Site icon صحيفة الصيحة

جنوب دارفور.. تحول في الخدمات الصحية بمعسكر كلمة

تقرير- حسن حامد

ألوان وردية غطت مساحات شاسعة من معسكر كلمة للنازحين بولاية جنوب دارفور احتفاءً بالتوعية بمخاطر سرطان الثدي تلك المبادرة التي أطلقتها الإعلامية لمياء متوكل برعاية التأمين الصحي بالولاية وتزامنت الفعالية مع تدشين مبادرة الاختصاصيين بنيالا للعمل الطوعي في تقديم يوم علاجي مجاني للنازحين عبر (16) من التخصصات في يوم وصفه سكان المعسكر بيوم الصحة الذي قال بعضهم إنهم ولأول مرة يشعرون بأنهم سودانيون حقيقيون منذ المحنة التي ألمت بهم في مطلع العام ٢٠٠٣م وحتى الآن.

 

“كُلمة” مفتوح للجميع

يعقوب محمد عبد الله الشهير بـ(فري) منسق عام معسكرات النازحين واللاجئين, أعرب عن سعادتهم باليوم الصحي الذي خصص لأهل معسكر “كُلمة”, وقال لـ(الصيحة), إنّ المركز الصحي الذي خصص لخدمة أهل المعسكر في المقر السابق لبعثة “يوناميد” قدم خدمات جليلة للنازحين عبر الصندوق القومي للتأمين الصحي فرع ولاية جنوب دارفور.

وحيا فري, مبادرة الإعلامية لمياء متوكل الرامية للتوعية بسرطان الثدي والتي تدافع لها أهالي المعسكر حيث تزامنت مع انطلاقة مبادرة اختصاصيي مدينة نيالا لتقديم الخدمات المجانية لسكان المعسكر, وتابع (نحن كنازحين نُحيي لمياء تلك الإنسانة الوطنية الغيورة على أهلها بالمعسكر, كما حيا الصحفيين والإعلاميين على وصولهم لكلمة)، وأضاف أن الإعلام هو صوت النازح, وقال إن المعسكر مفتوحٌ لكل الإعلاميين متى ما أرادوا الوصول إليه, وزاد (نحن في المعسكر لا نختلف مع كل الناس في بقية أنحاء السودان, بل منفتحون مع أي إنسان وليس هناك مكروه بيننا وأي إنسان محبوب لدينا, ولكننا نكره الناس بأعمالهم السيئة وليس لجغرافيتهم أو لقبائلهم, لذلك نتمنى أن لا تكون هذه آخر زيارة للصحافة لنا, ونحن ليس لنا سقف زمني مع الصحفيين, فمتى ما أرادوا أن يدخلوا ليلاً ونهاراً في معسكر كُلمة).

وحول مبادرة الاختصاصيين بنيالا, قال إنها إضافة كبيرة للعمل الصحي بالمعسكر وجاءت فى ظل ظروف صعبة وقاسية يمر بها النازحون, مشيراً إلى أن العلاج أصبح مُكلِّفاً وفوق طاقتهم وأنه داخل مدينة نيالا أو الخرطوم سيكلفهم المليارات, ونحن لدينا ناس لا حول لهم ولا قوة لذلك جاءتنا هذه المبادرة الإنسانية المجانية بعدد(16) اختصاصياً في تخصصات مختلفة تشمل حتى العمليات, مشيرا إلى أن ما قام به الأطباء هو واجبهم تجاه أهلهم بالمعسكر, وأضاف ان التأمين الصحي ظل مبادراً لرعاية الخدمات التي تأتي للمعسكر وسبق له أن أجرى عمليات لمواطنين بالمعسكر بقيمة مليار ومائتي مليون جنيه, وقال إن وضعهم الصحي قبل دخول التأمين الصحي كان سيئاً للغاية رغم وجود منظمات (ARC) و(IMC) كانت تقدم لنا الخدمات لكن بدون إجراء الفحوصات, مشيرا إلى أن التأمين الصحي أدخل الخدمات التشخيصية واستخرج البطاقات التأمينية للنازحين، وأقر يعقوب فورى بأن الوضع الإنساني والاقتصادي بالمعسكر سيئ للغاية ومن المفترض أن يمضي الجانب الإنساني والصحى معاً لأن الجوع هو أم الأمراض, وتابع (نحن من المفترض أن نزرع هذا الموسم، لكن مُنعنا من الزراعة من قبل جهات محددة وحكومة الولاية تعلم بذلك وسبق إخطارها وحتى الذين زرعوا تم إتلاف مزارعهم.

حالات بمعسكر “كُلمة”

قالت لمياء إنها وجدت التعاون الكبير والمعاملة السمحة من سكان المعسكر حالهم كحال أهل دارفور, وقالت لمياء إن الوقاية خير من العلاج وبالفحص المبكر ستتم محاربة سرطان الثدي, وقالت إن ديمومة واستمرارية التوعية تقع على عاتق الأجهزة الإعلامية, وأشارت إلى أن شهر أكتوبر خصص للتوعية من سرطان الثدي, لأن العالم كله يفتح أبواب مراكزه ومستشفياته في هذا الشهر للعلاج المجاني.

 

وحول إحصائيات الإصابة وأثر مبادرة التوعية على فحصها, تقول لمياء عندما أطلقت النسخة الثانية في نيالا وبعد الانتهاء من حملة التوعية اكتشفنا عددا من الحالات حتى داخل معسكر “كلمة” للنازحين كان هنالك عدد من الحالات كذلك في كل المناطق التي ذهبنا إليها, وأضافت أن النسبة عالمياً وطبقاً لمنظمة الصحة العالمية تقول إن من بين (12) سيدة هنالك سيدة واحدة مصابة بالسرطان, وزادت: في السودان الآن هنالك هلع وخوف بأن المرض زاد ولكن الحقيقة زادت التوعية وزاد الاكتشاف.

 

عيادة مجانية

قال المدير التنفيذي للتأمين الصحي بالولاية بالإنابة أحمد بخيت الطاه إنهم في التأمين الصحي رسالتهم تقديم الخدمة العلاجية, وأضاف أن الحملة التوعوية ضد السرطان من باب الوقاية خير من العلاج, ولفت الطاهر أن حملة أكتوبر الوردي عيادة مجانية لعدد من الاختصاصيين بنيالا, مشيراً إلى أن الهدف من هذه التظاهرة الصحية إيصال رسالة التوعية للمستهدفين باليوم العلاجي.

مبادرة الاختصاصيين

اختصاصيو نيالا أجمعوا على ضرورة إطلاق مبادرة للعمل الطوعي لخدمة إنسان الولاية خاصة بعد تفاقم الأوضاع المعيشية والظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.

وفعلاً بدأ تنفيذ المبادرة من معسكر “كلمة” للنازحين بمشاركة (16) اختصاصيا فى مجالات الباطنية، النساء والتوليد، العظام، المسالك البولية، الجراحة العامة، الأنف والأذن والحنجرة، أمراض اللثة، الجلدية، الأطفال وجراحة العظام. وقال ممثل المبادرة اختصاصي المسالك البولية د. محمد إدريس محمد لـ(للصيحة) إنهم أطلقوا مبادرة العمل الطوعي لعلمهم بأن هنالك مرضى ظروفهم تحول دون تمكنهم من الوصول ومقابلة الاختصاصي, مشيرا إلى أن ضربة البداية كانت في كلمة وستتواصل لتشمل معسكرات دريج، عطاش، السريف، السلام, بالإضافة لمحليات (مرشنج، شرق جبل مرة، قريضة، برام، الردوم وعِد الفرسان).

Exit mobile version