كلام في الفن

 

ناجي القدسي:

حينما نسمع أغنية بقامة الساقية أو حمام الوادي أو سلم بعيونك أو خليتني ليه عشت الشقا، لابد أنها تستوقفنا وتدهشنا وتصل بنا الى آخر حدود الطرب، تلك الأغنيات وغيرها تؤشر على عبقرية الموسيقار ناجي القدسي، هذا الرجل النحيل الذي ضخمته أغنياته التي قام بتلحينها، ناجي القدسي ملحن من طراز الجمال والمغايرة، جملته الموسيقية غير مكرورة، ألحانه لا تشبه بعضها مطلقاً، فهو يختلف عن الملحنين بأنه يضع لحناً لا يشبه الآخر في شيء غير الروعة والتطريب العالي.

فرقة راي الموسيقية:

صحيح أن ظروف تكوين فرقة (رأي) الموسيقية اختلفت عن الظروف التي تم بها تكوين فرقة عقد الجلاد.. وثمة فوارق تبدو جلية حينما نعاين للمشاهد العام للفرقتين.. حيث ولدت عقد الجلاد بين مدرجات كلية الموسيقى بينما ولدت  فرقة رأي على مدرجات الخلافات التي طفحت على السطح قبل مدة ليست طويلة، فكانت نتيجتها الطلاق البائن ما بين عثمان النو وبقية أعضاء الفرقة الحاليين.

شكر الله عز الدين:

راهن تجربة شكر الله عزالدين لا يمنحه صك البقاء والخلود في أذهان المستمع السوداني والذي يعتبر من الحصافة بمكان، ويمتلك أذناً جيدة تمكنه من التفريق ما بين الغث والسمين.. وشكر الله إذا أراد يوماً أن يذكر بالخير كأسلافه من كبار الفنانين عليه أن يتجاوز المفاهيم الصغيرة والآنية والاستسهال الذي يقود للتلاشي السريع والذوبان دون أن يترك أدنى أثر!!

شرحبيل أحمد:

صحيح أن الفنان الكبير شرحبيل أحمد توقف عن إنتاج أغنيات توازي تلك التي قدمها خلال السنين الفائتة.. ولكن ما قدمه هذا الفنان العظيم يكفي على التأشير عليه بأنه واحد من أعظم الذين أنتجوا ألحاناً كالبحار الزاخرة والمحتشدة بكل ما هو جديد.. لذلك من البديهي أن يظل هذا الفنان في حالة حضور دائم لا يعرف الغياب كما أنه في حالة ألق وتوهج لا يعرف الانحسار!!

أبوعركي الإنسان:

لأبوعركي رؤيته وفلسفته التي نقدرها ونحترمها مع اختلافنا معه في تلك الرؤية.. ولكن يظل أبوعركي فنانا وإنساناً على قدر عال من الاختلاف عن الآخرين.. ولعلي أشهد له بأنه (إنسان) كامل الدسم من خلال معايشتي له.. فهو واحد من قلائل تحب أن تلتقيهم وتسعد بالجلوس معهم.. عكس الكثيرين الذين زينهم لنا الإعلام وأصابتنا صدمة كبرى من خلال معايشتهم.

عقد الجلاد:

ما ذهبت لحفل جماهيري إلا ووجدت المكان يمتلئ عن آخره، ذات الجمهور وذات العشاق، حضور جميل يؤكد أواصر العلاقة الوجدانية ما بين الفرقة وجمهورها.. وذلك هو جمهور عقد الجلاد متفرد في كل شيء ومختلف عن جمهور أي فنان آخر.. لأن هذا الجمهور يريد الغنائية البديعة للفرقة بغض النظر عن ذهاب هذا أو حضور ذاك أو غيره، لذلك كان النجاح والقفز فوق الأزمة ولأن الفكرة أعمق من الأشخاص.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى