والده الشاعر الكبير محمد جعفر عثمان.. المهندس ربيع: أسعى لتقديم نفسي كشاعر مختلف

كان الشاعر الراحل (محمد جعفر عثمان) واحدا من الذين أسهموا إسهاماً فاعلاً وكبيراً في وجدان الشعب السوداني.. تغنى بأشعاره العديد من المطربين، ولعل الراحل زيدان إبراهيم كان أبرزهم.. ولكن التركيبة البسيطة والمتواضعة ساهمت في تغييب سيرته.. (الحوش الوسيع) جلست إلى ابنه (ربيع) المهاجر بسلطنة عمان حالياً واستنطقته عن الكثير من التساؤلات حول والده وحول تجربته الإبداعية كشاب مبدع له إسهام مختلف في الساحة الفنية.

حاوره: سراج الدين مصطفى

ـ دعنا أولا نقرأ بطاقتك الشخصية والمراحل الدراسية؟..

أنا ربيع محمد جعفر محمد عثمان، من مواليد حي  العباسية شرق الروضة الكنيسة الأسقفيه بأم درمان، الابتدائي بمدرسة الموردة المتوسطة، ثم مدرسة أبو كدوك المتوسطة والثانوي مدرسة المؤتمر الثانوية، ثم  جامعة أم درمان الأهلية كلية الدراسات البيئية.

ـ في كلمات حدثنا عن تخصصك الدراسي ولماذا اختترته تحديداً؟

بالنسبة للتخصص، أنا كنت ممتحن علمي أحياء، فكان لا بد أن أواصل دراسة علمية، فضلت الدراسات البيئية، لأنه تخصص جديد وله مستقبل، وخالي بروفيسور محمد بابكر خريج زراعة ولديه دراسات عليا في البيئة.

ـ هل تتفق معي بأننا كشعب سوداني لا نهتم بالبيئة؟

فعلاً نحن السودانيين لا نهتم كثيرا بالبيئة والمسالة عبارة عن ثقافة وتربية.. لذلك نحن في حاجة بضرورة نشر الوعي البيئي لأنه مهم جداً للصحة العامة.

ـ حي العباسية.. كيف تتذكر تفاصييل الطفولة في هذا الحي؟

حي العباسية بالنسبة لي كالأم لا نستطيع البعد عنه، مهما تبعد تكون في شوق ولهفة إليه.. نشأنا في العباسية منذ الميلاد، والعباسية كأحياء أم درمان والسودان عشنا بين أهلنا وجيراننا ولم تكن هناك تفرقة بين الأبناء، بمعنى عشنا أملنا وشربنا ولعبنا في كل البيوت، ولم تشعر أبداً بأننا أغراب عندنا أجدادانا وجداتنا من سكان لم نعرف بأنهم ليسوا من أهلنا إلا بعد أن كبرنا، العباسية لها خصوصية في شتى نواحي الحياة.

ـ حدثنا عن والدك الشاعر الراحل محمد جعفر عثمان؟

الوالد محمد جعفر، كان إنساناً حنوناً ورقيقاً وكريماً وحساساً جدا لم يضربني يوماً دائماً يتعامل معي كصديق، علمني الكثير بحسن معاملة الآخرين والعفو والصفح عن المخطئ معك وتجد له العذر وعلمني العطاء ومساعدة الآخرين دون انتظار المقابل، والوالد أصغر إخوانه رغم ذلك كان يحمل مسؤوليتهم جميعاً ولأصدقائه وجيرانه وحتى زملائه في العمل.

ـ كيف كان يتعامل معكم في البيت؟

الوالد كان إنساناً بسيطاً جداً لا يحب التكلف والتصنع كنا يوم الجمعة نذهب إلى السوق لشراء متطلبات الأسبوع، وعند العودة للمنزل نجلس مع أمي وأخواتي نرتب الأغراض، ونبدأ في إعداد فطور الجمعة، لأنه يدعو أصدقاءه وجيراننا لتناول الفطور معنا ما حصل يوم جمعة تناولنا الفطور لوحدنا من غير ضيوف.

ـ من تتذكر من المبدعين الذين كانوا يزورونكم بالمنزل؟

منزلنا كان دار عامراً بالزوار من أصدقاء الوالد وأهل الوالد والوالدة والجيران كان يزورنا باستمرار أصدقاء الوالد من المبدعين شعراء وفنانين وملحنين وعازفين وزملائه من موظفي البنوك وكتاب وصحفيين، الوالد له صداقات متعددة من جميع فئات المجتمع.. أكثر زواره بالمنزل الفنانون والشعراء والملحنون على رأسهم سعادة العميد العم عمر الشاعر والتجاني حاج موسى، والشاعر الراحل المقيم محمد يوسف موسى، والفنانون زيدان إبراهيم وإبراهيم حسين، وصديق عباس، وعبد الرحمن عبد الله، وعثمان مصطفى وخوحلي عثمان، وعدد كبير من الفنانين والشعراء والعازفين.

ـ برأيك لماذا كان والدك الشاعر محمد جعفر لا يحب الأضواء؟

الوالد كان شخصاً متواضعاً جداً لا يحب الأضواء رغم شاعريته، بجانب أنه كان من المبرزين في عمله في البنوك، كان يقول نحن أولاد مساكين نعيش ونموت مساكين.

ـ هل هناك أي مخطط أو مشروع لبعث سيرته ومسيرته مجدداً للتوثيق له؟

بالتأكيد يجب التوثيق لسيرة رحلته الشعرية، لأنه وضع بصمة فارقة في خارطة الغناء الحديث، إن شاء الله سوف أشرع في طبع كتاب عن سيرته وجميع أعماله الغنائية المغناة والتي لم تر النور.

ـ أنت تكتب الشعر.. ألا تخشى المقارنة ما بينك ووالدك؟

الحمد لله  أكتب الشعر كان ذلك بتشجيع من العم عمر الشاعر، لا أخشى المقارنة، والدي كان مدرسة قائمة بذاتها، وأنا في بداياتي الشعرية وهو من جيل لا يتكرر.

ـ لماذا اتخذت قرار الهجرة من السودان؟

هجرتي كانت لتوفير حياة كريمة لي ولأسرتي، لكن نادم على الهجرة خارج السودان رغم ذلك أنا لا أنقطع عن السودان أبداً.

ـ كيف ترى السودان ما بعد الثورة؟

السودان يحتاج إلى عمل وتضافر جهود أبنائه للنهوض به ولا بد من نبذ التفرق والعنصرية لكي نبني بلدنا بالزراعة والإنتاج والتصدير، وإن شاء الله سنعبر بعد الثورة العظيمة التي قام بها شبابنا وجميع الشعب، وأنا كتبت قصيدة أسميتها شبابنا، لأنهم في حاجة لقدوة، لأنهم طاقة جبارة، الغلطة الوحيدة بعد إسقاط نظام البشير الحكومة لم تهتم بطاقات الشباب لتوجيهها لمصلحة البلد في الزراعة والإنتاج لأنهم أثبتوا أنهم طاقة إيجابية رغم الانتقادات لهم في السابق بأنهم سلبيون.

ـ هل هناك أي تعاون فني غنائي بينك والفنانين الشباب؟

بالفعل، لدي تعاون مع عدد من الملحنين الشباب وسوف ترى النور قريباً ولدي تعاون مع فنان شاب مقيم بدولة الإمارات العربية وهو مشروع فنان شامل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى