المقينص.. قتال الجنوب يرسم واقعاً مأساويًا في السودان

 

تقرير: عبد الوهاب أزرق

من غير سابق إنزار وجد المواطنون في منطقة المقينص السودانية على الحدود مع دولة جنوب السودان تحت أزيز النيران والغريب أن الأمر لم يكن صراعاً بين مكونات قبلية أو فريقين من داخل المنطقة بل كانوا أجانب من دولة جنوب السودان يتبعون جميعهم للحركة الشعبية جناح رياك مشار دخلوا في صراعات مسلحة منذ السبت الماضي، فلم يجد سكان ولايتي جنوب كردفان والنيل الأبيض الحدوديتين مع جنوب السودان بدا من النزوح من المنطقة خوفاً من القتال الدائر داخل مدينة المقينص، ما رتب عليهم أوضاعاً إنسانية بالغة التعقيد شهدت وفاة طفلين بعد تأخر حالتهما الصحية خلال رحلة الفرار غير الآمنة.

سبب المعارك

وتأتي المعارك الطاحنة بين فصائل متناحرة داخل الذراع العسكري للحركة الشعبية لتحرير السودان، بزعامة نائب رئيس جنوب السودان رياك مشار، غداة إعلان قادة عسكريين عزل مشار  من رئاسة الحركة والجيش الشعبي ما جعل مناصروه يطاردونهم الى داخل حدود السودان وتدور المعارك، بينهم مخلفة موجة نزوح عالية تقدر بالآلاف اتجهت غربًا إلى محلية التضامن بجنوب كردفان، ومنطقة عزازة الصقر، والبعض اتجه شمالاً الى قرى ولاية النيل الأبيض .

وتقول مصادر “الصيحة” إن القوات الجنوبية اتخذت من جنوب سوق المقينص مقراً لها وبالقتال الدائر بين الفصائل الجنوبية، نزح المواطنون وخاصة النساء والأطفال الذين يواجهون ظروفاً قاسية مع هطول الأمطار .

وضع قاتم

رسم وكيل أمير إمارة الكواهلة التضامن حمد دفع الله وضعاً قاتمًا لحال المواطنين في المنطقىة مبينًا أن من بقوا داخل المنطقة يعانون أهوال الحرب بينما يعاني النازحون من مأساة انسانية في فصل الخريف الحالي. وأرسل عبر “الصيحة” رسالة ونداء إلى الحكومة المحلية، الولائية، والمركزية، والمنظمات الطوعية،  وإلى جميع رجال البر والإحسان لتقديم الدعم والسند والعون من مأوى، وكساء، وطعام إلى مواطني منطقة المقينص السودانية .

وكشف وكيل إمارة الكواهلة لـ(الصيحة) عن تنفيذه زيارة الى منطقة “السريحة” على الحدود مع ولاية النيل الابيض، لافتاً أن المنطقة تشهد نزوحاً للمواطنين إلى غرب السريحة، بينما وصل بعض المواطنين النازحين إلى رئاسة محلية التضامن، فيما استقر البعض بمنطقة “عزازة الصقر”، وآخرون فضلوا البقاء داخل الغابة، والمشاريع الزراعية، واصفاً معاناتهم بالحقيقية مع الخريف وهطول الأمطار، وظهور الثعابين والعقارب، وانعدام الغذاء والدواء مطالباً بتوفير المشمعات والعلاج، والطعام للأسر المتضررة.

استعداد

وبما أن القضية بدأت فجأة ولم يكن لها أي تخطيط مسبق، فقد وجدت محلية التضامن نفسها أمام وضع ضاغط يحتم عليها استقبال الفارين من جحيم الحرب فكان أن عملت على تجهيز المدارس لإيوائهم، فيما تبرز الحاجة لتقديم كافة الخدمات الصحية والمعيشية لهم .

ودعا المدير التنفيذي لمحلية التضامن صديق النور في حديث لـ(الصيحة) لتقديم العون والسند الى المواطنين الذين تجمعوا في المدارس بمنطقة “الترتر”، وكشف عن وفاة طفلين للظروف الصعبة التي يمرون بها، شاكرًا كل من ساهم في تقديم الدعم من أبناء جنوب كردفان والنيل الأبيض، وطالب بتوفير الخدمات من الحكومة والمنظمات والخيرين.

المقينص

وتقع المقينص على الحدود مع دولة جنوب السودان وتمتاز بالأراضي الخصبة، والرعي وتقول التقارير في انتخابات ١٩٨٦م فاز حزب الأمة بدائرة المقينص والراوات والسبعات عبر النائب البرلماني أحمد حاج النور وتقول مصادر “الصيحة” إن الحدود السودانية مع جنوب السودان مفتوحة كلية ولا توجد القوات النظامية لحراسة الحدود، ومع تغلغل القوات الجنوبية المسلحة يمكنها الدخول حتى الترتر رئاسة محلية التضامن .

مطالبات

ولم تكن الهجمات التي حدثت السبت الماضي في منطقة المقينص الأولى من نوعها، فالفترة التي أعقبت انفصال جنوب السودان شهدت العديد من التفلتات في المناطق الحدودية وظلت محاصيل المزارعين في مناطق المقينص والقردود تتعرض سنوياً للاعتداء من قبل نظاميين من جنوب السودان يدخلون كل عام في صراعات مع المزارعين في المناطق التي يعتدون عليها ما نتج عنها مقتل مزارعين في أكثر من مرة ومع بروز مشكلة المقينص ودخول الفصائل الجنوبية بهذا الشكل، شدد كثير من المواطنين النازحين على ضرورة أن تلتفت الحكومة لحسم مثل تلك الظواهر التي تشهدها المنطقة وتشهد مناطق أخرى جدلاً حول الحدود مع دولة جنوب كردفان مثل حفرة النحاس، ودبة الفخار، وبحيرة الأبيض وغيرها من المناطق الحدودية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى