كان نموذجاً للتجربة الفنية المتميزة والمتمردة على الواقع والكلاسيكي هاشم ميرغني.. هندسة الغناء والأحزان!!

 

مدخل مهم:

هاشم ميرغني.. اسم فني لا يطاله الشك أو النسيان.. فهو كان نموذجاً للتجربة الفنية المتميزة والمتمردة على الواقع والكلاسيكي.. رسم لنفسه خطاً مختلفاً كما كان رساماً ومبدعاً في مجال تخصصه الهندسي.. والراحل هاشم ميرغني نموذج حقيقي وباهر للفنان المثقف الذي نبحث عنه.. والفنان المستنير هو واحدٌ من أدوات التغيير والثورة على العادية والنمطية.. ومن يعاين عن كثب ويقترب من تجربته يجد نفسه أمام فنان متكامل الأدوات والقدرات.. ولكن الأقدار أرادت أن تختاره وتصطفيه الى جوارها.. وهذه محاولة للبحث والغوص في تاريخ هذا الفنان الجميل.

علاقته بالهندسة:

بدأت علاقة الفنان هاشم ميرغني مع الهندسة سنة 1970م، حيث التحق بعد المرحلة الوسطى بالمعهد الفني في الخرطوم، ثم انتقل إلى المملكة المتحدة سنة 1973م، حيث حصل على بكالوريوس الهندسة المعمارية في جامعة ليدز ضاحية من ضواحي لندن العاصمة البريطانية.. ويبدو أنه قد التحق بهذه الدراسة عن شغفٍ وحُبٍ، إذ يقول أقرانه إنه قد حقق قدراً كبيراً من الخبرة والاحترافية والمهنية في هذا المجال في وقت وجيز.. كما يتحدّثون عن جماليات مخططاته ورسومه المعمارية سواء وفقاً للمقاييس العلمية الدقيقة أو وفقاً لمقاييس الجمال في العمارة العربية والإسلامية.

مواهبه الفنية:

يُعد الفنان هاشم ميرغني من بين قلة من الأشخاص الأفذاذ مُتعدِّدي المواهب، فهو إلى جانب براعته في فن الغناء كان شاعراً أيضاً، حيث كتب بنفسه كلمات أكثر أغانيه، كما اشتهر إلى جوار ذلك بألحانه الجميلة وعزفه البارع على آلة العود أضف إلى ذلك مواهبه في الخط العربي والرسم والنحت بصورة احترافية، لدرجة أن أحد أصدقائي التشكيليين أكد لي أنه لولا انشغال الراحل بمشروعه الغنائي لكان واحدًا من كبار الفنانين التشكيليين في السودان.

تعاونه الفني:

شكل الفنان هاشم الميرغني، ثنائية فنية رائعة مع الشاعرين عزمي أحمد خليل وعبد القادر الكتيابي المُغتربين معه في قطر، وبالرغم من ذلك فهو قد ألّف أكثر كلمات أغانيه بنفسه وكانت أغنياته تتسم بالرومانسية ونهر الأحزان، وعندما ظهرت أغاني الفنان هاشم ميرغني وهي تحمل كل هذه الشحنة من الرومانسية وأنهار الحزن المتدفقة تشكّلت في أذهان الناس، له شخصية مُختلفة حزينة تعاني من الخيبة في الحب.. سوى أن المقربين منه يؤكدون أنه كان من أكثر الناس بشاشةً وميلاً للفرح وأنه في حياته الواقعية لم يُعانِ من أي متاعب عاطفية.. وقد رحل عن دنيانا هذه في الدوحة بتاريخ 4/6/2006م وترك وراءه عدداً من الأبناء والبنات الخلوقين.. وقد ورث عنه ابنه (صداح) جمال الصوت وهو عاقد العزم على مواصلة درب الوالد ونشر تراثه الفني بين الأجيال الشابة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى