بسبب الضغوط الاقتصادية الصعبة .. أطفال الشوارع.. انحسار البراءة وتنامي الجريمة!!

 

تحقيق: سراج الدين مصطفي

ظاهرة متمددة:

غض النظر عن موقع البلد، شمالا كان أم جنوبا، فإن وضع طفل الشوارع يظل واحدا.. وضع يفرض على الطفل الانعزال عن المجتمع والحياة في ظروف صحية وغذائية سيئة للغاية والتعرض للاستغلال والانتهاك الجسدي والنفسي والجنسي.. ورغم تواجد ظاهرة أطفال الشوارع في الماضي، فقد أزداد حجمها في السودان  بصورة قوية في العقود الماضية. فهذه الظاهرة، يشرحها الباحث الإجتماعي طارق الطيب ويقول للحوش الوسيع (هذه الظاهرة  تتميز بالحداثة في بلد مثل السودان  مقارنة مع بعض البلدان الأخرى المعروفة بقدم و تأصل المشكلة فيها كالبرازيل أو المغرب. لكنها على ذلك في استفحال متزايد.

نهاية المطاف:

الضغوط الاقتصادية الصعبة التي تعانى منها الأسر الفقيرة لاسيما في المناطق الريفية تظل أحد أهم مسببات مشكلة أطفال الشوارع هكذا تقول الناشطة في المجال عبير مصطفي . وأضافت  “معظم الأطفال الذين يجدون أنفسهم في شوارع الخرطوم ليسوا من سكانها الأصليين… بل يفدون عليها من  من القرى والأرياف للبحث عن مصادر دخل بديلة خاصة مع تزايد الضغوط الواقعة على كاهل أسرهم إما بسبب عدم وجود الأرض أو انخفاض أسعار المنتجات الزراعية .. وينتهي بهم المطاف إلى شوارع الخرطوم.”

التفكك السري:

إضافة إلى الفقر، يشير الأستاذ مبشر الحكيم   وهو أخصائي سوداني  يعمل في مجال التربية وشارك في فعاليات الكثير من المؤتمرات الخاصة بأطفال الشوارع (يلعب التفكك الأسرى دوره في خلق المشكلة:”بعض الأسر بدأت تتخلى عن مسئوليتها في تربية الأبناء، لان الهاجس بالنسبة لها هو هاجس البحث عن لقمة العيش… وهو ما أدى إلى خلق أزمات ومشاكل عائلية تصل إلى حد الطلاق والتفكك ومن ثم تشرد الأطفال.”

أسباب مجتمعية:

هي الأسباب التي تنتج؛ بسبب تأثر الطفل بالمجتمع المحيط به، ومنها: الهروب من المدرسة: يلجأ بعض الأطفال إلى الشارع للهروب من المدرسة، وذلك بسبب عدم تحفيزهم للتعليم، من قبل عائلاتهم، والأفراد المحيطين بهم. و قد يرى الطفل تصرفاً خاطئاً من قبل أحد أفراد أسرته، كالتدخين مثلاً، ويسعى لتقليده فيغادر المنزل من أجل الحصول على المال ليتمكن من توفير السجائر لنفسهِ. و عند غياب دور الأب في توفير المال لأبنائهِ، وخصوصاً في العائلات الفقيرة، التي تحتوي على عدد كبير من الأفراد، تتم التضحية بأحد أطفال العائلة، عن طريق إجباره على العمل، وحرمانه من التعليم.

آثار ظاهرة أطفال الشوارع:

الخبير والباحث الإجتماعي طارق الطيب يقول في هذه الخصوص(تنتج عن ظاهرة أطفال الشوارع النتائج التالية: انتشار الجريمة بين أطفال الشوارع، والتي قد تصل إلى القتل أحياناً. إصابة أطفال الشوارع بالأمراض؛ بسبب عدم حصولهم على الرعاية الصحية الكافية. زيادة انتشار ظاهرة التسول بين أطفال الشوارع، كوسيلة للحصول على المال. انحراف أطفال الشوارع، والذي ينتج عنه تناول المواد المخدرة، والكحولية.

السياسات الحكومية:

الملفت، كما يشرح السيد مبشر الحكيم ، أن الأساليب المتبعة  في علاج ظاهرة أطفال الشوارع يصطدم في الكثير من الأحيان مع السياسات الحكومية التي تتبناها الكثير من البلدان في سعيها لمواجهة المشكلة. فبدلا من علاج جذورها تكتفي تلك السياسيات بالسيطرة على نتائجها والتركيز على شن حملات لجمع الأطفال في مؤسسات لا تدار بشكل جيد وتساهم في أحايين كثيرة في تفاقم المشكلة لا علاجها.. وما ينتج من تفلتات أمنية حالية في الخرطوم أو غيرها من مدن السودان يعود بالأساس لظاهرة أطفال الشوارع فلابد من رعاية خاصة تتكاتف فيها جميع مؤسسات الدولة لأن الحل الأمني وجده ليس كافياً وهو ربما يحسم حادثة عابرة ولكن لا يحسم أصل القضية ولا يخدمها مطلقاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى