عبد الله مسار يكتب: مشاهد ومواقف وأحداث من نهر النيل (١٢)

قلت إنّني تسلّمت ولاية نهر النيل من الأخ المهندس إبراهيم محمود حامد في نهايات عام ٢٠٠٢م، ووجدت مجموعة من الموظفين والعمال يعملون في مكتب الوالي ومنزله وفي الأمانة العامة كأمناء الحكومة ومديري المكتب والسكرتارية والفرّاشين والسائقين والحرس الشخصي والحرس في المنزل والطباخين والغسّال وحتى الجناينية.

وتعرّفنا على بعضهم في الحلقة (١١) من مشاهد ومواقف وأحداث من نهر النيل.. ونتطرّق لمن لم نذكرهم في الحلقة السابقة.

كان الأخ يوسف العبيد هو مسؤول الإعلام في مكتب الوالي، وكان يعرف أغلب الإعلاميين في الولاية وخارجها، وكان من الإعلاميين الذين لهم بصمة في نهر النيل الأخ مزمل سليمان، وكذلك الصحفي جمال.

وكان معي حرس في المنزل هما الأخوان العريف شرطة  معتصم الفيل ووكيل عريف  مرسلين انجلو من جنوبنا الحبيب، وكانا من أكثر الحرس معرفة بمسؤولياتهما، وكذلك معرفة بمنزل الوالي، خاصةً وأنني مسجل تعليمات مستديمة بترك الباب الخارجي فاتحاً وعدم منع أي شخص من دخول المنزل ومقابلتي، وتعليمات واضحة، الوالي موجود غير موجود، يُستقبل الزائر أو الضيف ويُكرم، ويقابل الوالي في أي وقت وهو موجود، ولا يقال له الوالي نائم أو مشغول. أما إذا الوالي غير موجود يُكرّم ثم يُقال له الوالي غير موجود، ثم يُسجّل اسمه وعنوانه وتلفونه في دفتر الأحوال الذي عملته خصيصاً لهذا الأمر…

وكان معي الأخ عبد الله كينج غسال، وكان رجلاً مُرتّباً ومحترماً،  ولديّ مَعَزّة خاصة له لأنّه صاحب دعابة وملح.

وكذلك معي الاخت حاجة فوزية وهي طباخة تعرف أكل ناس دارفور، وخاصة الكسرة. وكذلك معي الأخ حسن متولي طباخ خصوصي وهو ماهر في الطبخ الأفرنجي بتاع ناس المدينة، وهو مُختصٌ بالضيوف من المدينة. أما حاجة فوزية كانت تعرف أكل ناس دارفور وكان حضورهم لي كثيفاً.

أما العم المرحوم اللمين فهو جنايني بالمنزل وكان رجلاً حاذقاً وماهراً وهو مزارع قديم، وايضاً بستاني ضليع.

أما مكتب تنسيق الولاية في الخرطوم تعاقب عليه الإخوان  الضابط الإداري بابكر الضو، ثم الملة محمد عمر وعثمان يعقوب صار وزيراً للمالية في آخر حكومة، ومنها ثورة ديسمبر، وكان به الأخ فرح سعيد وهو ممن صحبني الى المستشارية  ولديه معرفة بأغلب العاملين في الخرطوم.  كذلك كان معنا الأخ جعفر حسن وهو كشكول مرات يعمل سائقاً، ومرات علاقات عامة، ومرات موظفاً وكاتباً، لأنه كان طالباً في الجامعة بكلية الزراعة.

ويوجد بالمكتب الأخ كمال السيد وهو سائق للأخ بابكر ومرات سائق احتياطي.

كما كان بالمكتب الأختان  عائشة وعفاف السيد “سكرتيرات”.

وكنا في الأمانة العامة ومكتب الوالي ومكتب التنسيق في الخرطوم أسرة واحدة، ولذلك كان العمل فيه بتناغم وانسجام،  وعرفنا طباع بعضنا، لذلك كان الحماس والإتقان وكان الاحترام متبادلاً، ونشارك بعضنا البعض في السراء والضراء والأفراح والأتراح،  وكنت أحرص على حضور كل مناسبات العاملين معي، حتى بعد ان غادرت الولاية وهم كذلك  ومازالت العلائق بيننا ممتدة ووشيجة.

ولاية نهر النيل مميزة في كل شيء،  وهي ولاية عامرة بأهلها عطاءً واحتراماً وخُلُقاً وأخلاقاً  وسكانها أفاضل وكرام وعزاز،  وهم مفخرة لكل من عمل  بها، وخاصةً من تواضع لهم ودخل في مجتمعهم أحبوه.

لديّ معهم مواقف ظريفة.. نستعرض ذلك في الحلقات القادمات.

 

تحياتي،،

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى