صنعوا الكرنفال بزيارة المريخ والهلال.. أبو حمد وحلفا الجديدة.. مشاهد مهيبة واستقبال تاريخي للقمة

الخرطوم-  ناصر بابكر

مئات السيارات والدراجات النارية تملأ الطرقات، آلاف من الناس قدموا من كل حدب وصوب واصطفوا على طول الطريق، أعلام ورايات واحتفالات وإطلاق العنان لأبواق السيارات.. تلك المشاهد لم تكن نتيجة فوز فريق بلقب قاري أو حتى بطولة محلية بل كان مثالاً حياً لشعبية وجماهيرية لعبة كرة القدم في السودان ومكانة طرفي القمة المريخ والهلال في نفوس الشعب السوداني..

إذ أن زيارة بعثة فريق الكرة بنادي الهلال لمدينة أبو حمد مثلت حدثا تاريخياً بكل ما تحمل الكلمة من معنى، حيث وجد الأزرق استقبالًا مهيبًا على طول الطريق ومن ثم من مداخل مدينة أبو حمد التي خرجت عن بكرة أبيها للاحتفاء بالزائر الذي يحتل مكانة مقدرة وكبيرة في نفوس أهل السودان، ولم يكن أنصار الهلال وحدهم في استقبال ناديهم بل إن رابطة مشجعي المريخ بأبوحمد خرجت للمشاركة في استقبال ضيف المدينة حاملة لافتاتها عاكسة صورة زاهية للروح الرياضية ومكانة الوطن الصغير “أبو حمد” التي تسقط معها الانتماءات ليشارك الجميع في استقبال الضيف الكبير.

 

الصورة لم تكن مختلفة في مدينة حلفا الجديدة، بل أن المشاهد ذاتها تابعها الجمهور الرياضي ورواد مواقع التواصل الاجتماعي وسط دهشة الأجانب من درجة ارتباط الشعب السوداني بالساحرة المستديرة ودرجة عشقه للناديين الكبيرين، حيث كان مدينة حلفا والقرى المجاورة بأسرها في الطرقات ظهر أمس راجلين وعبر السيارات لإقامة أحد أكبر المواكب وصناعة زفة تاريخية مهيبة لبعثة نادي المريخ.

عودة مسابقة كأس السودان للواجهة بعد احتجاب لسنوات كان بمثابة عودة الروح للجسد للعديد من المدن السودانية سيما التي حظيت بمواجهة طرفي القمة، حيث تحولت الأجواء بتلك المدن بل الولايات بأسرها لتظاهرة وكرنفالات فرح واحتفالات شعبية ورسمية كبيرة صنعت أجواء مختلفة وعكست ما يمكن أن تصنعه الساحرة المستديرة في نفوس الناس.

وزاد نظام التجميع الذي تلعب به مسابقة الدوري الممتاز منذ الموسم الماضي من قيمة وأثر زيارة طرفي القمة إلى الولايات بعد أن حصر نشاط العملاقين المحلي لأشهر طويلة في بقعة جغرافية ضيقة لا تتجاوز العاصمة المثلثة وهو ما حرم أنصارهما بالولايات من تلك الزيارات التي تبقى أحداثا للتاريخ يتحاكى بها الناس في تلك المناطق جيلاً بعد جيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى