الخُبز.. نُذُر الأزمة وتداعيات الإغلاق

 

الخرطوم- رشا التوم

ما زالت مشكلة توفير سلعتي الدقيق والقمح من المشكلات التي تؤرق مضاجع الحكومة منذ زمن ليس بالقصير. واصبحت عصية على الحل بالرغم من محاولات الإصلاح  التي جرت في هذا الملف وطي فاتورة استيراد القمح التي تصل سنوياً إلى ملياري دولار. إلا أن البلاد لم تتمكّن من ذلك. بل تكررت الأزمات بصورة واضحة وتفاقم الوضع  حتى بات يشكل خطراً على معاش الناس. وتمددت الصفوف خلال الايام الماضية بعد فترة من الاستقرار بصورة تختلف عن السابق. وأعلنت شُعبة المخابز امس ان العاصمة خالية من الخبز التجاري والمدعوم.

وقال نائب رئيس الشعبة اسماعيل عبد الله في تصريحات صحفية  إن آخر حصص للدقيق تم مد المخابز بها منتصف الأسبوع الجاري. وجزم بتراجع حصص الدقيق للمخابز الى 25% حتى نفاد الكميات تماماً.

توقف المخابز

وبحسب المتابعات طرأت ازمة جديدة في قطاع المخابز. وأكد عضو شعبة المخابز بكري تاج السر مأمون لـ(الصيحة) خروج عدد كبير من المخابز عن العمل بولاية الخرطوم بنسبة تتجاوز ٥٠٪ بسبب شح الدقيق والغاز جراء إغلاق الشرق. معلناً عن خسائر  مالية كبيرة ضربت أصحاب المخابز لعدم توفر الدقيق.  مبيناً تراجع الحصص الى اقل من ٤٠٪ من إجمالي الحصص المقررة. وقال إن المخابز تتسلم أقل من ٥٠ جوالاً خلال الأسبوع بجانب ندرة في الغاز. وقطع بعودة صفوف الخبز بصورة ملحوظة. وقال انهم خاطبوا الجهات ذات الصلة ولم ترد حتى الآن.

مشكلة كبيرة

تأثر حركة الناقلات

وكشفت الأمين العام لوزارة التجارة آمال صالح سعد, عن تأثر حركة التجارة الداخلية والخارجية بإغلاق شرق السودان. وقالت في حديثها لبرنامج (كالآتي) بقناة النيل الازرق إن حركة العقودات التجارية قلّت بشكل كبير بعد بداية إغلاق ميناء بورتسودان. وحذرت من مشكلة كبيرة تواجه حركة انسياب الدقيق في العاصمة والولايات اذا استمر هذا الإغلاق. مؤكدة ان المخزون من السلع الاستراتيجية يكفي البلاد لمدة 40 يوماً. ونادت بضرورة الإسراع في حل المشكلة.

وفي السياق نفسه. شكا طارق فرج الله صاحب مخبز شمال بحري من تراجع حصص الدقيق خلال الأسبوعين الماضيين نتيجة تأثيرات إغلاق الطريق من بورتسودان وتأخر الشاحنات الناقلة للدقيق من الميناء. وقال: هناك متابعة بصورة يومية لحصص الدقيق الواردة الى المخابز والتي تراجعت من 20 الى 10 جوالات فقط في اليوم وهي قطعاً غير كافية لتلبية الطلب. منوهاً الى توفر الغاز فضلاً عن استقرار اسعار مدخلات انتاج الخبز رغم ارتفاع اسعارها ولكن لم تحدث فيها اي زيادات جديدة. وحذر من ظاهرة تخزين الدقيق جراء إغلاق الشرق والذي بدوره ينعكس سلباً على المواطنين. مبيناً ان الوضع  الراهن ينذر بتجدد أزمة الخبز خلال الأيام المقبلة بصورة غير مسبوقة حال لم يتم التوصل الى حلول جذرية لمشكلة الشرق وإغلاق الطرق.

ثورة جياع

ومن جانبه. حذر صاحب مخبز المهندس ببحري فاروق يوسف الخضر من خطورة مآلات الاوضاع في قطاع المخابز. وتوقع بتوقف كافة المخابز آلية وبلدية عن العمل مطلع الأسبوع المقبل نتيجةً لانعدام الدقيق بصورة تامة. ولفت الى توقف مخبزين يتبعان له بكل من بحري وام درمان عن العمل لعدم توفر الدقيق والذي قال انه تناقص الى 9 جوالات يومياً. واضاف: نواجه مشكلات في الدقيق والغاز طوال العام والآن تمضي الاوضاع نحو الأسوأ. وقال: السبت المقبل لن تكون هنالك ولا قطعة خبز واحدة للمواطنين لنفاد المخزون من الدقيق. واشار الى قفز سعر جوال الدقيق التجاري من 7 الى 9 آلاف جنيه. وتخوف من تفاقم ازمة الخبز مجددا. مُنوهاً الى انعدام الحلول لدى الجهات المختصة وطالبها للإسراع بحل إشكالات الدقيق والتي تؤدي الى ثورة جياع في القريب العاجل. مشيرا الى استقرار أسعار مدخلات الانتاج من الزيت والخميرة والعمالة.

شكاوى ومعاناة

وفي ذات السياق. قال المواطن  ادريس احمد, ان الحكومة غير جادة فيما يخص معالجة ملف الدقيق وغيره من السلع. وشكا من تمدد صفوف الخبز  والتي عاودت الظهور مجدداً نتيجة لشح الدقيق  واغلاق الشرق. وقال: بتنا نحصل على  الخبز عقب الوقوف لساعات طويلة وبصعوبة. واضاف الحكومة تلعب دور المتفرج على معاناة  المواطن ولم تتدخل باتخاذ اجراءات فورية لتخفيف الأزمات التي بدأت في تصاعد مستمر.

خسائر كبيرة

وكشفت جولة لـ(الصيحة) بمناطق متفرقة بولاية الخرطوم عن خروج عدد من المخابز من دائرة الإنتاج بسبب نقص حصص الدقيق والتوقف عن العمل, مما تسبب في خسائر كبيرة لحقت بهم وعدم مقدرة بعض المخابز على تغطية العجز في الدقيق.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى