محمد على التوم يكتب : خمسة مربّين لإنسان العصر.. فلنحذر من ثلاثة..!!

 

× في عصرنا المأزوم هذا يتولى مهمة التربية خمسة من الذين يقومون بشأنها: أولها: البيت, وهو بطبيعة الحال يربي والمدرسة تربي, والشارع يربي, العالم من حولنا يربي, والخامسة الظروف الاقتصادية والمعيشية أيضاً تربي.

× وقد يسأل سائل: أي الخمسة هو الأكثر تأثيراً والأقوى سطوة في التربية؟ فإذا قلنا البيت صدقنا, باعتبار أن البيت يبدأ في مرحلة الأمومة, فيتلقى الطفل منذ ولادته جُرعاته المبكرة وكما يقول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام “كل مولود يولد على الفطرة فأبواه اما يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه”. ثم ينتقل الطفل للمدرسة بدءاً من مرحلة الروضة وتتولى وزارة التربية والتعليم بمناهجها ونظمها إنفاذ أهدافها التربوية والتعليمية.

× فهل يا ترى تنجح الوزارة في مهمة التربية بما يحقق غاياتها السامية المرجوة في إعداد الإنسان الذي يتمتع بكل مقومات الإنسان الصالح علماً وخُلُقاً وديناً وعطاءً وصدقاً وفكراً وحضارة وان لم يكن قياسياً فعلى أقل تقدير أن يكون غير ضار أو فاسد..

× الإجابة على هذ السؤال تجدها بدون شك في الواقع الملموس.. ثم أن الشارع ايضاً له سطوته وأثره في التربية وما يؤخذ عليه أن تربيته خطيرة وسالبة درج الناس على من يربيه الشارع تسميته “تربية شوارع”، ومعلوم لدى الجميع تعريف هذا التصنيف وهو يطلق على من أهمل ذووه تربيته وتركوه حراً ومصيدة لانحرافات من لا هوية لهم أو من هم يتبعون اهواءهم.. وخطورة (الشارع) المصنف أعلاه أنه يكلف الدولة والمجتمع الكثير في الجوانب الأمنية وحتى الاقتصادية ويعيق طموحات التنمية والتقدم لكل المجتمعات والدول..

× أما المربي الرابع فهو مُربٍ من نوع آخر هو مُربٍ حشري وخطير له أهداف ثقافية اجنبية سالبة ومهددة لمعظم القيم التي تحرص عليها كل دولة للمحافظة على استقلالية قرارها والمحافظة على موروثاتها ونظمها الأخلاقية ووحدتها, وهو مُربٍ ذو نفوذ قوي ومستهدف بإمكاناته المهولة لأفئدة وعقول شبابها وأطفالها وذلك ما نعرفه بالغزو الثقافي والفكري وهو استعمار حديث له أجندة واهداف مدروسة وممنهجة..!

× أما المربي الخامس فإنه أخطر المُربّين على الإطلاق وهو المسؤول ليس عن دمار الأسر وضياع وتشتت ابنائها وافرادها وولاة امرها وسُوء تربيتهم فحسب، وانما قد يتسبّب في انهيار دول بحالها ذلك هو ما نُوجزه في كلمة الفقر.. ويتمثل خطورته وآثاره السالبة المدمرة في سُوء الأحوال الاقتصادية والمعيشية ويجعل الأسرة مُفكّكة لأن القائمين بأمرها لاهثون وراء لقمة العيش وغائبون عن تربية الأبناء ومتابعتهم طوال النهار والليل، اي انهم يسجلون غياباً تاماً مما يجعل هؤلاء لقمة سائغة للشارع المذكور والتشرد وهجر التعليم والدراسة وما أكثر هؤلاء ويُشكِّلون عبئاً ليس على أنفسهم فحسب، وانما على المجتمع والدولة..!

× قال الإمام علي كرم الله وجهه عن الفقر: “لو كان الفقر رجلاً لقتلته”.. نسأل الله تعالى أن يجنبنا شرور الثلاثة المدمرين وان يقيض لهذا البلد من يصلح اقتصادها وتعليمها وارشاد ابنائها للخير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى