Site icon صحيفة الصيحة

الخبير الاقتصادي د. عادل عبد المنعم  لـ(الصيحة)

 

السِّياسة والاقتصاد وجهان لعُملة واحدة!

الصراع مع المُكوِّن العسكري غير مُجدٍ

الاتفاق يُعد انفراجاً كبيراً للأزمة

لا بُدّ من إنشاء كتائب خضراء للبناء تستوعب الشباب

لهذه الأسباب لا بُدّ من إيقاف “ثمرات”

حوار: سارة إبراهيم عباس

قال الخبير الاقصادي د. عادل عبد المنعم, إنّ الاتفاق بين البرهان وحمدوك بداية لانجلاء الأزمة التي أوقفت عجلة الحياة بالبلاد, وأضاف أن الاقتصاد والسياسة وجهان لعملة واحدة, مقترحاً قيام حزب اشتراكي إسلامي يستوعب الشباب تمهيداً للانتخابات المقبلة, بجانب إنشاء كتائب خضراء للبناء تستوعبهم في مشروعات مُموّلة وتُفجِّر طاقتهم في الزراعة, مشدداً على أهمية البُعد عن المُخطّطات التي لا تُساعد على استقرار البلاد.. “الصيحة” جلست معه وخرجت بالحصيلة التالية:

انفراج كبير للأزمة

عودة د. عبد الله حمدوك في هذه الفترة والوصول إلى اتفاق مع المكون العسكري مكسب كبير يحقق الاستقرار السياسي والاقتصادي ويحقن الدماء.

الإجراءات التصحيحية التي قام بها المكون العسكري في 25 اكتوبر ادت الى ايقاف جميع المساعدات للبلاد مع المؤسسات والمنظمات الدولية والتي تُقّدر بملايين الدولارات, اضافة الى القروض والمنح, ويُعد الاتفاق انفراجاً كبيراً للازمة التي مرت بها البلاد والتي أوقفت عجلة الحياة وتلتها احداث مؤسفة كانت ضحيتها أرواح والاتفاق بمثابة حقن لهذه الدماء وتمهيدٌ لانتخابات مقبلة.

البند السابع

العالم أصبح قرية صغيرة, خاصة الأحداث التي تشهدها كل الدول الأقل نمواً دائماً ما تكون تحت مراقبة الدول الكبرى وتفرض عليها أشكالاً كثيرة من العقوبات الاقتصادية ومنع السفر وتجميد الأموال حتى تصل مرحلة التدخل بموجب البند السابع, وما حدث من إجراءات تصحيحية من المكون العسكري لها آثارها وانعكاساتها.

إمكانات اقتصادية محدودة

دولة مثل السودان وبإمكاناتها الاقتصادية المحدودة اذا فُرضت عليه عقوبات لن تجعلة يصمد امام دول العالم الخارجي ومخططاته حتى الدول العربية لم تُوفِ بالتزاماتها تجاه البلاد وكانت قد التزمت منذ بداية ثورة ديسمبر المجيدة بدفع ثلاثة مليارات دولار دفعت منها 700 مليون دولار ولا يمكن تعويض الفاقد من المؤسسات المالية الدولية التي تفوق الـ4 مليارات دولار, بالإضافة إلى 700 مليون دولار كانت ستدفع لاستيراد القمح ومنها مليار دولار بضمان من صندوق النقد الدولي و20 ملياراً قروض من المؤسسات المالية العالمية.

فصيل أصيل

ظهرت بعض القوى التي اعترضت على توقيع الاتفاقية بين د. عبد الله حمدوك والمكون العسكري الذي يُعد تضحية كبيرة وإيقافا لانزلاق البلاد نحو المجهول، والمكون العسكري فصيلٌ أصيلٌ, ولا بد من وجوده والصراع معه غير مُجدٍ, خاصة وان كثيراً من الدول الأفريقية المجاورة للبلاد بها صراعات مثل اثيوبيا وجنوب السودان وغيرها من الدول التي تشهد صراعا امنيا يهدد استقرار البلاد.

شريحة الشباب

شباب الثورة لهم دور كبير وحماسي واكثرهم يعيش في عالم صغير واكثر وعياً, لذلك لا بد من الاهتمام بشريحة الشباب وقضاياهم, واقترح منح الشباب الخريجين نصف مرتب بعد التخرج الى ان يجدوا عملاً وهذه المدة تتراوح ما بين 3 الى 4 سنوات، وإيقاف برنامج دعم الأسر السودانية (ثمرات) لأنّه غير مُجدٍ. ولا بد من استغلال طاقاتهم في انشاء كتائب خضراء للبناء تستوعب الشباب في مشروعات ممولة من البنوك بزراعة المساحات الواسعة في البلاد والتي تحقق لهم دخلاً وضماناً للسودان, بجانب فتح آفاق لهم في العمل والبناء .

حزب إسلامي اشتراكي

الاقتصاد والسياسية وجهان لعملة واحدة, فالأحزاب السياسية في الساحة سواء كانت التيار الإسلامي او الاحزاب التقليدية لم يكونوا قادرين على استيعاب أفكار الشباب وتطلعاتهم, لذلك اقترح إنشاء حزب إسلامي اشتراكي يستوعب الشباب لخوض الانتخابات القادمة، لان الدعوة الى الاشتراك الإسلامي بدأت في السودان منذ الاربعينات لقطع الطريق على الأحزاب الشيوعية والإسلامية المتطرفة لدخول البلاد, لذلك لا بد ان تتجدد الدعوة الاشتراكية وهذا أنسب وقت لأنها ذات منهج الإسلامي تُواكب المرحلة الحالية, لأن الإسلام راسخٌ في السودان ونحتاج لترسيخ القيم لدى الشباب بالمنهج الاشتراكي الإسلامي العالمي, والاقتصاد الإسلامي استند عليه وبيت مال المُسلمين والاحتكار والزكاة والضرائب.

العلمانية والغرب

من الأسباب التي تجعل دول الغرب تصر على الحكم الديمقراطي في البلاد ليس لأنها حريصة على تطبيقها في دول العالم الثالث, لأن هناك نماذج كثيرة  تنتهك حقوق الإنسان والغرب يساندها ويدعمها للمضي قدماً في هذا الاتجاه, بل لدعم مصالحها, لذلك يجب التحوطات من الصراعات والبُعد عن المخططات التي لا تُساعد على الاستقرار.

Exit mobile version