ابراهيم محمد  ابراهيم  يكتب : نيل الاوطار

أنقذوا أهلنا في الفاو
مدينة الفاو التابعة لولاية القضارف والتي تقع شرق ود مدني بنحو ٨٠ كلم، وهي حاضرة مشروع الرهد الزراعي الذي يعتبر من المشاريع الرائدة في السودان لزمن قريب لولا الأزمات السياسية والإدارية التي لازمته في نهاية الإنقاذ مثله مثل مشروع الجزيرة وحلفا والسوكي.
يحتضن مشروع الرهد الزراعي حوالي ٤٤ قرية وثمانية تفاتيش ومحالج الأقطان في مدينة الفاو تعتبر من أكبر المحالج بعد محالج الباقير والحصاحيصا
السيول الأخيرة التي اجتاحت مدينة الفاو حولت جزءاً كبيراً من سكان المدينة والأحياء وبعض القرى المجاورة حتى الآن دون مأوى، تم ترحيل جزء كبير من السكان في مخيمات المنظمات الإنسانية خارج المدينة ينامون على الثرى ويتوسدون الأذرع مع قلة الخدمات الضرورية وانقطاع مياه الشرب حتى بلغ سعر البرميل ٢٥٠٠ جنيه، وانعدام السلع الضرورية بسبب توقف وسائل النقل تم ترحيل عدد كبير من سكان حي (حاج السيد) الشهير (بسنقر) وجزء كبير من سكان حي الثورة وحي الخدمات للمخيمات المؤقتة التي ارسلتها المنظمات الخيرية، بالرغم من أن مساحتها الداخلية غرفة صغيرة لا تتسع لضم الأسر وحمايتها لو استمرت الأمطار في الأيام المقبلة لا سمح الله، ثم خروج الحشرات من باطن الأرض بسبب المياه كالثعابين والعقارب.. وفوق ذلك تستقبل المحلية وما جاورها أعداداً كبيرة من اللاجئين الإثيوبيين الفارين من الحرب من إقليم التقراي.. وبحسب المعلومات الواردة من أحد أقربائي يقطن في قرية من قرى الفاو يقول: الآن يستقبل معسكر أبورخم الذي يقع جنوب مدينة الفاو بنحو ٣٥ كيلو حوالي ٦ آلاف لاجئ أثيوبي.. قال محدثي: وبالرغم من حجم المعاناة والوضع الكارثي الذي يعاني منه مواطنو الفاو والقرى المجاورة لها إلا أنه ليست هناك استجابة أو اهتمام مقدر لحكومة الولاية أو الحكومة المركزية، مما أثار غضب المواطنين، بينما سارعت بعض المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية من خارج السودان ومدينة ود مدني والقضارف وشرطة الدفاع المدني بعمل إنساني كبير، نسأل الله أن ينفعهم به يوم لا ينفع مال ولا بنون..
إن أكبر سبب للسيول في خريف هذا العام هو إقامة تروس لمشروع (وادي البار) الذي أسسه بعض رجال الأعمال في المنطقة، ولان التروس التي أقيمت دون دراسة لطبيعة الوضع الجغرافي غيرت مجرى السيول المعروف قديماً.. مما تسبب في الفيضانات والأضرار الأخيرة..
سكان الغاو يناشدون حكومة الولاية والحكومة المركزية التدخل السريع في لإنقاذ أهل القرى والأحياء التي تقع في مجرى السيول، ثم مسح التروس التي أقيمت مؤخراً وتسببت في الأضرار، ثم لابد من محاسبة كل من يكرر إقامة تروس مرتفعة من أجل ري مشروع زراعي خاص على حساب أرواح المواطنين.. ثم الاستعانة بآليات من أجل تعميق المصارف والسايفونات والترع ونظافتها الى أن تصل المصارف التي تربط بنهر الرهد من أجل تصريف المياه حتى لا تتكرر السيول مرة أخرى خصوصًا فصل الخريف لا يزال طويلاً، وإذا لم يحدث ذلك فسوف تكون الكارثة أكبر.
نسأل الله السلامة والعافية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى