً محنكاً يُجيد فنون القتال، ويأتي تكليفه برئاسة لجنة عليا لحل أزمة الشرق من كون هذه القضية سياسية ولكنها في الوقت نفسه تمثل تهديداً للأمن الوطني وتزعزع الوحدة الوطنية, وتمثل عقبة كؤود أمام التحول الديمقراطي كواحد من أهداف ثورة ديسمبر المجيدة، ووضع الحلول الناجعة لها تُمهِّد الطريق وتفتح الباب واسعاً لتنفيذ الاتفاق السياسي الجديد.

قضية شرق السودان مُعقّدة ومُتشابكة وهي قديمة ومتجددة, متعلقة بالمقام الأول في مظالم تاريخية يرى أهل الشرق أن الإقليم هُمِّش سياسياً وظُلم تنموياً، واستطيع القول إن الإقليم وطيلة الفترة الماضية منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا لم تحدث فيه أي تنمية سواء كانت بشرية أو على سبيل البنيات التحتية, ومن الطبيعي أن يتملك إنسان الشرق الإحساس بالظلم والتهميش كون شرق السودان يحتضن كافة الموانئ الحيوية المطلة على البحر الأحمر وهذه الموانئ تمثل أكبر مورد مالي مضمون سنوياً يغذي خزينة الدولة الاتحادية اضافةً الى موارد الذهب والموارد السياحية الأخرى.

القائد حميدتي وهو يمسك بهذا الملف وفي تقديري هو الأقدر لوضع المعالجات المطلوبة لهذه القضية لما يتمتّع به من قبول لدى الأطراف كافة وبما اكتسبه من خبرات وتجارب في مجال الحوار والتحكيم, كيف لا وهو مهندس اتفاقية جوبا للسلام, ووضع حداً لكثير من الصراعات القبلية في إقليم دارفور وكردفان، تفاقُم أزمة الشرق وإغلاق الميناء والطريق القومي وما ترتّب على ذلك من شل وإيقاف لحركة الإيرادات وتعطيل لحركتي الصادر والوارد، وعدم اهتمام الحكومة ممثلةً فى مجلسي السيادة والوزراء.. كل هذه الأسباب وأسباب أخرى كانت سبباً في أن يصدر القائد العام القرارات التصحيحية الأخيرة التي أعادت مسار الثورة الى وجهتها الحقيقية وهي إجراء انتخابات حرة ونزيهة برقابة دولية وإقليمية وشفافية عقب انتهاء الفترة الانتقالية، القائد حميدتي وبصفته نائباً لأعلى سلطة سياسية في البلد «مجلس السيادة» كمُشرف لأداء الجهاز التنفيذي وفقاً للترتيبات السياسية الجديدة «الإعلان السياسي الجديد» بين البرهان حمدوك، إمساك الأخ القائد بهذا الملف وبهذه الوضعية الجديدة, نستطيع القول إنّ حسم قضية الشرق باتت مسألة وقت ليس إلاّ, خاصةً أنّ أهل الشرق قد حددوا مطالبهم السياسية والاقتصادية والمتمثلة في إلغاء مسار الشرق وعقد المؤتمر الدستوري وتحقيق التنمية المُستدامة والمتوازنة, أما مطالبهم الخاصة بالقضايا القومية والتي حدّدت بحل مجلس الوزراء والغاء لجنة إزالة التمكين قد تحقّقتا, بالتالي اصبح الطريق ممهداً وسالكاً لوضع حدٍّ وعلاج نهائي لمشكلة الشرق.

 

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل،،،

Exit mobile version