آمال عباس تكتب : وقفات مُهمّة

الوقفة اليوم بعد مضي أيام من احتفالات عمال العالم بعيدهم العالمي في أول مايو.. وهي وقفة مُهمّة جداً.. فالعيد هو العيد المشترك لكل العمال في العالم وله معنى عميق جداً فيما يختص بالتضامن والوحدة النضالية في سبيل الحق والعدل.. فالتحية التي يملؤها الإجلال والإكبار لعمال العالم.. لجميع عمال العالم الذين يُواصلون النضال من أجل الحق والحرية والاستقلال والتحرير إلى العمال في البلدان العربية وإليهم بصورة خاصة وحارة في الأراضي المحتلة.. إليهم في جنوب أفريقيا.. إليهم في المستعمرات البرتغالية.. إليهم في امريكا اللاتينية.. وإلى العمال في السودان التحية والتهاني والنداء.

فالظروف عندنا جديدة والاحتفال بعيد العمال بهذه الصورة أيضاً جديد عمره عمر الثورة.. إذن فالعيد عندنا ليس بوصفه عيداً للعمال وحسب, بل أيضاً هو وحدة شعبنا وانتصاره على الظروف السياية المتخلفة.. وحدتنا التي قامت ثورة مايو من أجلها ومن أجل بناء المجتمع الاشتراكي.. مجتمع الكفاية في الإنتاج والعدالة في التوزيع.. فالعيد عندنا يا عمال السودان مناسبة عالمية طيبة ومزدوجة فماذا يعني بالنسبة لنا, فجميع الوقفات عند المناسبات الكبيرة تلقي على كواهلنا المزيد من الواجبات والمهام الصعبة.. أمامنا بناء حركة نقابية مستقلة نزيهة قادرة على تحمُّل تضحيات هذه المرحلة.. وأمامنا بناء تنظيم سياسي قادر يكون بإشراق أوجه السودانيين وآمالهم الطيبة في الحياة.. وأمامنا معركة التنمية وإنجاز البرامج المرحلية للعمل.. أمامنا هذا كله.

والإرادة والأمنيات الطيبة الضائعة في خضم العُموميات لا تكفي.. فمراجعة النفس ومُحاسبتها محاسبة دقيقة أمرٌ في غاية الأهمية.. فانطلاقاً من هذه الاحتفالات فلتضع جماهير العمال النقية هذه الواجهات أمامها ولتجعلها واجبات مقدمة.

– النضال ضد الرجعية العميلة.. والتي تهدف بتحركات نشر الأكاذيب وتزييف الحقائق.. والهجوم على كل المنجزات الثورية.. وعلى سلامة التحالف.

– العمل على زياردة الإنتاج بنسبة محددة والمُباريات والتنافس حولها لتكون موضوع الاحتفال القادم بعيد العمال.

– دعم الوحدة والتضامُن مع عمال العالم وبالتحديد العمال العرب والأفارقة ضد الاستعمار والصهيونية وعملائها في جميع أنحاء العالم.

– العمل على رفع المستوى الفكري لجميع جماهير العمال من خلال التثقيف العمالي ومحو الأمية.

تحياتي وتهانينا مرة أخرى.. وعاش نضال العمال مَعلَماً بارزاً في مسيرتنا الثورية نحو الغد المشرق.

  • وجهة نظر

الكلمة الأخيرة والقول الفصل من حق التاريخ.. ولكن – عفواً – دعونا نهمس في آذانكم اكباراً لواجهة مضيئة من واجهات جيلنا تتمثل في الواجهة الثابتة حسنات جيلنا, وقد كثرت سيئاته عند البعض, عالم قدوة, وشاعر رقيق ولهذا كان يجمع بين صفاء الغدران وعمق البحار وقليل من الأرض ظله ولكنه – إذا سمح الخطيئة – اكتنز علماً وفطنة وأطبق معرفة وخلقاً وفضلاً.

بهر النار حين وقف أمام الجهابذة الفطاحل, القمم, الأساتذة دكتور عون الشريف والدكتور عابدين ومحمود ذهني.. واستطاع ان ينتزع درجة الماجستير بامتياز, وفق الأدب العربي ولم يكن الأمر وليد صدفة, كان تطوراً طبيعياً شاب اتخذ العلم عبادة, باع نفسه للكلمة, وقبل التضحية بحرمان النفس من كل بهارج الحياة التي يُمارسها الناس في حياتهم ويرون فيها مباهج وزينة العلم عنده العرق, وإدمان الانكباب, كان ناسكاً في محراب الكلمة, طمعاً في ثواب لا يتعدى الإشراق الروحي أو المتعة الوجدانية.

أشرف على الرسالة (ابن التعاويذي الشاعر) الحبر العلامة دكتور عابدين وكان الطالب ابناً باراً وجديراً بأبيه العالم, وبمثابة امتداد ايجابي له.

(أحمد محمد البدوي)

  • من التراث

“في كتاب السودان عبر القرون للدكتور مكي شبيكة جاء تحت”

باب العروبة والإسلام في بلاد السودان الآتي:

اتصال المسلمين بالنوبة

تدفقت الجيوش الإسلامية في عهد سيدنا عمر بن الخطاب عبر برزخ السويس إلى مصر بقيادة عمرو بن العاص وتغلبت على مقاومة الروم وتقبّلهم المصريون بالرضاء, حيث خلّصوهم من حكم بيزنطة.. ولكل جيش دخل الوجه البحري في مصر فاتحاً لابد وأن تمتد فتوحاته إلى الصعيد حتى أسوان, وقد فعل المسلمون ذلك, وجنوبي أسوان تمتد ممالك النوبة وكانت على اتّصالات تجارية وثقافية ودينية مع مصر.. ولا بد للجيوش الإسلامية وقد وقفت عند أسوان أن تُؤمِّن هذا الطريق التجاري, وأن تُؤمِّن حدودها الجنوبية, فدخلت فرقة إسلامية بقيادة عقبة بن نافع سنة 641م ووقع صدام بينه وبين النوبة الشمالية, ولم يتدخّل المُسلمون كثيراً, والظاهر أن الطرفين اتّفقا على هدنة, ولكن ما أن غادر عمرو بن العاص مصر وخلف عبد الله بن أبي السرح حتى نقض النوبيون العهد وكان لزاماً على الوالي الجديد أن يجرد لهم جيشاً يتوغّل هذه المرة في مملكة المقرة حتى عاصمتها دنقلا ودنقلا العجوز في سنة 652م وإحكام الحصار حولها ورماها بالمنجنيق حتى طلب الملك قليد وروث الصلح.

مربع شعر:

ود شوراني شاعر شعبي معاصر.. يمزج في مهارة فنية واضحة ما بين الغزل في الطبيعة والغزل في محبوبته و”الدبران” في المربع الآتي يعني “عينة” من عينات الصيف.. فأهل البطانة يقسمون السنة إلى ثماني وعشرين قسماً وكل قسم يسمى “عين” ويقول ودشوراني الدبران:

ويدها الجلب الدبران بريقك لامع

ما فيقتي أفكر في معاش ومطامع

ست قافية غناي الفوقها طارب السامع

قلت صبري شالت قلبي قول يا جامع

مقطع شعر:

مع الأحرار ديوان للشاعر السوداني الراحل أحمد محمد صالح ومن قصيدته “افتتاح مدرسة حنتوب سنة 1947م” إليكم هذا المقطع:

لا تلمني إذا خلعت عذاري وحسبت الشباب يوماً يعود

تلك حنتوب أشرقت في حلاها فشجاني قوامها الأملود

تتثنى كأنها بنت عشرين بنان غض وخصر وجيد

تتهادى كأنها الأمل الباسم يفتر عنه ثغر برود

برزت للورى منارة علم رمزها هدهد ورأي سديد

تيمتني ولم ترق لحالي فأنا اليوم مُستهام عيد

من أمثالنا:

سوات الخراب هيِّن والعمار قاسي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى