شاكر رابح يكتب : المصالحة الشاملة ضرورة ملحة

يصعب التنبؤ بما ستؤول إليه تطورات ومجريات الأحداث في الساحة السياسية السودانية جراء الانقسام للحاضنة السياسية وتأخر تنفيذ استحقاقات السلام، وما يعيشه الشعب السوداني بعد ثورة ديسمبر المجيدة من تشظٍّ وضعف وهوان وتفلت أمن وشظف في العيش، كل هذا ليس ببعيد من حالة التوهان والفوضى التي تعيشها دول الجوار، وأعتقد أيضًا أن أيادي خفية وقوة خارجية تعمل على زعزعة الاستقرار الداخلي وليست حريصة على إكمال عملية السلام ومؤسسات الدولة الانتقالية، هذا الوضع ربما يكون بسبب تباين المواقف بين المكون المدني والعسكري.
وكثر الحديث في الفترة الأخيرة عن ضرورة مصالحة شاملة سواء كان ذلك من قوى الثورة أو من قادة أحزاب سياسية إسلامية أو يسارية وتجدر الإشارة هنا لحديث الفريق اول محمد حمدان دقلو النائب الاول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي في ولاية غرب دارفور الجنينة مؤخرًا والتي دعا فيها لتجميع كافة المبادرات الداعية للمصالحة الوطنية الشاملة التي طرحت في الفترة الاخيرة على رأس هذه المبادرات مبادرة رئيس الوزراء دكتور عبد الله حمدوك التي وجدت القبول والاستحسان من قبل الشارع السوداني وقوى إعلان الحرية والتغيير والقوى السياسية الأخرى بما في ذلك أحزاب يمين الوسط والأحزاب اليسارية والحزب الشيوعي الذي خرج من الحاضنة السياسية لحكومة الفترة الانتقالية، هذه المبادرة شكلت أساساً متيناً يمكن أن يضع حلاً ناجعاً لكافة المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وهناك حديث خفي يدور حول المبادرات ويذهب الى أن جوهرها المصالحة مع الإسلاميين،. وتعدد المبادرات من أحزاب سياسية وطرق صوفية وإدارات أهلية يؤكد أن الجميع استشعر المسئولية، حيث أعلن رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير عن (دعمه المصالحة الشاملة مع ضرورة محاكمة كل من أجرم دون إفلات من العقاب انصافًا للضحايا)، كذلك مبادرة الطرق الصوفية (شيخ كدباس) برعاية النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي ومن قبل مبادرة أزرق طيبة، ولا ننسى تصريحات مالك عقار وياسر عرمان التي دعوا فيها الى إشراك الإسلاميين وأن يكونوا جزءا من الفترة الانتقالية المبادرات التي وقفت عندها كثيراً مبادرة حزب التنمية القومي (تحت التأسيس) ومن أبرز أعضائه الدكتور عبد الحميد موسي كاشا والتي تتحدث عن ضرورة إجماع وطني شعبي قومي على الحد الادنى والهدف الأسمى للمصالحة التي طرحها الحزب وتحقيق إجماع وطني شامل على وحدة واستقرار السودان ووضع حد للحروب والنزاعات عبر المصالحة الجديدة فيها أن المصالحة تشمل فئات المجتمع الحية والأحزاب والكيانات السياسية وكذلك اللاجئين خارج السودان، كذلك تحقيق السلام الشامل والعادل، تجميع كافة هذه المبادرات وتوحيدها في مبادرة رئيس الوزراء ضرورة ملحة ونجاحها مرهون بمناقشة كافة القضايا الخلافية والمسكوت عنها، وهي ثوابت وطنية يجب عدم تجاوزها وهي :
ـ منظومة الحكم والإدارة.
ـسيادة الدستور والقانون.
ـ السلام.
ـ البناء الاجتماعي.
ـ الاقتصاد.
ـ الخدمات.
هناك لغط وخلط كبير فيما يخص هذه المبادرات التي تتحدث عن العفو والتسامح وفي تقديري هذا لأ يعني التغاضي عن كافة الجرائم التي ارتكبت في عهد النظام السابق وإنما تؤكد على ضرورة المحاسبة وتحقيق العدالة ومواصلة المحاكم واستمرار كافة اللجان المكونة المتعلقة بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان، ويجب أن يدرك القائمون على الأمر الآن أن المصالحة الوطنية ضرورة ملحة وهي أولى الخطوات نحو بناء السودان الجديد .

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى