(كاكا) في الخرطوم.. التنسيق في زمن الانتقال!

 

تقرير: مريم أبشر

استقبلت الخرطوم صباح أمس الأحد رئيس المجلس الرئاسي التشادي الجنرال محمد إدريس دبي في أول زيارة له للسودان عقب تسلمه مقاليد الحكم في انجمينا أبريل الماضي في اعقاب مقتل والده الرئيس إدريس دبى. زيارة الجنرال “محمد كاكا” كما درج التشاديون على تسميته والمقرر لها رسمياً ان تستمر يومين, تعد مهمة جدًا لجهة ان البلدين يسعيان بالتنسيق مع دول جوارهما ذات المصالح والمشكلات المشتركة لتشكيل تكتل للحفاظ على أمن حدودهما ومحاربة التفلتات الأمنية فضلاً عن محاربة تجار البشر والمخدرات ومغامري الهجرة غير الشرعية الذين ينشطون بصورة مكثفة على حدود هذه الدول.. رئيس المجلس الرئاسي التشادي يزور الخرطوم وفي معيته وفد وزاري كبير ذو طبيعة أمنية عسكرية حيث يضم وزير الداخلية, ووزير الدفاع ومدير جهاز الأمن ومدير المخابرات العسكرية بجانب وزيري الخارجية والتعاون الدولي وفور وصوله القصر الجمهوري في الخرطوم التأمت قمة بينه ورئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان, بعيدها تم عقد جلسة ثنائية مشتركة ترأس البرهان فيها الجانب السوداني بينما ترأس الجنرال كاكا الجانب التشادي.

محاربة  التطرف :

ورحب البرهان في الجلسة الافتتاحية بضيف البلاد الجنرال ديبي مشيدًا بالعلاقات المتميزة بين الخرطوم وانجمينا والروابط التاريخية ولفت للدور الكبير الذي لعبه الراحل ديبي في تقوية الترابط، وقال بدأنا عمل كبير بين البلدين يجب أن نطوره ودعا لدفع العلاقات في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية ودعم التعايش المجتمعي وزاد: هنالك العديد من اتفاقيات التعاون يجب تفعيلها وقال: يجب أن نعمل سوياً لمواجهة التحديات المتمثلة في الإرهاب والجماعات المتطرفة وشدد على أهمية تفعيل الاتفاقيات الأمنية .

قدرة وإرادة:

الجنرال محمد إدريس ديبي “كاكا” شكر الحكومة السودانية على حفاوة الاستقبال وقال في كلمته في جلسة المباحثات الثنائية إن للخرطوم وانجمينا إرادة وقدرة سياسية لمواجهة التحديات والقضايا التي تواجه البلدين، وقال إن بلاده تواجه تحديات الانتقال وتأمل في أن تجد الدعم والمساندة، واتفق مع البرهان على أهمية تفعيل الاتفاقيات الثنائية والعمل المشترك وأمن على ضرورة التكافل والتعاون المشترك مع الاتحاد الافريقي من أجل تامين الحدود ومكافحة الإرهاب والتفلتات الأمنية.

حميدتي وديبي

وفي لقاء استثنائي للنائب الأول محمد حمدان دقلو “حميدتي”، برئيس المجلس السيادي اتفقا على تعزيز العلاقات بين السودان وتشاد خاصة في مرحلة الانتقال التي يمر بها البلدان وأشاد بدور تشاد في دعم السلام في دارفور، وقال: يجب ان تنسق الدولتان إقليمياً ودولياً في القضايا ذات الاهتمام المشترك، وقال الجنرال دبى إن السودان يعتبر الدولة الأولى التي بادرت لدعم تشاد إبان الأزمة وقال: نحتاج لتكثيف العمل المشترك لتأمين الاستقرار في البلدين والمنطقة الإقليمية.

دعم ونصائح

زيارة محمد دبي للسودان تأتي بالتأكيد بدعم ومباركة من الرئيس ماكرون، هذا ما يراه السفير والخبير الدبلوماسي الرشيد أبو شامه الذي أوضح في حديث لـ(الصيحة) أن محمد دبي وهو يتقلد المنصب خلفاً لوالده يحتاج للدعم والمساندة من الحكومة السودانية، لافتاً الى أن أعداء والده الذين راح ضحيتهم ما زالوا موجودين، وبالتالي يحتاج للسند ودعم دول الجوار.

ولفت أبو شامة إلى أن تعيين مني أركو مناوي حاكمًا لإقليم لدارفور سيدعم موقف الجنرال ديبي في تشاد على اعتبار أن مناوي يعتبر أحد ابناء قبيلة الزغاوة الممتدة هنا وهناك، كما تربطه علاقات جيدة مع الجنرال محمد ديبي ستدعم موقفه خاصة وأنه ما زال مهددًا من قبيلة القرعان المناوئة لوالده ويعتقد ابوشامة أن ابن دبي بحكم صغر سنه يحتاج لمده بالخبرات والمساندة حتى يتمكن من تجاوز المرحلة الحالية من حكم بلاده.

أمن استراتيجي

ويرى الخبير الدبلوماسي السفير الطريفي كرمنو أن تشاد من دول الجوار المهمة، ولعبت دورًا كبيرا جدًا عبر رئيسها الراحل إدريس ديبي في حل النزاع في دارفور، كما سيكون لتشاد دور أكثر أهمية بعد توقيع اتفاق سلام السودان وتعيين حاكم دارفور ويضيف كرمنو في حديث لـ(الصيحة) أن هنالك تشابكا وتداخلاً قبلياً كبيراً بين الدولتين، فضلا ًعن كون بلاده جزء من الشريط الحدودي الطويل الذي يمتد من السودان والنيجر وأفريقيا الوسطى وتشاد وليبيا، بل إن تأثيره يمتد لدولة فرنسا والمحيط الأطلسي ويزيد مما يعني أن أي اضطراب أمني في هذه المناطق سيكون انعكاسه سالبًا بصورة كبيرة على كل الشريط الممتد، ولفت الخبير الطريفي إلى أن البحث عن استقرار أمني في تلك المناطق دفع بالقوات الفرنسية لأن تكون متواجدة لفترة طويلة لحفظ الأمن والاستقرار، ويرى أن السودان خاصة إقليم دارفور وحاكمها مني أكثر حاجة للأمن والاستقرار، مشيرًا إلى أنه بعد تحقيق السلام يعد الأمن والاستقرار مطلبًا أساسياً وحل المشكلات، ومن ثم التفكير في فتح المجال للتجارة وتطوير الأوضاع الاقتصادية، لافتًا إلى أن لعب أس دور بخلاف الاستقرار الأمني في دافور يعتبرثانويًا.

إحياء اتفاقات

مصادر أشارت لـ(الصيحة) إلى أن تحركات تتم حالياً بين السودان, تشاد وليبيا والنيجر لتفعيل اتفاق التعاون الحدودي المشترك وأشارت إلى أن السيولة الأمنية على الشريط الحدودي تمثل خطرًا على الدول وأمن البحر المتوسط والمنطقة خاصة وأن هنالك عصابات تنشط في تجارة البشر والمخدرات راح ضحيتها عدد كبير من الشباب, ولم تخف المصادر تخوف انجمينا من وجود جماعات معارضة للحكم فيها خاصة في ظل التداخل القبلي على الشريط الحدودي لها مع إقليم دارفور وأن ديبي يسعى لجعل الاستقرار والقوات المشتركة بين الدولتين التي تعد نموذجاً للعمل المشترك أكثر تميزًا واستقراراً لصالح شعبي البلدين.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى