الغالي شقيفات يكتب : صراعات الحرية والتغيير

يراقب الشعب السوداني المكتوي بنار ارتفاع السلع الاستراتيجية وانعدام الخدمات, صراعات طرفي الحرية والتغيير التي تتنازع على كراسي السلطة في الخرطوم دون مناقشة هموم الوطن والمواطن, حيث تقول مجموعة قاعة الصداقة إن أربعة أحزاب اختطفت الثورة ومكّنت كوادرها في مفاصل الدولة, بينما تصف هذه المجموعة, المحتشدين في قاعة الصداقة بمجموعة الفلول ولا تعترف لهم بأي دور عدا حركتي العدل والمساواة والتحرير مناوي, والمشاركين حالياً في الحكومة بنصيب كبير وفقاً لاتفاق جوبا للسلام, وأي إخفاق للحكومة هم جزء منه بلا شك, ويجب ان يتحمّلوا المسؤولية الأخلاقية والتاريخية.

والمتابع لمواقف الأطراف الموقعة للسلام, يجد أنها انقسمت بين مجموعتي قاعة الصداقة ومجموعة الأربعة كما يطلق عليهم مناوي, ومن أبرز الحركات التي وقفت مع مجموعة حركة التحرير المجلس الانتقالي بقيادة عضو مجلس السيادة الدكتور الهادي إدريس وتجمع قوى التحرير بقيادة عضو السيادي الطاهر حجر والحركة الشعبية بقيادة عضو مجلس السيادة مالك عقار اير, بهذه المواقف تكون الحركات الموقعة على السلام انقسمت على نفسها, فضلاً عن انسحاب مجلس الصحوة بقيادة الشيخ موسى هلال, وبمثل هذه المواقف والتناقضات والمطامع سيدفع الشعب السوداني الثمن, ويفتح باباً للتدخلات الخارجية شعبنا في غنىً عنها, وقد جرّبنا حكم كل الأطراف فلا جديد, الحاضنة الحالية بقيادة الأحزاب الأربعة عاجزة عن تقديم الخدمات!

وجماهير حزب الأمة والأنصار قوى لا يُستهان بها وهي معادلة في أي ماراثون انتخابي, والمواطن في دارفور ينظر لبعض الحركات المسلحة بأنها فصلت قضية دارفور لذاتها واستولت على المواقع القيادية بخلفيات إثنية, فلذلك أصبحت معزولة بلا قاعدة جماهيرية إلا من الأسر والمحاسيب،  وتلاحظ ذلك عندما تزور دورهم أو مكاتبهم أو حتى الجماهير التي تخرج لاستقبال قياداتهم، فكل الذي يجري ويدور الآن حرثٌ في البحر لا يستفيد منه الوطن ولا المواطن, وكل الذي نسمعه هو هجوم أطراف لبعضهم البعض وليس للمواطن ناقة ولا جمل فيما يدور!

وكمراقبين, نشاهد غداً ماراثون الحشود والحشود المُضادة, وفي خاتمة المطاف، الكلمة للشعب السوداني الذي أطاح بديكتاتورية البشير، وحتماً القوات النظامية سوف تنحاز لخيار الشعب كما فعلت في أبريل ١٩٨٥ وديسمبر ٢٠١٨ والشوارع لا تخون, والرهان على التنظيمات والشخصيات مصيره الفشل.. وإن غداً لناظره قريبٌ والوطن فوق الجميع..!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى