عبد الله كرم يكتب : السودان أولاً وأخيراً

 

بادئ ذي بدء بسم الله، ليت أن كل سوداني يخفق قلبه بحب وطنه لا بعدائه، أن يأخذ هذا الطرح بمخرج مما أوجدنا أنفسنا فيه، وذلك بتقوى من الله ومن الوطن ومواطنيه ومن يتق الله يجعل له مخرجا، وليت أن تعلموا يقينا بأن الشعب الصبور كسنام الإبل الذي يخزن مما حمل ليسترجعه حين حفر القبور، ولا تتبعوا من يقل (عليّ وعلى أعدائي) ليحطم مصدر رجائي.

لذا, فالسودان الوطن المرعي بالعناية الإلهية وبخصوصية دون بقية البلدان العالمية، لذا فكل ابتلاء من قبله ما هو إلا امتحانٌ ليخرج منه شاكراً لصاحب الجلالة، وما نحن عليه اليوم إلا واحد من تلك الابتلاءات لنواجهها ببسالة ولا يهم مَن المُنتصر ومَن المنهزم، فالمهم هو سلامة وطن صالح العزم لمواطنيه ولقلوبهم وعقولهم عامرة بعاطفة وحُب وطن ضد أقلية مارقة كيفما كان السكن، حُب وطن عبر عنه خيرة أخيار رسل البرية المصطفى صلالله عليه وسلم   حين أمر بالهجرة من مكة المكرمة ذات الخصوصية إلى المدينة المنورة بكل العمومية لإرساء دعائم الرسالة المحمدية.

وبدافع حبنا لوطننا الحبيب، وهو اليوم مخنوق ومجروح وفي أمس الحاجة لمن يبادر ويفك عنه الدبيب!، ولنعود للفرح هجراً للحزن والنحيب، ولنتوافق جميعاً أمام التاريخ المنصف علي:

أولاً: حل الحكومة الحالية لأن المهام أكبر من قدراتها وقد تشكلت من مكون أشبه ما يكون (بلحمة رأس) ليس به خلاص، إن كانت طائفة مهما ادعت، أو أيديولوجية مهما بغت، ليحل محلها بالتراضي الوطني حكومة من (التكنوقراط) ألا وهم العلماء أهل الخبرة والحكمة والإدارة والدراية والنماء المنتمين للوسط الوطني العريض لا تطرف منه (غريض) لأنهم سيخدمون الجميع دونما تفرقة ما بين هذا أو ذاك التبيع، وضربنا مثلاً أن يطلب من الجمعية العمومية للسادة القضاة أن ينتخبوا ثلاثة أسماء منهم بشرط ألا يكون منتمياً لطائفة أو حزب من الأحزاب المعروفة، وأن يجتمع السادة المحامون بجمعية عمومية لانتخاب ثلاثة من المرشحين ليشغل أحدهم مركز النائب العام بدرجة وزير، وهكذا ادى أولئك السادة الأطباء والزراعيون وبقية المهن الأساسية الأخرى، لترفع الأسماء للتكنوقراط الأوسطي.

السيد رئيس مجلس الوزراء ولعمرك طال عمرك فلن يستغرق الأمر أكثر من خمسة وعشرين يوماً أي 360 ساعة .

ولتبدأ الحكومة بخطة عمل محددة بزمانها بالشهر والسنة وفقاً للمرملة الانتقالية الى يوم الانتخاب المثالي والشفيف ليختار الشعب من يحكمه.

ثانياً: أن يسلم السادة الكرام أعضاء المجلس السيادي الحالي الرسن أو الزمام لرؤساء أفراع قوات الشعب المسلحة كأعضاء المجلس السيادي الجديد وبشرط أن لا ينتمي أحدهم الى طائفة من الطوائف كمهام ملكة بريطانيا التي تملك ولا تحكم، لأنهم من الشباب وقد رأيتهم بأم عيني وقد التحموا بالثوار كحاضنة طبيعية لهم إبان الاعتصام.

ثالثاً: أن تبدأ الحكومة الجديدة بحفل وداع مهيب للسادة أعضاء مجلس السيادة والسادة أعضاء مجلس الوزراء ثم يركن ضباط القوات المسلحة للخدمة بما تبقى لهم قبل الإحالة للمعاش، تماماً حينما أتت جبهة الهيئات الممثلة للشعب الى القصر الجمهوري في الصباح الباكر, واقتنع عبود بتسليم الأمر إليهم ولكن بشرط حفظ كرامة المجلس الاعلى للقوات المسلحة وأعضائه وباركوا لهم ذلك بالتسليم والتسلم وأن يتفرغ كل حزب لحزبه ليعده الإعداد الأمثل للانتخابات القادمة، ليختار الشعب من يختاره عن بينة بعيداً عن الأخطاء، وليوقع الجميع على خدمة وطن في الفصول وهو الربيع.

  • حين يفتقد المرء الثقة في نفسه؟

حجرا أغبر أنا وحقير

لا حكمة لا جمال لا مضاء

فلتغادر هذا الوجود

وامضي بسلام إني كرهت البقاء

فهو من مكانه وهو يشكو الدجى والشهب والسماء ففتح الغجر جفنيه فإذا الطوفان يغشى المدينة البيضاء

من شعر المهجر لإيليا أبو ماضي

عن حجر صغير (زلطة – حضنقال) في سد ضخم، فقال لنفسه ما جدوى وجودي من عدمه بالنسبة لهذا السد العملاق؟

وانتحر خشية إملاق، بربكم أليس هذا أيضاً بعض شهور البعض؟

بأمر مَن.. يؤتمر الشعب؟

مما يؤسف أن كل فئة من الفئات الحاكمة حين تلم بها لمة تهدد باستدعاء الشعب لبني اللمة، وفي تفكيره القاصر خروج الشعب لإسقاط الكيزان، فماذا قدمتم لهذا الشعب حتى يؤتمر بأمركم؟ شعب (بطنه طامة) من طبختكم، ولسان حاله يقول: (سقط أهل السوء ليحل محلهم الأسوأ منهم !!)

ملحوظة:

إلى من استدعى الشعب للخروج أخيراً، والى من وقف ضد ذلك فهل استجبتم لصوت الشعب الهادر: (يا اخوانا احنا جعانين ونقولا للعالم كله).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى