ابراهيم محمد ابراهيم  يكتب : الخوف على البلد (٢)

لم تمر على الشعب السوداني منذ الاستقلال سنة امرّ من هذه السنة، الحمد لله على كل حال،  ضائقته المعيشية بلغت ذروتها مع الغلاء المتصاعد، وفوق ذلك استغلال سيئ من بعض التجار واصحاب المخابز الانتهازيين، معدومي الضمير والانسانية.

يحدثني رجلٌ اثق به، قال يوم امس في بعض الاحياء الطرفية، بلغ الجشع لبعض اصحاب المخابز والسوق السوداء رفع سعر قطعة الخبز لـ٥٠ جنيهاً. وكيلو السكر ٦٠٠ جنيه وباكتة دقيق زادنا ٨٠٠ جنيه بدلاً من ٣٣٠ جنيهاً وهكذا حال كثير من التجار يتمنى استمرار الأزمات لاستغلال المواطن البسيط… نسبة الفقر تجاوزت ٧٠٪

من الشعب السوداني. وعند استمرار هذا الحال نخشى على البلاد من انتشار الجرائم  واختلال الأمن بسبب الجوع. في (علم النفس الجنائي)  الضغوطات الاجتماعية من أكبر أسباب انتشار الجريمة، السرقة، النهب والاغتصاب، ولكن أين المخرج..؟ المخرج والحل كما ذكرت آنفاً في المقال السابق.. التوافق والتسامُح بين شركاء الفترة الانتقالية من أجل إنقاذ البلاد من هذا المنعطف الخطير.. ليس مهماً الآن مَن الذي يحكم البلاد، المهم عندنا استقرار البلاد.

من التدابير العاجلة أيضاً إنهاء أزمة الشرق والسعي الجاد للوفاق والعمل لمصلحة السودان، وطي صفحة الخلافات وتناسي المصالح الفردية والحزبية.. اعجب من رئيس حزب يذهب لأهلنا المعتصمين في شرق السودان يخاطبهم بعبارات تُوقد نار الفتنة، طبعاً الرجل ذهب لأهلنا في الشرق ليعرض بضاعته الكاسدة. لأن الناظر ترك هذه الأيام متصدر الساحة السياسية والاعلامية.  بالله عليكم نحن ناقصين فتن. كان اللائق به كرجل وطني ان يساهم في الحلول مع الأخ الناظر (ترك)، ويذكره بالظروف التي يمر بها الشعب السوداني، وينصحه بخطورة جريمة قفل الطرق والموانئ شرعاً واقتصاديًا، لأنها تعطل  المصالح العامة وينصحه بالجلوس والتفاوض السلمي مع الحكومة، كما ظللنا نذكر المصلين دائماً في خطب الجمعة. وبدلا أن يسعى لجمع الصف ومساعدة البلاد للانتقال حتى الانتخابات، يحرضهم على الاستمرار في التعنت.. استمعت له في مواقع التواصل وهو يخاطب اهلنا البجا قائلاً: انتم ناس الشرق أهل الفيل وما عارف كرش الفيل، أهم من رجل الفيل.. الله المستعان.

ألم أقل لكم من أكبر أسباب أزماتنا في السودان بعض قياداة الأحزاب السياسية.

على كل حال، على عقلاء البلد من علماء وفقهاء وأئمة المساجد والحكماء وزعماء الأحزاب والقانونيين ورجال الإدارات الاهلية، التعاون على إنقاذ البلاد، وعلى عقلاء قيادات قِوى إعلان الحرية والتغيير عدم التصعيد وتحريض الشارع وإثارة الفتنة.. وعلى المكون العسكري التحلي بروح التسامح والتنازل من أجل مصلحة البلد..

وأختم القول بتذكير الناس  بالدعاء.. الدعاء الدعاء.. فالدعاء سبب قوي في دفع البلاء ورفعه، أولاً كونه عبادة وطاعة وقربى.. وللطغيان المادي والعصري غفل عنه كثيرٌ من الناس ولم يدرجوه ضمن الحلول النافعة في مواجهة الازمات..

شكراً لأئمة المساجد تذكيركم للمصلين بالاستمرار في الدعاء.

نواصل،،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى