Site icon صحيفة الصيحة

عبد الله كرم الله يكتب.. الحكم التمام في الإسلام؟؟

بقلم

هو ذلك الحكم الرشيد والسليم ذلك الذي جسده سبحانه وتعالي ليصير لنا الأسوة الحسنة بوقائعه المحددة وبعناصره البشيرية السوية ذات السلوك المثالي لنقتدي بها، فسبحان الذي ختم رسالاته إلى الأرض بخير رسول عرفته البشرية بالحب بعيداً عن فرض، لذا تجد كل صحابته عليهم رضوان الله حين يخاطبونه بصادق القول :(بأبي وأمي أنت يا رسول الله، ولا يقلها إلا من وقر الحب الخالص في القلب تجاه من يحب ومقدماً له عن حب أمه وأبيه وهما رمزاً الحب، لأن الأمور ما بينه وبينهم لا تعتدل إلا بالشورى – وشاروهم في الأمر- ولعمرك أمر لم يكن ممارساً إبان العصر الجاهلي، وتلك الشورى التي هي اليوم الديمقراطية الحقيقية، فسبحان الذي أقر عين وقلب حبيبه الرسول (ص) بإنجاب البنت والولد، وبعد هذا الإشباع النفسي أخذ عنه الولد وترك له البنات، لسبب بسيط حتى لا يختلف الصحابة حديثي عهد فيمن يخلف رسول الله (ص)، فتصور لو أبو القاسم ظل حياً بعد وفاة الرسول (ص) لانقسم المسلمون بين من يرى الابن أحق بخلافة أبيه وبين من يرى غير ذلك ليحدث الانشقاق في مسلمين حديثي عهد، بل حتى في ذلك لم يوص (ص) بمن يخلفه لأنه لا يوصي بما لا يملك وإنما أوصى فقط بما يملك إذ أوصى أن يؤم أبوبكر (ر) الناس بالصلاة نيابة عنه لا للخلافة، بدليل قبل أن يسجى أطهر جسد إلى بطن الأرض، اجتمع الأنصار واختاروا خليفة رسول الله (ص) لأنهم الأحق بذلك من المهاجرين، لذا توجه إليهم أبوبكر وعمر وأبو عبيدة، وخطب فيهم أبوبكر مذكراً لهم ما أحقه رسول الله (ص) في حقوقهم بالدارين للأنصار وأبناء الأنصار، خطبة أثرت فيهم بعدها رفع يد عمر ابن الخطاب ويد أخرى من بني هاشم ليختاروا أحدهما كخليفة لرسول الله (ص) ليحسم عمر الأمر قائلاً: لن أتأمر على قوم بينهم أبوبكر، ابسط يدك يا أبابكر لأبايعك ثم تبعه القوم بكل حرية في المبايعة، وحين دنا أجل خليفة رسول الله (ص) استشار كل أهل الحل والعقد في عمر بن الخطاب كل على انفراد ليقف على الرأي الصواب، وسبحانه وتعالى أن أجمعوا على أحقيته هو دون غيره ليكون خليفة خليفة رسول الله (ص)، ومن حق المعارضة التي لم تستشر أن يأتي إلى فراش مرض أبوبكر قائلين له: ماذا ستقول لربك الذي أنت ذاهب إليه وقد وليت ابن الخطاب علينا بما فيه من حدة وغلظة فما بالك حين يتأمر علينا؟  وقد انتهك المرض من أبوبكر لذا قال لمن حوله أسندوني، وقال للمعارضة: أبالله تخوفنني، سأقول له: لقد وليت عليهم أخيرهم، وأثبتت الأيام صدق الاختيار لأعمارهم، بل عمر رضي الله عنه حين سرى سم خنجر أبو لؤلؤة الفارسي في جسده اجتمع بأهل الحل والعقد طالباً منهم ألا تمر عليهم الليله الثالثة وإلا يكونوا قد أجمعوا على من يخلفه، وانبرى أحد المجتمعين قائلاً لعمر: أولى بالأمر ابنك عبد الله يا أمير المؤمنين!  ليحتج عمر رافضاً الأمر قائلاً له: قبحك الله والله ما أردت بها خيراً. سنواصل.

وكما للجسد صحة وعافية وعلل وأمراض خافية كذلك هو العقل وذكاؤه فالذكاء نعمة الخالق سبحانه لمن يصطفيه من عباده لعطاء، كما هو أيضاً له مسالبة حين يوظف بدهاء ليخرب لا ليعمر الأرجاء، ولقد عاصرت تجربتين من هذا الذكاء الوقاد الذي يحرق ويخلف السهاد، ذكاء الدكتور الجزولي الذي انتهج السياسة عرضاً وطولاً بأن ركن الى تطرفها الذي لا يخدم دنيا ولا دين مأمولي، ذات مرة نشر استعداده متحدياً لمن يناظره عن مساوئ (العلمانية) إن كانت بها حسنة لصالح البشرية، وأشهر تلفونه الخاص واتصلت به لا مناص باعتبار العلمانية المنشقة من العلم الآية العصرية للخلاص، ورحب بالفكرة ودعاني أين؟ بمكتبه الخاص وأين؟ في الرياض، وقلت له: ما ضر أن تكون مناظرة مفتوحة أو متلفزة لتكتشف المفضوحة أمام أهل الفكر، ورفض ذلك لتظل الفكرة في ماء عكر، والذكاء الثاني الذي لا يقل عن الأولاني في ابن قريتنا أحمد محجوب حاج نور الذي فرغ نفسه في تجنيد طلاب المنطقة لينخرطوا في (جبهة الميثاق الإسلامي) ولا يحضر حتى درس العصر بمدرسة مروي الثانوية من أجل علم حامي، وقلت  إن امتحان الشهادة القادم سيدق (الدلجة) للإعادة ودهشت أن يكون ضمن المبرزين لا العموم وليلتحق بجامعة الخرطوم، ذكاء لم يفد البشرية ديناً أو دين على العموم.

مدينة كبيرة (نسبياً) كمدينة بورتسودان تعتمد في كهربتها على مولد باخرة راسية لتفريغ بضاعة أو شحنة ضان، حتى وإن حدث إشكال بينها وبين بورتسودان ينبغي أن يعالجه موظف بكهرباء بورتسودان، لكن أن يتولى الأمر السيد وزير الطاقة ويتهم وزارة المالية بالتقصير والإعاقة، لعمرك لهو القصور الفكري والفاقة! في أواخر الألفية السابقة كتبت بصحيفة السوداني أيام محجوب عروة قبل الجاني، بأن الخرطوم كعاصمة رسمت على شكل العلم البريطاني الأحمر القاني قد استنفدت صلاحيتها وقد آن الأوان لبناء عاصمة جديدة (نيوكرتوم) يومها رد أحد كبار الكيزان بحجم جردل قائلاً: فكره جميلة ولكن مستحيلة لقلة الإمكانيات، والآن أبناء شمال الوادي نفذوا الفكرة وهم الآن بصدد الرحيل لعاصمة كحيلة، وبمناسبة شح الكهرباء التي اكتسب قاطعوها (عادة) القطع، لم يزل حقل (صحراء العتمور) يعد أفضل حقل عالمي لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، لكن أي هي العقول التي تجهز الحقل للمستثمر الأجنبي لإفادة كل البشرية؟  فمشكلتننا مشكلة عقول مفكرة!

فالإمكانيات متوفرة.

Exit mobile version