وضع كارثي بسبب انفجار شبكة مياه بالصناعية كوبر لأكثر من (6) أشهر

المنطقة تحولت إلى غابة من الحشائش والطفيليات والطحالب
مصانع ومخازن مجاورة: أبلغنا المياه ولا حياة لمن تنادي
مدير مياه بحري طالب (الصيحة) بوصف دقيق لمكان الكسر لإصلاحه خلال 24 ساعة
عرض: أم بله النور
تعيش المدينة الصناعية بالخرطوم بحري منطقة كوبر في حالة غرق كامل نتيجة لكسر في إحدى أنابيب شبكة المياه لأكثر من ستة أشهر دون أن تجد المعالجة من قبل هيئة مياه محلية بحري، حيث أدى تدفق المياه المستمر إلى إغلاق شارع بأكمله وتحول المنطقة إلى غابة من الحشائش والطفيليات والطحالب وساهم ركود المياه لتلك الفترة لتصبح مياهاً آسنة، وتسربت المياه للمباني المجاورة وتصدعت تلك المباني جراء الرطوبة وسريان المياه، دون أن تكلف محلية بحري نفسها للوقوف عليها ومعالجتها.
ومن مشاهدات الصيحة عند زيارتها للموقع لاحظت أن جامعة الخرطوم كلية الدراسات التقنية تأثرت من تلك الكسورات مما أجبرتها على إغلاق البوابة الشمالية للكلية، فضلاً عن تسرب المياه لسور المبنى ، ونمو الحشائش والتي أصبحت ملاذاً للمشردين الذين يمارسون حياتهم اليومية من النوم وحتى قضاء حاجتهم، كما أن الشارع الذي يقع وسط مواقع استراتيجية مثل جامعة الخرطوم وشركة الهواء السائل ومصنع للزيوت وآخر للمنظفات وعدد من المطابع ودور النشر أصبح مهدداً أمنياً للمارل بعد أن فقد حيويته بعد أن هُجر واختار أصحاب المركبات والمارة المرور بطرق أخرى..
واقع مؤلم بسبب كسر المياه والمؤسف حقاً أن المنطقة المجاورة تعاني من شح المياه.
“الصيحة” لاستجلاء الحقيقة، التقت بعدد من المسؤولين والمجاورين للكسر الكبير للمياه وخرجت بمعلومات مثيرة.

بلاغات ولكن!
قال مدير دار الطابع السوداني للنشر لـ (الصيحة) إنهم تضرروا من تلك الكسورات، موضحاً أنها أدت إلى تسرب الرطوبة لمخازنه، وأشار الى أن انفجار الأنبوب استمر أكثر من ستة أشهر، وقاموا بإبلاغ هيئة مياه محلية بحري وتقدموا بعدد من البلاغات، الا أن المهندسين لم يستجيبوا لتلك البلاغات، وأضاف أن المشكله أن تلك المياه معالجة تصب في منهول الصرف الصحي، ولولا المنهول لغرقت المنطقة وقال إن الكسر كبير، وأصبح أشبه بمنبع للمياه لقوة ضخها.
شكوى
فيما شكت شركة الوديان من تلك المياه، وأشارت في حديثها لـ (الصيحة) إلى تأثر مخازن الورق بالرطوبة، وقالوا إنهم بعد أن يئسوا من إصلاح العطل فكروا جدياً لنقل المخزن لمنطقة أخرى بعد أن تسببت الرطوبة في إتلاف جزء كبير منه وتكبدوا خسائر مالية فادحة نتيجة ذلك، وناشدوا مياه بحري بالتحرك لعلاج الكسر.
تأثيرات أخرى
محطة معالجة الصرف الصحي بكوبر تأثرت بتدفق المياه نتيجة للكسر، وكشف مدير المحطة النور صالح للصيحة أن انفجار الأنبوب وكسر البلوفات إدى إلى تدفق المياه بكميات كبيرة وهي مياه معالجة، وتصب في منهول الصرف الصحي مباشرة، وتعمل على تآكل المنهول من الداخل، واعتبر ذلك مهددًا للمحطة، وقال: نحن الآن أمام خيارين أحلاهما مر، الأول أن يغلق المنهول، وهنا سوف تغرق المنطقة بالمياه، أو ترك الأمور كما هي عليه، وبالتالي تتسبب في انفجار الصرف الصحي إن لم تتم المعالجة العاجلة، وسوف تسبح المنطقه الصناعية في فيضان من القاذورات.
وأضاف صالح أن هناك كسورات أخرى وتعد كذلك خطرًا آخر على الصرف الصحي، وقال إنه تقدم بعدد من البلاغات وتسلمها المهندس مبارك محمود بهيئة مياه بحري، إلا أنه لم يعرها اهتماماً، مطالباً بضرورة إصلاح العطل قبل أن يتأزم الوضع أكثر.
ردود أفعال
“الصيحة” حرصت على استفسار المهندس معتز مدير مياه محلية بحري للوقوف على حقيقة الأمر خاصة وأن كل المتحدثين أكدوا على تقديمهم بلاغات للهيئة لأكثر من مرة ولم تقم بإصلاح الخلل، وكانت المفاجأة أن مدير مياه بحري نفى علمه بكسورات المياه بل طالب (الصيحة) بوصف دقيق لمكان الكسر ، ووعد بحل المشكلة خلال الـ 24 ساعة القادمة.
إصلاح وأمل
“الصيحة” من خلال زيارتها لمنطقة الكسر ثبت لها أن الكسر قديم فعلاً ويسبب كثيراً من الأذى لسكان المباني جواره، كما أن المنطقة تحولت إلى بحيرة لكثرة المياه المتدفقة.
وثبت فعلاً أن المناطق المجاورة للكسر تعاني من شح المياه.
وما أسعد الصيحة حقيقة التزام مدير مياه بحري بحل المشكلة في خلال 24 ساعة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى