Site icon صحيفة الصيحة

إبراهيم محمد إبراهيم يكتب.. خلية جبرة ليس في دين الإسلام إرهاب (١)

بقلم

دين الإسلام وسط بين طرفين بين الغلو والتفريط, وبين التشدد والافراط في السلوك والأخلاق.

قال: تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا…. الآية) وقال صلى الله عليه وسلم (إياكم والغلو ، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو), ودين الإسلام هدي بين الإفراط والتنطع والانحراف. وهو الدين الحق الذي ارتضاه جل وعلا للأمة الإسلامية.

من ظن أن الإسلام دين الإرهاب والقتل وانتهاك حقوق الإنسان أو حقوق الطفل أو حقوق المرأة  ظنه خاطئ ومخالف للصواب لأن كلمة (إرهاب) في حد ذاتها كلمه مضللة لا توجد في المصطلحات الشرعية ولا الفقهية ولا في المصطلحات القانونية, إنما هو مصطلح سياسي وإعلامي, الصحيح نقول هذا غلو أو تطرف أو سلوك إجرامي يحدث من طائفة منحرفة لا تمثل الإسلام الصحيح في شئ. وأيضاً الغلو والتطرف ليس خاصا بالدين الإسلامي فحسب. التطرف موجود في كل الملل حتى في الأديان الاخرى كاليهودية والنصرانية والبوذية وغيرها من الملل لأن بعض الناس قد يفهم أن مثل هذا الجرم لا يقع إلا من المسلمين. وهذا ظلم وبهتان, حيث ما وجد التطرف فهو مذموم. ولكن دائماً اعداء الإسلام يشهرون أخطاء المنحرفين عن الإسلام الصحيح ليدحضوا به الإسلام المبرأ من مثل هذه الجرائم نسأل الله تعالى السلامة والعافية.

وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم؛ بأن فئام من هذه الأمة في آخر الزمان سيجنح يميناً أو شمالاً انحرافاً عن الإسلام الصحيح. ومن أوائل الفرق التي اظهرت الانحراف والغلو والتطرف طائفتا الشيعة الرافضة والخوارج خالفتا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في الاعتدال والوسطية.. اما الشيعة غلوا في علي بن أبي طالب وعبدوه من دون الله. ثم الخوارج الحرورية خالفوا الشيعة وكفروا خيار الصحابة امثال علي بن أبي طالب رضي الله عنه والمقداد بن الأسود وغيرهم من الصحابة الكرام وهذا يدل على ان الانحراف والغلو ممكن يحدث في اصلح المجتمعات وافضلها. ثم ظهرت المعتزلة. ثم القدرية. والمرجئة. والماتوردية.. اما الرافضة ليس لهم وجود كبير في السودان. وخوارج العصر هم الدواعش اتباع ابو بكر البغدادي الذي ادعى انه امير المؤمنين وشرع لاتباعه من الدين ما لم يأذن به الله وهكذا دائماً الخوارج قديماً وحديثاً يفسرون النصوص الشرعية في غير موضعها او يحملونها ما لا تحتمل ثم يكفرون بها كل الناس الا من وافقهم. وصل التشدد والغلو لبعض هؤلاء الناس لدرجة انهم لا يستخرجون مستندات ثبوتية باعتباره تحاكم لغير الله حسب زعمهم.. وبعضهم يمر في الطريق وإشارة الاستوب حمراء. والغريب في الامر ان هؤلاء الدواعش اتباع الخوارج دائماً تجد جل اهتمامهم بالدول التي غيرت الانظمة الحاكمة حديثا ظهروا في العراق بعد سقوط صدام حسين. وظهروا في الصومال باسم المحاكم الإسلامية. ودخلوا الجماهيرية الليبية بعد سقوط القذافي والآن ظهروا في بلادنا بعد سقوط النظام السابق. وبزعمهم الفاسد وجهلهم بالدين يزعمون مثل هذا العمل الإجرامي كالقتل واراقة الدماء جهاداً في سبيل الله وسبباً  لدخول الجنة. نسأل السلامة والعافية.

على اي حال ما حدث الايام الماضية بحي جبرة جنوب الخرطوم من قتل واراقة الدماء وتخريب واختلال للامن وترويع المواطنين امر مؤسف. مثل هذا الجرائم دخيلة على بلادنا نسأل الله أن يتقبل شهداءنا من جهاز الأمن والمخابرات والقوات النظامية الاخرى ويشفي الجرحى إنه جواد كريم.

نصيحتي لسلطاتنا الامنية عدم التهاون في امر الوجود الأجنبي غير المقنن, وعلى اصحاب المنازل والفنادق والشقق التأني وعدم التسرع  في الاستضافة والإيجارات مهما كانت مغرية وعند وجود مشتبهين الإبلاغ الفوري للجهات الأمنية.. وعلى المواطنين ايضاً التوخي والحذر من الجمهرة. والوقوف في الطرقات في مثل هذه الأيام, نسأل الله أن يجنب بلادنا الفتن والمصائب.

 

Exit mobile version