أحداث (المقينص).. الحدود في مرمى النيران

 

 

الخرطوم: صلاح مختار

خلال الفترة القليلة الماضية، اندلع قتال عنيف في منطقة المقينص الحدودية داخل الحدود السودانية، ولعل موقع المدينة المتاخم لدولة جنوب السودان يعتبر من المواقع المهمة حيث تتداخل فيها القبائل وتنشط فيها حركة الرعي والتجارة، وبالتالي فإن اندلاع القتال أثر كثيرا على حركة الحدود وأدت إلى حركة نزوح للمواطنين لداخل السودان, ولأن السودان يرأس حالياً دورة منظمة دول الإيقاد ومازال المواطن في دولة الجنوب يعتبر السودان دولته وصل البلاد وفد مكون من (9) أعضاء بالحركة الشعبية المعارضة الجنوبية للسودان التي انشقت عن رئيس الحركة السابق د. رياك مشار, بقيادة القائد سايمون قارويج والقائد جونسون أولانق لتوضيح الحقائق للرأي العام المحلي والعالمي حول حقيقة الأوضاع في الحركة التي بموجبها قررت القيادات الجديدة عزل مشار وإبعاده عن الحركة.

وفد مقدمة

الوفد الذي وصل الخرطوم بقيادة مولا مور, وسايمون أكيج, والجنرال جوزيف سكرتير الوفد والجنرال جرمايا ناطقاً رسمياً للوفد, أصدر بياناً نقل من خلاله رسالة من القيادة الجديدة للحركة سايمون قارويج وضح فيه كيفية عزل د. مشار عن قيادة الحركة بجانب كشف الحقائق عن الهجوم الأخير الذي تعرضت له مدينة المقينص الحدودية من قبل قوات مشار، وأكد البيان أن الهجوم تم بتوجيه من مشار دون موافقة أو مشورة القيادات الميدانية أو في مجلس التحرير، الأمر الثاني الذي أدى إلى إقالة مشار طبقاً للبيان، أن مشار ذهب إلى جوبا دون مشورة الحزب أو المجلس بجانب أن مشار خصص جزءاً كبيرا من حصص قسمة السلطة بموجب اتفاقية السلام إلى منفعته الشخصية، وقال: بدلاً من توزيع تلك الحصص بعدالة ومشروة مكاتب الحركة، إلا أنه تجاهلها مما أغضب القيادات العسكرية وفي مجلس التحرير وأدى إلى شق صف الحركة.

وأكد البيان أن مشار انفرد بتوزيع حصص المناصب على مستوى الأسرة بتوزيع حقيبة وزارة الدفاع على زوجته وتعيين زوجة ابنه كذلك في وزارة الدفاع، أما زوجة ابنه فتم تعيينها بوزارة الصحة بالإضافة الى وظائف البرلمان ركز فيها على أقاربه في جميع الولايات, وأكد أن المعارضة وفقاً لتلك الخطوة قامت بعزل مشار.

إبعاد مشار

وأكد سايمون في مؤتمر صحفي أن السبب في عزل مشار أنه تلكأ في تنفيذ اتفاقية السلام في دولة الجنوب, وقال: رغم استلامه خطابات للقيام بزيارات إلى قواته في مناطق سيطرة الحركة ظل يجهل المطالب واتهم مشار بأنه وراء خطة إبعاد رئيس هيئة الأركان السابق قارويج بالإضافة إلى إبعاد كثير من الجنرالات بجانب أنه أصدر أوامره بالهجزم على المقينص، واعتبر أن تجاوزات مشار شكلت تهديداً حقيقياً لاتفاق السلام ورأى أن عزل مشار عن قيادة الحركة الشعبية لإعطاء فرصة للقيادات الجديدة للقيام بدور تنفيذ اتفاق السلام.

وطالب الدول الراعية لاتفاقية السلام ومنها السودان ويوغندا والاتحاد الأفريقي بمساعدتهم في تحقيق ذلك وضرورة مراجعة كل البنود الخاصة بتنفيذ الاتفاقية نصاً وروحاً، كما ناشدت الحركة الحكومة في جوبا بضرورة العمل لتنفيذ الاتفاقية بالبدء في ترسيم الحدود التي خلقت صراعات كبيرة في جنوب السودان، كما طالب البيان شعب جنوب السودان بحماية الاتفاقية وحثت الأمم المتحدة على المساعدة والعمل سوياً لتحقيق استقرار جنوب السودان، وشدد البيان على أهمية تنفيذ بند الترتيبات الأمنية .

خطر الحدود

واستعجلت الحركة الشعبية القيادة الجديدة وكل الضامنين لاتفاقية السلام وخاصة الحكومة السودانية بضرورة العمل على إبعاد قوات حركة مشار, رغم قلتها إلى خارج مناطقهم حتى لا يتجدد القتال، واعتبر وجود قواته خطراً يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة ورأى أن إبعاد قوات مشار حتى لا يتكرر الهجوم مثلما حدث في المقينص، وضرورة ممارسة الضغوط على مشار من أجل تنفيذ وقف إطلاق النار وكل التفاهمات التي أبرمت من قبل.

وأكد أن هدف الحركة الأول والأخير هو إقالة مشار عن الحركة وكيفية  إيجاد طريق لتنفيذ اتفاق السلام. وذكر مور أن مشار خالف وخرق بنود اتفاقية السلام وخاصة الترتيبات الأمنية، والعمل لوحده دون مشورة القادة, ورفض التعاون وظل صامتاً في جوبا، وأكد أن بند ترسيم الحدود بين الولايات لم يفعل فيه شيئا، مشيرًا الى وجود صراعات بسبب ذلك، بالإضافة إلى عدم البت في بند المصالحات ولم يشكل أي لجان بشأنها.

تفاصيل جديدة

وكشف مور تفاصيل جديدة عن هجوم قامت به قوات مشار  في منطقة القيزات قرب الحدود مع السودان حيث قال، إن قوات مشار قامت بتنظيم نفسها في منطقة عمود واكور استعدادا للهجوم للمرة الثالثة، بيد أنه قال إن قواتهم استطاعت التصدي لها، ومنعتهم من التقدم والهجوم على المقينص، ونفى بشدة أن يكون الجنرال أولانج قد اتصل بمشار، وقال: بالعكس مشار من قام بذلك، وقام بالاعتذار عن ذلك، وطالب ببقاء قواته في المنطقة، وأكد أن قوات مشار قامت بعدة محاولات للهجوم على المنطقة، واعتبر محاولات قواته تعطيلاً لاتفاقية السلام، ويساهم في توتير الأوضاع بالبلد، واعتبر أن حكومة دولة  الجنوب طرف أساسي في تنفيذ اتفاقية السلام، وأكد استعدادهم لاستكمال الاتفاقية إذا اتصلت بهم حكومة الجنوب مبيناً أن (95%) من قوات الحركة الآن بصفوف المعارضة، واستبعد أن يحدث أي تأثير في مناطق سيطرة الحركة، مبيناً ان عددا كبيراً من مكاتب الحركة والقيادات قدمت تأييدها للحركة. وطمأن بأن المواطنيين السودانيين لن يتضرروا من الوضع الأمني على الحدود، وأكد أن الحركة حريصة على استقرار الأوضاع في الحدود وفتح التجارة بين الدولتين.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى