Site icon صحيفة الصيحة

عبد الله مسار يكتب :التنصير  في دارفور

عبد الله مسار

إقليم دارفور، إقليمٌ كل أهله مسلمون، بل كان سلطنة إسلامية على رأسها السلطان علي دينار،  ولَم تسقط هذه الدولة الإسلامية إلا في عام 1916م بعد حوالي 18 عاماً من سقوط الخرطوم في يد الاستعمار الإنجليزي  وهذه الدولة دارفور، كان لها رواق في الأزهر الشريف،  بل كان السلطان علي دينار  يكسو الكعبة  سنوياً بحملة  تتحرّك كل عام من الفاشر حتى مكة المكرمة  تحمل المحمل وأشياءً أخرى.

وكانت دارفور منارة  علم، وكانت  دولة إسلامية  تُطبِّق الشرع عملاً وقولاً.

جاءت الإنقاذ واستمرّت على ذات منوال الدولة الإسلامية، وقامت الحرب في دارفور وذهب الناس إلى النزوح واللجوء وإلى المنافي،  وأُقيمت المعسكرات وتدخّلت منظمات الإغاثة  الأوروبية والغربية بدافع  العمل الإنساني والإغاثي، ولكن  كان من أهدافها التنصير  وجاءت إلى السودان أكثر من عشرين منظمة تطوعية, ولكنها كنسية تبشيرية  وفتحت مكاتب  مدارس لتعليم الصغار في أغلب مدن دارفور وباشرت العمل في مُعسكرات النزوح في كل الأماكن التي بها معسكرات، وكذلك في مُعسكرات اللاجئين كمنظمات انسانية،  ولكن تعمل بجد خارج السودان في بعض الدول التي فيها لاجئون  وخاصة في مصر وتشاد وغيرهما، وكذلك تستقطب بعض الذين هاجروا الى الدول الغربية  وفتحت كنائس في الخارج لذات الغرض.

ولكن بعد زوال الإنقاذ بدأ التصديق لكنائس في بعض ولايات دارفور  وبدأت حركة تنصير واسعة تستهدف بعض اهل دارفور، ولذلك الأمر يحتاج الى وقفة من قبل الدولة، لأن دارفور أرض إسلام وأهلها حَفَظَة لكتاب الله وفيهم عددٌ مهولٌ من العلماء والقونية، وكانت الدولة الإسلامية التي وقفت بوضوح مع تركيا في الحرب العالمية الأولى، وهذا ما دفع الإنجليز لإسقاط حكم السلطان علي دينار، ولَم يتم غزو دارفور في عام 1916م ولذلك أمر التنصير يحتاج أن يُنظر إليه بأنّه خَطِيرٌ.

المعلومات تؤكد أن الدول الغربية تخطط عبر الكنيسة وتعميد بعض أبناء دارفور لتنصير حوالي ثلاثمائة ألف شخص في المرحلة القادمة،  ولذلك الأمر في غاية الخطورة. ومطلوب دور من الدولة ومن الدول الإسلامية ومن المنظمات الإسلامية بتقديم عون إنساني وإنمائي  وإنشائي وخدمي لدارفور وللنازحين واللاجئين  بصفة خاصة حتى يُوقفوا حركة المنظمات الخارجية.

إن غياب الدور الوطني والإسلامي  الداخلي والخارجي يشجع المنظمات الأخرى للعمل بجد في مسألة التنصير،  وخاصةً أن هنالك إهمالاً لهذه الفئة،  فئة النازحين من الدولة في الولايات والمركز.

تحياتي

Exit mobile version