أقل من شهر لانطلاق الدراسة.. المرحلة المتوسطة واقع غائب!

التربية الاتحادية: لم نطبع نسخة واحدة من جملة (9) ملايين نسخة
غرفة الطباعة: لم نستلم أصول المناهج ولم نوقع على عقود الطباعة
الاتحادية: المالية وافقت على دفع (2) مليار و650 مليون جنيه وننتظر تصديق إذن الصرف
تربية الخرطوم: المرحلة المتوسطة واقع غائب
خبراء: المرحلة العائدة كلام إعلامي ولا يوجد على أرض الواقع
أصحاب مطابع: التأخير من وزارة التربية والفترة الزمنية غير كافية

تحقيق ـ أم بلة النور

طوال السنوات الماضية ظل السلم التعليمي محل صراع دائم بين الحكومة وخبراء التعليم الذين يرون أن واقع التعليم أصبح مريراً، وشهد تدهوراً على كافة المستويات، لا سيما المستوى الأكاديمي، رغم إقامة العديد من المؤتمرات لتشريح أزمة التعليم في السودان إلا أنها لم تصل لنتائج واضحة، وآخرها مؤتمر التعليم القومي في العام 2013م، وكانت إعادة المرحلة المتوسطة من أبرز مخرجات المؤتمر، وتمت إجازتها قانونيًا في العام 2015م، إلا أن ضعف الإمكانات وصراع المناهج أرجأ تنفيذها حتى العام الماضي لتشرع حكومة الفترة الانتقالية في تنفيذها خلال العام الدراسي القادم، بعد أن وضعت في الموسم الدراسي السابق امتحاناً لطلاب الفصل السادس تم على عجل لينقلهم للمرحلة المتوسطة، ولكن هناك عقبات تقف أمام هذا المشروع قد تؤجل بداية المرحلة المتوسطة بعد تحديد انطلاقة الموسم الدراسي في سبتمبر (أقل من شهر).
“الصيحة” وقفت على هذه الإشكالات وخرجت بالتحقيق التالي:
غياب المنهج
كشفت غرفة الطباعة والتغليف عن عدم استلامها أصول مناهج المرحلة المتوسطة التي تمت إجازتها مؤخرًا خلال مؤتمر التعليم القومي للعام 2013م بعد صراع طويل مع خبراء التعليم، وكانت في بادئ الأمر قد قامت حكومة النظام البائد بإضافة عام دراسي للسلم التعليمي لتصبح مرحلة الأساس تسع سنوات بدلاً من ثماني سنوات لترتفع الأصوات مرة أخرى لتعود الحكومة مرغمة للمرحلة المتوسطة التي أوقفتها في أواخر التسعينات، وكانت حكومة الفترة الانتقالية قد اتفقت شفاهة مع غرفة الطباعة والتغليف على طباعة المنهج بالاتفاق مع وزارة التربية والتعليم الاتحادية، وقال عبد الرحمن عثمان ممثل الغرفة بلجنة طباعة المنهج الجديد لـ (الصيحة) عن عدم استلام المحتوى حتى الآن لوجود بعض الإشكالات متعلقة بالكتب التي تحتاج لمراجعة، فضلاً عن عدم الاطلاع والتوقيع على العقود التي بموجبها يتم توفير الضمانات المالية للمطابع وشروطها وحقوق الملكية وحقوق النشر، كما لم يتم الاتفاق حتى الآن على رسوم الطباعة والتوزيع.
وأضاف عبد الرحمن، أن الفترة الزمنية غير كافية للطباعة والتوزيع، وتساءل عن غياب الحكومة طوال العام الماضي الذي أجيزت فيه المرحلة، لماذا لم تشرع في عمليات الطباعة، وذكر للصيحة أن كميات الورق الموجود في السوق الآن تكفي لطباعة 50% من الكتب الدراسية إذا كانت طباعتها سوف تتم داخل السودان، وشدد على ضرورة إدارة الوقت والشروع في عمليات الطباعة للحاق بالعام الدراسي القادم.
قرارات ارتجالية
وفي حديثه للصيحة، قال الخبير التربوي ومختص مناهج بروفسور النعيم أحمد النعيم، إن هناك قرارات ارتجالية من قبل الحكومة، مبيناً أن فترة شهرين غير كافية لتوفير أساسيات المرحلة من فصول ومناهج وتأهيل وتدريب الكادر العامل، وكشف أن الاستعدادات ضعيفة لاستقبال تلك المرحلة المهمة، ويرى النعيم أن الحديث عنها حديث اعلامي فقط ولا توجد على أرض الواقع.
وأضاف أن أفعال الحكومة غير مبشرة كما أنها فشلت في إجازة المنهج حتى الآن، واعتبر أن القضية معقدة وفيها نوع من التكلف و تحتاج الى إمكانيات كبيرة، وهذا ما لا يتوفر لها واستقرار المرحلة المتوسطة يتطلب عدة سنوات.
تأخير وزاري
وفي حديث أصحاب المطابع قال مالك إن هناك جاهزية تامة من جانبهم، وقد أبدوا تلك الجاهزية منذ عدة أشهر خلال فترة مدير المناهج السابق عمر القراي، وقال إن التأخير في طباعة المنهج يعود إلى وزارة التربية والتعليم التي لم تسلمهم حتى الآن محتوى المناهج، وأضاف مالك عضو لجنة طباعة كتاب المرحلة المتوسطة وصاحب مطبعة أرو أنهم لا زالوا في انتظار وزارة التربية والتي لم تشرع في تجهيز العقود حتى الآن، وكشف أن الفترة الزمنية أكبر عقبة تواجه المطابع ولا تكترث الوزارة لتلك العقبة.
واقع افتراضي
وفي حديث لمدير مرحلة الأساس بوزارة التربية والتعليم ولاية الخرطوم حمزة الفحل عن افتراضية وجود مدارس منفصلة لمرحلة المتوسطة، قال إن الواقع لا يقول بذلك، مبيناً استحالة تطبيق الانفصال في هذا العام، لعدم وجود إمكانات لبناء مدارس جديدة أو تجفيف أخرى وصيانتها، وقال إن الوزارة ستعمل بمقترح استضافة مدارس الأساس المرحلة الجديدة لعامين قادمين بالاستفادة من فصل الصف السابع الموجود أساساً يتم فصله عن بقية المدرسة بزي مختلف وجدول مختلف وزمن خاص بهم لطابور الصباح بإمكانيات دورات مياه وبوابة خاصة بهم إن وجدت المساحة الكافية، فضلاً عن وجود وكيل خاص بالصف الأول متوسط داخل مدرسة الأساس. وأوضح أن ذلك الحل هو الأمثل للحاجة الماثلة لمعلم الأساس لتخريج آخر دفعة من الصف الثامن إلى جانب عمله في صف أول متوسط. واعتبر أن مشكلة الكتاب هي المعضلة الأكبر في تلك المرحلة.
وأضاف أن تدريب وتأهيل المعلمين تعمل عليه الوزارة الولائية الآن واعتبر المرحلة المتوسطة واقعاً غائباً، وسوف يتم العمل بالمتاح.
وقال حمزة الفحل إن هناك مقترحاً تم تقديمه يتمثل في تبني وزارة التربية الاتحادية لمشروع المرحلة المتوسطة لمدة خمس سنوات لدعمها وتطويرها مركزيًا حتى نضوج التجربة، ومن ثم الرجوع لنظام اللامركزية الحاليه إلا انه عاد وقال إن المقترح في مرحلة المناقشة.
وكشف عن وجود مقترح ولائي لحل مشكلة الرسوب في شهادة مرحلة الأساس من العام القادم بالملاحق بدلاً من إعادة السنة، بعد نهاية الامتحانات باعتبارها آخر عام لها، كما وجهت الوزارة بحق التلميذ الراسب في امتحان الصف السادس الإعادة في مدارسهم.
مشكالات تصميم
وفي ذات الصعيد، قطع مدير إدارة الشئون الإدارية بوزارة التربية والتعليم معز فيصل بإجازة المناهج بنسبة 80% واستلامها من المركز القومي للمناهج والبحث التربوي، وأضاف أن تكلفة طباعة الكتاب بلغت 2 مليار 650 مليون جنيه تمت الموافقة عليها من قبل وزارة المالية وفي انتظار تصديق إذن الصرف، وأقر معز بوجود إشكالات في التصميم تتم معالجتها الآن، كاشفاً عن عدم كفاية الوقت للطباعة والتوزيع وسوف يتم حشد جميع المطابع بالعاصمة والولايات لطباعة أكبر عدد من النسخ ممكنة من جملة (9)ملايين نسخة بـ 15مطبعة حديثة، وقال في حديثه “للصيحة” إن الوزارة لم تطبع نسخة واحدة حتى الآن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى