أمام قواته بكرري .. حميدتي يكشف خبايا الانقلاب ويضع نقاطاً على حروف الخلاف

 

كرري: محجوب عثمان

اعتبر النائب الأول لرئيس مجلس السيادة قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي”، أن الخلاف الدائر الآن بين المكونين المدني والعسكري خلافٌ من اجل تصحيح المسار من واقع أن الفترة الانتقالية تحتاج لتوسيع القاعدة، وشكك في نوايا المدنيين بشأن قيام الانتخابات في نهاية الفترة الانتقالية، واقسم ان احد المدنيين طالبه بتمديد الفترة الانتقالية لما بين 10 الى 15 سنة، قاطعاً بأن المحاولة الانقلابية كانت معدة اعداداً جيداً وظل الترتيب لها مستمراً لأكثر من 11 شهراً.. “حميدتي” الذي تحدث أمام ضباط وضباط صف وجنود قوات الدعم السريع في كرري أمس بحضور عضو مجلس السيادة الفريق مهندس بحري ابراهيم جابر ورئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق اول ركن محمد عثمان الحسن ومدير عام قوات الشرطة ومدير عام جهاز الأمن وقادة مناطق أم درمان ووادي سيدنا العسكريتين، وضع كثيراً من النقاط على الحروف في عددٍ من قضايا الساعة.

مشكلات

الفريق أول “حميدتي” اشار لوجود مشكلات كبيرة تواجه الساحة السياسية، مبيناً أن “الحابل اختلط بالنابل”، لكنه برّر ذلك بأنها حمى الانتقال والتغيير، وقال “من المعروف ان اي تغيير في الدنيا لديه افرازات”، وراهن على وعي الشعب السوداني في تجاوز الوطن للازمات، غير انه اشار الى عدم رضائه من الحملات التي تتعرّض لها قواته، وقال: “لو رجعنا للجماهير سنجد أن الدعم السريع جُزءٌ من الشعب وهم أبناؤه، ولم يكن لبس الكاكي جريمة في يوم من الأيام، هذا الكاكي مفروض يُحترم.”

مُحاولة الانقلاب

عاد الفريق أول “حميدتي” للسبب الذي أشعل فتيل الخلاف بين المكونين العسكري والمدني وأظهره الى السطح، مبيناً أن المحاولة الانقلابية الفاشلة كانت حقيقية وجادة، وقال “الانقلاب كان معدا اعدادا جيدا واستمر الاعداد له مدة 11 شهراً في سرية تامة”، مبيناً ان المحاولة الانقلابية خطّط لها ذات المهندس الذي خطط للانقلاب السابق، وقال “هم والله اشتغلوا شغل كويس لكن نحيي شرفاء الجيش الذين استطاعوا بحنكتهم حقن دماء الشعب السوداني”، وأضاف “لو لم يتم حسم الموقف حتى الثانية عشرة ظهراً كان الحال بقى حال تاني، وكان من يتحدثون الآن قد غادروا السودان سواء كان المطار مفتوحاً ام مقفولاً”، داعياً لتكريم الضباط وضباط الصف والجنود الذين احبطوا الانقلاب، مشيرا الى ان من خطّطوا للانقلاب هم انفسهم الذين يختلقون الازمات، وقطع بأنهم كشفوا كل معلومات الانقلاب وظلوا يتابعونها منذ زمن طويل، غير انهم لم يستطيعوا ان يحددوا ساعة الصفر، مبيناً أن المعلومة الأولى عن ساعة الصفر كانت يوم السبت ثم يوم الاثنين، لافتاً إلى أن القوات المسلحة كانت على أهبة الاستعداد طوال تلك الأيام، وقال “ساعة الصفر ما حدّدناها، لكن اي زول كان طلقة في ماسورة”، مؤكداً ان القوات المسلحة لم تحتاج لأي عون خارجي لإحباط الانقلاب.

عدم اهتمام

ولفت “حميدتي” إلى ان الشعب لم يهتم بالدعوة التي أطلقها المكون المدني للشعب بأن “هُبوا لحماية ثورتكم”، وقال من قدم السبت يجني الأحد ولو كان هؤلاء قد افتتحوا مستشفىً أو كوبري أو طريقاً أو مُنشأة جديدة أو مركز غسيل كُلى أو مركزاً للسرطان كان الشعب هبّ لهم، وأضاف “كان الشعب شالك فوق راسو، لكن ما عملت حاجة عشان كده زول بيهب ليك مافي.”

دعوة للوفاق

وطالب “حميدتي” بأهمية إدارة الفترة الانتقالية بالوفاق، وأكد انهم مع تطبيق الوثيقة الدستورية وتطبيق اتفاق السلام، مبيناً ان الاتفاق بينهم والمدنيين كان أن يكون الولاة الحاليون مكلفين لحين توقيع السلام، وقال “الآن لينا 8 اشهر نحاول ان يتم تعديل الولاة دون ان يتم تغييرهم”، واصفاً ما حدث بانه “كنكشة”.

واشار الى ان المكون المدني لا يريد ان ينفذ الوثيقة الدستورية، وقال “نحن فقط طالبنا بتوسيع قاعدة المشاركة، وقلنا شاركوا إخوانكم معاكم عدا المؤتمر الوطني وهذا متفق عليه في الوثيقة الدستورية التي يطالبون بالالتزام بها”، لافتاً الى أنهم لا يريدون الالتزام بالوثيقة الدستورية، وقال “الوثيقة قالت ان تدار الفترة الانتقالية بحكومة كفاءات وطنية مستقلة”، وأضاف “ما عندنا خلاف مع المكون المدني لكن لتصحيح المسار لا بد من مشاركة كل الناس.”

رؤية

وانتقد “حميدتي” عدم وجود رؤية واضحة لإدارة الفترة الانتقالية، وقال “عاهدنا ربنا ان نوصل البلد لحكم ديمقراطي وهذا عهد لن نتراجع عنه، لكن هذا العهد يحتاج لبرنامج واجراءات وحركة ما داير زول قاعد في محلو ومكنكش”، مبينا ان القوى السياسية لا تتحدث عن الانتخابات مطلقا، وأضاف “الفترة الانتقالية تحتاج لبرنامج وكان من المفترض ان تكون فترة محدودة بمهام محددة  ليس لها علاقة بالقوانين والمفروض فقط نعمل على انتخابات حرة نزيهة لأننا لسنا مفوضين من الشعب.”

التحوُّل الديمقراطي

جزم حميدتي بان المكون العسكري حريص على التحول الديمقراطي، وقال “نطمئن الشعب اننا كعسكريين ماشين في التحول الديمقراطي وح نوصل لانتخابات حرة ونزيهة وهذا امر ليس فيه اي خلاف وكنا قد طرحنا من قبل عام ميثاق شرف لتخرج بالمرحلة الانتقالية لبر الامان وما تقع الفأس في الرأس”، واضاف “الناس الخايفين من الانقلابات بنطمنهم ونقول ليهم ارقدوا قفا وتاني مافي اي انقلاب لكن الأعوج لازم يتصلح ولا يمكن فئة قليلة تسلط على السلطة ولا تريد ان يسألها أحدٌ”، ومضى بالقول “طيب ما كان نخلي عمر البشير ما دام الموضوع تمكين وتسلط”!.

السلام

واكد حميدتي، تمسكهم والتزامهم بتنفيذ اتفاق سلام جوبا والترتيبات الأمنية، مبينًا انهم الآن يمضون في الترتيبات الأمنية رغم المعوقات والتحديات المالية واللوجستية، وقال “نحاول ان نعالج التقصير وندخل منسوبي حركات الكفاح المسلح في الترتيبات الامنية فوراً”، مبيناً ان القوات المشتركة لحماية المدنيين موجودة الآن وتعمل في دارفور، غير ان اضافة منسوبي الكفاح المسلح يحتاج اولاً لتأهيلهم وتنظيمهم عبر الترتيبات الأمنية، داعيًا من لم يوقعوا على اتفاق السلام بالانضمام للسلام، وقال “نحن ما دايرين الحرب تاني لا مع اخواننا ولا مع الجيران.”

القوانين

وقال حميدتي، إن الديمقراطية لا تعني الفوضى، مشددا على اهمية ان تكون هناك قوانين تعطي القوات النظامية الحق في ان تفرض هيبة الدولة، وقال الفوضى الآن منتشرة ويجب ان تكون هناك قوانين لحماية المواطن، وقال “دايرين قوانين تنظم الاحتجاجات وتنظم التظاهرات وتحمي الإنسان وقوانين للتهريب”، وأضاف “نقبض زول مهرب 10 كيلو ذهب يفكوهو بي جاي”، واشتكى من ضعف العقوبات المفروضة على انتحال الشخصية، وقال “عندنا آلاف البلاغات في تهمة الانتحال لأشخاص لابسين دعم سريع تجيبو يغرموهو 10 آلاف ويفكوهو وهو يكون اختلس ليهو مليارات.”

مواجهة

طالب حميدتي بإجراء مواجهات بينهم والمكون المدني ليعرف الشعب ما يحدث بكل شفافية ويحكم وفقاً للمعلومات، وقال “بثوا كل الجلسات والاجتماعات التي تمت منذ الاجتماع الأول لمجلس السيادة والاجتماع الاول للمجلسين”، واضاف “الناس البتكلموا عن الثورة والتغيير نعمل مواجهة نشوف منو الداير التغيير وهل التغيير بيكون بالكلام والنبذ واللا التغيير يتم بالفعل”، ومضى بالقول “تعالوا نتواجه ونعرف الغلطان منو، وكان نحنا غلطانين ودونا مزبلة التاريخ”، كاشفًا عن ان احد السياسيين طلب منه تمديد الفترة الانتقالية لما بين 10 الى 15 عاماً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى