عبد الله مسار يكتب : إعادة حمدوك

لا تعيدوا حمدوك إذا أردتم بالسودان خيراً

تتناقل الأخبار في الداخل والخارج, أهمية إعادة حمدوك لدفة الحكم مرة أخرى بعد أن صرفه الله وحكومته, حكومة الجوع والمرض والفقر والجهل والتمكين الحزبي والخراب الاقتصادي والأخلاقي والمجتمعي والأهلي وضياع الدين والقيم, يهرول الوسطاء من الخارج والداخل لإعادة الرجل إلى رئاسة الوزارة.. ونقولها نصيحة لله وللوطن قبل استبانة الأمر في ضحى الغد لا تعيدوا حمدوك إن أردتم بالسودان خيراً, فقد جُرِّب الرجل مرتين وكل مرة كانت أمرّ من سابقتها, ويقول المثل الفلسطيني (الجرّب المُجرِّب عقله مخرب)! الكل يعلم أن حمدوك رشح لوزارة المالية من قبل المؤتمر الوطني إبان فترة الإنقاذ, ولَم يكن يعرفه أحدٌ من الناس ولَم يعرف له نضال طيلة حكم الإنقاذ, لم يُسجن, ولَم يُعذّب, ولَم يدخل بيوت الأشباح, ولَم يُعرف له عبر التاريخ مواقف نضالية مشهودة, فهو أخوكم معاكم لا في العير ولا في النفير, كل ما في الأمر هرطقات ثورية تقول إنه مناضلٌ ورمزٌ للمدنية ولَم يكن الرجل كذلك, ورغم ذلك قَبِلَ به أهل السودان ورحّبوا به عندما كُلِّف برئاسة الوزارة, وقلنا على الخبير الدولي (سقطت) كما تقول العرب اهلاً وسهلاً منقذاً لاقتصادنا المنهار وموحداً للصفوف وقائداً للنهضة وعاملاً لجمع صف السودان وكلمته وباسطاً للعلم والمعرفة ومشفى المرضى, ولكن للأسف زاد الأمر خبالاً, فانهار العلم وأحبط الآباء والأبناء لضياع أعمار فلذات أكبادهم, ومات الناس سمبلة أمام بوابات المشافي والمستشفيات وداخل سيارات الإسعاف والنقل المختلفة, بل اشتعلت البلاد واحترقت من أطرافها ووسطها حرباً, وانهار الاقتصاد اكثر مما كان حتى صارت رغيفة الخبز بخمسين جنيهاً, وتفكّكت الأواصر وانعدم الأمن حتى حكمت الدولة “تسعة طويلة”, وتفرّقت الكلمة, وضعفت العُملة الوطنية بسبب شراء الدولار من السوق الأسود لدفع مبالغ غير مُستحقة لأمريكا معترفاً ومجرماً للسودان بجرائم لم يرتكبها ولَم يكن طرفا فيها, بل برأته المحاكم الأمريكية نفسها, والشعب السوداني لن ينسى لحمدوك خطابه الخلسة ومن دون علم رفاقه في منظومة الحكم ليضع السودان تحت الوصاية الدولية وتحت انتداب الأمم المتحدة تحت الفصل السادس الذي يتوقع في أي لحظة ان يتحول إلى البند السابع, بل الآن السودان يعج بالبعثات الخارجية واللجان التي تعمل سراً في تشريعات تخص السودان, من بينها دستور البلاد وقد ملأ مجلس الوزراء من الكوادر التي تعمل في المنظمات الأجنبية وتُرك أبناء السودان البررة الذين جاءوا بالثورة وجاءوا به على أكتافهم وهو لم يقدم للسودان طيلة السنوات الثلاث من حكمه إلا الفشل, وأهلنا يقولون” الخريف الليِّن من بشائره بيِّن”، فلا تلوح في الأفق بشائر لهذا الرجل اللهم إلا إن أريد للسودانيين أن يتزاحموا في صُفُوف الخُبز والبنزين وتنحط الأخلاق ويموت الناس بالجوع والمرض ويضيع الدين والقيم..!

هنالك مهرطقون وهرطقات تقول إنّ حمدوك أعاد السودان لحضن المُجتمع الدولي ورفع اسم السودان من قائمة الإرهاب, ولكن لم يَجنِ السودان من ذلك انتعاشاً اقتصادياً ولا حياة كريمة, ولكن كلها وعود في وعود, بل زاد الأمر استعماراً وتدخلاً في القرار الوطني حتى قال السودانيون مَن حاكم السودان الخفي..؟

ظل د. حمدوك خلال حكومته لدورتين عاجزا عن وضع رؤية وخطة واضحة المعالم يعدل بها الحال المائل وهو يتكئ على الدعم الأجنبي, وهو لم يتعلّم من تجارب الآخرين رغم الدعم المحدود الذي قدّمه له المجتمع الدولي, ولا ندري أين وكيف وظّف؟ وتصريحات وزير الصحة الأسبق د. أكرم لم تغادر المسامع.. أما ثمرات فعلمها عند علام الغيوب وهذا الخبير الدولي رغم أن السودان زاخرٌ بالموارد الطبيعية والبشرية, ولكن لم يلتفت إليها لتفجر, بل لم يخاطب جمعاً من الشعب ليشرح الحال والمآل, ولكن ظل منتظراً الدعم الخارجي والوعود الكذوبة التي هي وهمٌ كقوله “سنعبر وسننتصر” وهو يسير على خطى البنك الدولي التي لم تنجح بها دولة واحدة في العالم ولَم ينل منه العالم إلا الإفقار!!

إن حواء السودانية ولود وأبناؤها البررة المُخلصون كُثرٌ, فابحثوا عن ابن آخر, فقد نال حمدوك حظه في حكم السودان وفشل, وعليه أعتقد أن إعادة المجرب ضربٌ من عدم التوفيق.. لقد أضاع الرجل فرصتين والثالثة لا شك واقعة كما يقول أهل السودان.. والمُؤسف أنّ الرجل يتكالب عليه الأجانب مع أن أهل مكة أدرى بشعابها, وعودته قطعاً ستكون معها قد اكتملت الوصاية الدولية, ويتوقّع بعثة أممية على البند السابع وانتداب كامل للسودان, بل أخشى أن يسعى للحصول على اعتراف كامل به رئيساً تنفيذياً مدنياً للسودان ويضيع السودان, وجيش وأهل السودان السيد الفريق أول البرهان والسيد الفريق أول محمد حمدان اختاروا رئيساً لحكومة السودان غير حمدوك, رجلاً وطنياً من رحم هذه الأمة السودانية لا يحمل جنسيتين, وليست لديه ارتباطات دولية غير مصالح السودان، إن تكالب الوفود الأجنبية وتهديدات ووعيد أمريكا ودول الغرب, فرنسا وبريطانيا والمانيا والنرويج بإعادة الرجل لا تبشر بخير, وقديماً قيل السم في الدسم وما في (طق بدون شق)..!

تحياتي،،

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى