السؤال مازال مطروحاً بلا إجابة واضحة: لماذا يتلاشى (نجوم الغد) سريعاً في زحام الحياة؟

 

تحقيق: سراج الدين مصطفى

برنامج نجوم الغد الذي كان يُبث على قناة النيل الأزرق, حقّق قدراً كبيراً من النجاح والقبول, وكان سبباً في رفد الساحة الغنائية بالعديد من الأصوات التي تُبشِّر بميلاد فنانين يثرون الساحة الفنية ويستلمون رايتها.. ولكن ثمة معوقات تقف في طريق النجوم الذين تخرجوا في هذا البرنامج.. منهم من حقّق قدراً من النجاح ومنهم من يحمل جينات التفوق ولكنه يتلاشى مع نهاية حلقات البرنامج.. وللتوغل أكثر في هذا الأمر استطلعت حكايات العديد من الخبراء الذين أدلوا بدلوهم في نجوم برنامج نجوم الغد.

نجوم الغد جريمة:

برنامج نجوم الغد خرجت منه الفنانة حرم النور والفنانة عافية حسن وريماز ميرغني وأفراح عصام والشاب سعد, هؤلاء ليس للحصر وإنما للذكر كنماذج استطاعت أن تجد لموهبتها الفنية موطئ قدم في ساحة مكتظة بالكثير من الفنانين سواء كانوا أصحاب موهبة حقيقية أو انصاف مواهب جعلتهم الصدفة يتسيّدون الساحة الفنية من خلال أعمال لا ترقى إلى المستوى وفي حوار مع أحد الفنانين الكبار في إحدى الصحف الزميلة شبّه برنامج نجوم الغد بالجريمة, وقال ان هؤلاء الطلاب ما زالوا صغاراً وفي المراحل التعليميه الأولى, وأردف كم من فنان موجود في الساحة ونحن نحتاج إلى فنانين متعلمين وجامعيين.

إسهام فاعل:

الموسيقي الدكتور الفاتح حسين بحكم خبرته في مجال الغناء, استطلعنا رأيه حول برنامج نجوم الغد وعن الهجوم الذي يتعرّض له من قبل كبار الفنانين, باعتبار أن البرنامج يساعد في صناعة نجوم وفي نفس الوقت يجعلهم عرضة للغرور من خلال هالة الضوء التي يحيطها بهم. الدكتور الفاتح أخبرنا في مهاتفتنا له وقال من وجهة نظري الخاصة أرى أنّ الأستاذ بابكر صديق الذي تربطنا به علاقة حميمة وقديمة, حيث كان أول ظهور له في برنامجه وهو مازال في المرحلة الثانوية, وأردف وأنا أرى انه يساهم إسهاماً فاعلاً في إخراج مواهب حقيقية والبرنامج اسمه نجوم الغد, ولكن المأخذ الوحيد انهم يتعاملون مع الاسم.

جماهيرية كبيرة جداً:

الأستاذ بابكر صديق معد ومقدم برنامج نجوم الغد قال “من خلال الصدى الكبير الذي أحدثه البرنامج داخل وخارج السودان، استطيع أن أقول لك بأن البرنامج حقق جماهيرية كبيرة جداً وسط كل شرائح المجتمع، بأعمارهم المختلفة، والأهم من ذلك في رأيي أن البرنامج نجح في أن يعطي الشباب فرصة ويفتح لهم نافذة لإظهار إمكاناتهم الصوتية والأدائية، وهو ما لم يكن متاحاً من قبل، ومع ذلك أؤكد  لكم بأن طموحنا أكبر من ذلك وما تحقق جزء منه فقط، وواحدة من طموحاتنا أن يخرج البرنامج خارج حدود الوطن ليكون أشمل.. وأقر لك بأنني ارتعب من حجم الصدى والنجاح الكبير الذي يحققه البرنامج، فهذا يلقي علينا بمزيد من الأعباء والمسؤولية في المحافظة عليه وتحقيق مزيد من النجاح”.

لم يولدوا كباراً:

وعن النقد الذي يُوجّه إلى شباب نجوم الغد من قبل كبار الفنانين قال: أولاً أقول إن الفنان الكبير لم يولد كبيراً، ولا بد أنه تغنى بأغنيات الغير أيضاً، ثم أن الرهان على الشباب في مستقبل الغناء، ونحن نعمل الآن لردم هذه الهوة بين الجيلين، يجب أن يبادر الكبار لتشجيع الصغار، بدلاً من إحباطهم بعبارة (الشباب خربوا الغُنا الجميل)،

 قصور في الرعاية والمتابعة:

واعترف بابكر صديق بأن هناك قصورا في الرعاية والمتابعة، وزاد “للأسف كثير من الشركات الراعية للبرنامج برغم إيمانها بفكرته وهدفه، إلا أنها تهتم بعرض سلعتها فقط طوال فترة البرنامج فقط، ولا يهمها بعد ذلك متابعة الأمر، نحن نكتشف الأصوات ونعطيها فرصة للظهور، ولكن أين دور الآخرين من فنانين كبار ونقاد يقدمون النصح لهؤلاء الشباب، وأقول لكل فنان شاب وموهوب إنك لن تكون وردي آخر، ولا بد من تكوين شخصيتك الخاصة، لشق طريقك، نحن نتعامل مع الشباب بالمثل الصيني (لا تدعُ شخصاً لوجبة سمك، ولكن علمه كيف يصطاد).. فنحن نعلمهم ليختاروا طريقهم بأنفسهم”.

السؤال الكبير:

ويبقى أخيراً أن نقول ان نجوم البرنامج مازالوا يفتقدون البوصلة التي توجههم للطريق السليم حتي يصبحوا نجوماً للغد كما أرادوا لهم وحتى لا يتلاشوا في زحام اليوم الذي يعج وضج بالغث والسمين.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى