د. يعقوب عبد الكريم نورين يكتب: كيف نبني وطنا

يستحق الشعب السوداني أن يعيش كما الآخرين منعما لا يكدر صفو عيشه شيء، وقد استبشر الجميع بثورة ديسمبر المجيدة وقد رسمت فيها أجمل اللوحات التي سحرت الباب العالمين من روعة التلاحم والثبات في وجه الطغاة والمستبدين فكانت ثورة ملء السمع والبصر، وبعد نجاح الثورة كنا نمني النفس أن الحال سوف ينصلح وأن الأرض سوف تنبت قمحا وتمنى، ولكن وآه من لكن صدمتنا الأحزاب والتجمعات السياسية وهي تتهافت على فتات المناصب ونسيت الأهداف والغايات العظيمة التي نادت بها الثورة فمضى شهداء الثورة إلى ربهم لا يذكرون إلا في مقدمة الحديث كنوع من التملق الزائف والضحك على الجماهير وتغبيشا للوعي.

ظلت الأحزاب والكيانات السياسية في ضلالها القديم لا تقدم عملا ولا تنتج فكرا يبني وطنا، وعنوان المقال يحتاج إلى دراسات وبحوث عميقة لأننا إذا أجبنا على ذاك السؤال فإننا لا محالة قادرون على بناء الوطن وفقا لما نرجو، وطنا للعدل والمساواة والحرية، وطنا يمثل تنوع أهله بكل ثقافتهم وعاداتهم رأس الرمح في تغيير الواقع المذري الذي نعيشه الآن، لا أحد يقبل بالآخر ولا أحد يثق بالآخر، نجيد السرعة في الحكم علي الأشياء بلا هدى أو كتاب منير، صار همنا بأن أكون أنا أو فليهلك الجميع، ليس منا من يقدم الآخر لأنه الأجدر والأنسب للموقع أو الوظيفة، أصبح شعارنا (بيت ابوك لو خرب شيل ليك عود) وليس هنالك فرصة لبناء هذا البيت الذي يأوى أسرتك. كيف نبني وطنا وما زالت عقليتنا عقيمة عن إنتاج الحلول لأزماتنا. كيف نبني وطنا ونحن ما زلنا أسرى للأيدلوجيا والانتماء السياسي وعلى استعداد أن نقدم توجهنا السياسي على الوطن ولا يطرف لنا جفن.

إن بناء الوطن يكون بالتوجه نحو بناء الأخلاق والاهتمام بالعلم والتعاون مع الآخرين في بلاد العالم لإحداث التحول نحو دولة المؤسسات والقانون.

نريد وطنا لا يتأثر بغياب الوزير أو الخفير، نريد وطنا نشعر فيها بأننا مهمين والآخرين أيضا مهمين، نريد وطنا نتساوى فيه من حيث الحقوق والواجبات. نريد وطنا نتشارك في بنائه جميعا طوبة طوبة وحجر حجر.

وطنا نبنيه بالحب ونبذ العنصرية والهوية والإخلاص والتفاني في أعمالنا وليكن الضمير مرشدنا والأخلاق قائدنا.

ولا زال السؤال قائما كيف نبني وطنا؟.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى