أحمد موسى قريعي يكتب: الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (19)

زوايا

أحمد موسى قريعي

الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (19)

أجهزة الأمن السرية وجماعات الإسلام السياسي

سأبدأ الحديث عن هذا الموضوع المعقد بهذا السؤال.. هل تمتلك جماعات الإسلام السياسي أجهزة أمن سرية موازية لعملها العلني؟

بالتأكيد الإجابة نعم.. حيث تمتلك كل حركة إسلامية تدين بثقافة ومنهجية الإسلام السياسي جهاز أمن سري يعمل في خط مُتوازٍ مع عمل الحركة المُعلن لأن أجهزة الأمن السرية تعتبر من صميم أبجديات وأدبيات تيارات الإسلام السياسي، لأنها تتناسب مع طبيعة عملها الإجرامي المتستر بثوب الدين والتقوى والورع.

فقد كشفت الوثائق السرية المفرج عنها في تونس سنة 2013 عن وجود جهاز أمن سري لحركة النهضة بقيادة (الغنوشي) عندما كانت في الحكم عقب الثورة التونسية، حيث تعود تفاصيل تلك الوثائق إلى نهاية سنة 2013م عندما اكتشفت أجهزة الأمن التونسية, وثائق خاصة بوزارة الداخلية في حي (المروج) الواقع جنوبي العاصمة تونس بحوزة أحد رجال حركة النهضة الغنوشية الذي حكم عليه القضاء التونسي بثماني سنوات.

كما تم الكشف عن وثائق سرية أخرى غاية في الخُطورة حصلت عليها هيئة (محامي) محمد البراهمي، وشكري بلعيد اللذين اُغتيلا سنة 2013م تثبت وجود جهاز أمن سري مُوازٍ يعمل تحت الظل لصالح حركة النهضة.

في الحقيقة وجود الأجهزة الأمنية السرية, قديمٌ قِدم حركات الإسلام السياسي ذات نفسها، فقد اعترفت حركة النهضة الإخوانية في سنة 1987م باختراقها أجهزة الأمن التونسية والمؤسسة العسكرية بهدف القيام بانقلاب عسكري ضد نظام الرئيس الأسبق (بورقيبة).

كما أنّ الجماعة الأم بقيادة حسن البنا كانت تمتلك جهاز أمن سري يسمى (النظام الخاص) بقيادة الإخواني (عبد الرحمن السندي), حيث قام هذا الجهاز بتفجير (سينما مترو) في وسط القاهرة سنة 1947م، وكذلك يُنسب إليه اغتيال (أحمد الخازندار) القاضي المُكلّف بالنظر في قضية تفجير السينما.

تجربة الأجهزة الأمنية السرية ليست ببعيدة عن السودان، حيث كان للجبهة الإسلامية القومية بقيادة المرحوم الترابي تجربة ناضجة في هذا المجال، حيث قام جهازها أمنها السري بدور أساسي في انقلابها على الديمقراطية في 30 يونيو 1989م، كما كان له دورٌ واضحٌ في حادثة قتل المُصلين في مسجد الشيخ (أبو زيد محمد حمزة) بالحارة الأولى سنة 1994م كما ذكرنا في إحدى الحلقات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى