إبراهيم محمد إبراهيم يكتب : رأب الصدع بين قحت والمكون العسكري (١)

الخلاف والشقاق بين الناس قدره الله كونا ولكن لا يرضاه شرعا لأنه سبب للفشل وانهيار الأمم وهلاكها. قال تعالى: (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ… الآية) وقال صلى الله عليه وسلم: “لا تَختلِفوا؛ فإنّ مَن كانَ قبْلَكُمُ اختلَفوا فَهَلَكُوا”، رواه البخاري وكان الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود يكره الخلاف بين المسلمين ودائماً كان يقول الخلاف شر. الخلاف شر.

الحل المعقول والموافق للعدل والرشد لدى كل عاقل وكل حادب لمصلحة البلاد وأمنها واستقرارها هو التصالح والتوافق بين المكون العسكري وقحت.. وليس توسيع دائرة المشاركة في الحكومة الانتقالية من القوى السياسية الأخرى، من ظن ان مشاركة بعض الأحزاب قد تكون سبباً لحل الإشكالات فقد ابعد النجعة. لا بد من مساهمة جادة ووقفة صادقة وعاجلة من اهل الحل والعقد في البلاد (لرأب الصدع) بين شركاء الحكومة الانتقالية حتى الوصول (للانتخابات). لا يمكن لإنسان يملك في قلبه مثقال حبة خردل من الوطنية والرحمة للعباد والبلاد يشمت ويفرح للخلاف السائد الآن. معاناة المواطن السوداني والوضع المعيشي الراهن لا يتحمّل أكثر من ذلك. حياة الناس أصبحت باطن الأرض لدى كثير من الناس افضل من ظاهرها. نصيحتي للفريقين العسكري والمدني “دعوا التمادي في الخلافات، وتصعيد المطالبات، إطالة الخلاف يفتح الباب أمام احتمالات لا يحمد عقباها”، وعلى المكون العسكري باعتباره مسؤولاً مسؤولية مباشرة عن أمن البلاد وأرواح الناس ودمائهم وأعراضهم وأموالهم، أن يقوم بمسؤوليته التامة ويبسط هيبته، ولا يترك الناس يثأر بعضهم من بعض، كما يحدث الآن في شرق السودان الظلم والتهميش. والحقوق لا تنال بقفل الطرق والمطارات ومؤسسات الدولة الخدمية. هذا انفلات خطير لا بد من تداركه قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة، ونصيحتي أيضاً للمجلس الموقر أن يولي هذه المسألة العناية القصوى، ولا يهدر الوقت في اجتماعات لا تنتهي ومطالب لا سقف لها.

وعلى عقلاء قوى التغيير والقادة منهم أن يحكموا السيطرة على أتباعهم، ويشددوا عليهم في التوجيهات، ويحذروهم من إشعال الفتن، فكثيرٌ من الشباب لا يدرك مخاطر هذه الأمور، ولا يحسن التصرُّف ولا النظر في المآلات فتلك مسؤوليتكم، ولعلكم تعلمون أن كل التيارات لها أنصار وأتباع ستسارع في الانتصار لها والانتقام ممن يعتدي عليها، وهذه هي الفتنة بعينها، فهل يعجبكم شعب يسوده العداء وتستشري فيه الكراهية، وتتناوشه الفتن والحروب، أي وطنية هذه، وأي مسؤولية تلك؟.

كونوا قدر الحدث ولا تجلبوا لبلادكم الفتن؛ فتتفرّق الكلمة ويتحارب أهل البلد الواحد، وتضيع آمال الشعب السوداني في حكم رشيد، بل تضيع أرواحه ويعيش في قلق.

نسأل الله تعالى أن يجنب بلادنا الفتن والمصائب ومن هذه المساحة نناشد أئمة المساجد في العاصمة والولايات بتخصيص الحديث في خطبة الجمعة اليوم عن خطورة الفتن والخلافات ومناشدة المصلين بالدعاء المستمر لهذه البلاد عسى الله يبدل الحال الى أفضل إنه جواد كريم.

نواصل..

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى