Site icon صحيفة الصيحة

رئيس غرفة “كورونا” بالبحر الأحمر لـ(الصيحة)

ولاية البحر الاحمر

 

غياب وفقدان الوعي المجتمعي عائق كبير أمام مكافحة الوباء!

حاورته: صفاء الفحل

أقل نسبة إصابة!

بالرغم من أنها ولاية معابر ساحلية إلا أنها سجلت أقل نسب الانتشار من جائحة كورونا وذلك بفضل الغرفة النشطة التي تدير السيطرة على ذلك الوباء.

في زيارتنا لحاضرة البحر الأحمر (بورتسودان) حاولنا الوقوف على تلك الجهود الجبارة التي تقوم بها هذه الغرفة ومدى انتشار الجائحة في الولاية، وإلى أين وصلت خطوات الاحتواء!؟

أهل الخبرة والدراية!

ولما كان دكتور طه البدوي رئيس الغرفة والذي قاد هذا العمل لمدة أكثر من عام وفي أحلك الظروف بكل اقتدار وتفانٍ سيما وهو المتخصص في إدارة مثل هذه الأزمات بعلمه الوفير وخدمته الطويلة وتقلده العديد من المناصب.

جلس (للصيحة) متحدثاً في العديد من القضايا التي تهم مواطني الولاية وخاصة الاستعدادات التي تجري لامتحانات الشهادة السودانية والأثر الأجنبي لانتشار الجائحة وتقدم الوعي المجتمعي في هذا المجال.

الموازنة الصعبة

يقول الدكتور طه البدوي إنه ومنذ اجتياح كورونا للعالم حيث أوقف كافة النشاطات وأصاب المجتمعات بالشلل التام، كان الهم الاكبر لنا نحن هنا في ولاية البحر الأحمر هو الموازنة بين الاستمرار في الحياة الطبيعية بجانب أخذ الحيطة والحذر من انتشار الجائحة مما يهدد الحياة البشرية.

حماية المجتمع!

ويضيف البدوي: بدأ نشاطنا بتلك الموازنة الصعبة منذ عهد الوالي السابق حافظ التاج، حيث أصدر قراراً برئاستي لهذه اللجنة وطوال هذا العام فوجئنا بأشياء ووقفنا أمام العديد من المشاكل وتعلمنا الكثير وحاولنا الحافظ على مجتمعنا من هذا الوباء الذي ضرب العالم وهذه المجتمعات في إطار التواصل ودمر الاقتصاد خاصة وأن ولاية البحر الأحمر تعتبر ولاية معابر برية وبحرية وجوية.

الصحة والحياة!

ويواصل البدوي بقوله: رغم هذه الظروف استطعنا أن نفاضل بين حقوق الناس في الحياة وحقوق الصحة العامة وهذه من أصعب الأشياء التي مرت بنا وكنا أحياناً نطبق حظرًا شاملًا وحظرًا جزئياً ومرات أخرى نغلق المعابر ونوقف المواصلات.

احتجاجات وانتقادات!

كل هذا بالنظر لمصلحة الناس رغم أننا كنا نواجه بالاحتجاجات والانتقادات، ولكننا كنا نحل كل القضايا بالنقاش والتفاهم والصبر حتى مر هذ العام الذي نعتبر أنه مر بسلام، ونحن نترحم على الذين رحلوا بسبب الوباء.

أيام صعبة!

ويسرد البدوي بقوله: الحقيقة أنه قد مرت علينا أيام صعبة جدا في الحصول على الأكسجين وتعسر الحياة العامة ولكننا نطمئن الناس الآن أننا قد وصلنا الى مرحلة الاستقرار بتواصلنا وعلاقاتنا وعملنا مع قطاعات الصحة والتعليم والقوات النظامية بصورة طيبة، حيث وجدنا التعاون من الجميع وأدرنا امتحانات العام الماضي بكفاءة عالية ولدينا غرفة إعلامية نشطة تعمل بصورة كبيرة في نشر الوعي العام ويمكن القول بأننا قد سيطرنا حتى الآن على انتشار الوباء.

فريق متجانس!

ويردف البدوي بقوله: الغرفة بالولاية بها اثنان وعشرون شخصاً من كل القطاعات التعليم والصحة والقوات المسلحة بكل فروعها الشرطة والاستخبارات العسكرية والموانئ، وهي تعمل بصورة متجانسة وعلى مدار اليوم وعلى اتصال مستمر وهو أحد من أسباب نجاحها في أن تبقى الولاية واحدة من أقل معدلات الإصابة ونأمل أن يستمر الجميع بهذه الروح حتى القضاء على هذا الوباء نهائياً.

وصول اللقاح

ويواصل البدوي قائلاً: نحن اليوم في مرحلة جديدة وفي اعتقادي أن اللقاحات قامت بدور كبير في خفض الإصابات بصورة واضحة، رغم ضعف الوعي المجتمعي والإقبال الضعيف، ولكننا وبعد عام من الطرق استطعنا أن نصنع أرضية من الوعي جيدة وأن ننشر رسالتنا وقد تفهم العديدون خطورة ما نمر به وأصبح الجميع واعين جداً بالتباعد المجتمعي ولبس الكمامة واستعمال المعقمات.

خطوات متقدمة

ويقول البدوي: اليوم تقدمنا خطوات كبيرة الى الأمام بعد أن وصلتنا عشر آلاف من الجرعة الأولى من لقاح الكورونا، وقد كان الناس متخوفين في البداية لما يثار في الميديا من شائعات تتحدث عن مضار اللقاح، ولكننا رغم ذلك قطعنا شوطاً كبيراً خاصة بين المسافرين لأن هنالك اشتراطات للدول المجاورة بضرورة التطعيم.

التحية للصحة!

ويضيف البدوي: نحن من هنا نحيي إخواننا في قطاع الصحة، فقد كان لهم الدور الكبير في توفير اللقاحات وتأمينها وحفظها وقد وصلنا إلى أكثر من ٨٠% من القطاعات المستهدفة وهي كبار السن والكوادر الطبية ووصلتنا أيضا دفعة ثانية (خمسة آلاف)، والآن انتظمت كافة المحليات بالتركيز على المحليات الكبيرة ( سنكات وأركويت وسواكن)، صحيح أن الإقبال ضعيف، ولكن هنالك جهد إعلامي وتوعوي كبير والناس في المدن أكثر وعياً من الأرياف، والآن الحمد لله اللقاحات متوفرة والإقبال متزايد.

أطفالنا في أمان

ويردف البدوي قائلاً: ليس لدينا إصابات اليوم بين الأطفال في البداية ظهرت بالولاية حالات كورورنا لم تتجاوز الثلاث حالات بين الأطفال، ولكن تدخلنا بسرعة وأسرعنا بإغلاق المدارس وتعقيمها، والآن والحمد لله لا توجد حالات كورونا بين لأطفال بالولاية رغم أننا منطقة معابر وأحياناً تأتينا حالات من خارج الولاية، ولكن بالتنسيق العالي مع كافة القطاعات والغرفة العليا للكورونا يتم احتواء هذه الحالات بصورة سريعة ونحن نحيي إخواننا في الجمارك لإعلامنا المستمر بكافة المستجدات والحالات المشتبه فيها والتقييم الشهري الذي يقدمونه.

تجربة فريدة!

ويضيف البدوي بقوله: أعتقد أننا قدمنا تجربة فريدة للسودان فيما يختص بالمعابر البحرية، فنحن نستقبل آلالاف ذهاباً وإياباً يومياً ورغم ذلك نعتبر من أقل مناطق الإصابة، وهذا للجهد الكبير الذي تقوم به المعامل.

لا شكاوى

ويقول البدوي: لم تصلنا أي حالات شكاوى من اللقاح أو التأثيرات الحانبية حتى الآن، وهذا اللقاح أساساً عالمي ولكن الدعاية المنتشرة بمواقع التواصل تدعو للقلق أحياناً والأمر على أرض الواقع شيء آخر، وهنالك أعراض عادية تأتي أحياناً وهي غير مقلقة ولا أثر مستقبلي لها.

مسئولة جماعية

ويضيق البدوي من ناحية التوعية: نحن لن ننوب عن جهات أخرى هنالك غرفة في وزارة الصحة تتولى هذا الأمر وإن كان الأمر مسئولية جماعية ونحن نساهم معها بتوصيل الرسالة وتقييمها ومدير إدارة الوبائيات بوزارة الصحة عضو في الغرفة، وهنالك العديد من الجمعيات القاعدية والشعبية والاجتماعية تعمل بصورة مكثفة في هذا الإطار، ونحن كذلك وطنا صناعة المعقمات وـعدنا تشغيل مصنع أسطوانات الأكسجين.

شكر وتقدبر

ويضيف: نحن في ذلك نشكر كلية الهندسة الكيميائية بجامعة البحر الأحمر والقطاع الخاص بالولاية.

كما نشكر بصورة خاصة جمعية (قلوب رحيمة) وكافة الجمعيات والمنظمات التي تعمل يداً واحدة معنا وهي تساهم معنا للآن في توزيع المعقمات والكمامات لتأمين امتحانات الشهادة السودانية داخل

سبعين مركزاً داخل بورتسودان ومائة وثلاثين بالمحليات الأخرى.

عون ذاتي

ويواصل البدوي بقوله: ما نود الإشارة إليه هو أن هذه الغرفة لا تمول من الدولة وهي تمول نفسها بنفسها بجهد شعبي مقدر والدولة تعمل معنا في تمويل الكوادر الصحية في مراكز العزل ولكن الغرفة تمول نفسها من مشروعات تطرحها في حينها، ونحن الآن نعمل على تغطية امتحانات الشهادة السودانية تماماً بالكمامات والمعقمات بهذا الجهد الشعبي ونحن لا نعتبر أن لدينا معوقات ولدينا وحدة إنذار مبكر بقضايا الكورونا

ومصنع أكسجين كان متوقفاً منذ عشرات السنين قامت الغرفة على إعادة تشغيله بالتعاون مع الرأسمالية الوطنية، وصار ينتج حتى للولايات المجاورة مثل كسلا

ونهر النيل.

استقرار ووفرة!

ويضيف البدوي: الحمد لله أن هنالك استقراراً في الأكسجين تماما بعد أن مررنا بمرحلة صعبة وبالمدينة مركزان للعزل واحد كبير والآخر صغير فيهما ٤٤ سريرا نعتقد بأنها كافية وعن عدد الإصابات حتى الآن فهي ٧٠٦ بينها ثلاث من الأحانب بينما الوفيات لم تتحاوز المائة، ونعتقد أن هذا إنجاز أن تصل حالات التعافي لهذا العدد الكبير ودليل بأننا نسير في الدرب السليم .

شكراً للجميع

ورغم أننا لا نستطيع أن نقول ليست هناك بعض المعوقات، إلا أننا نشكر الجميع لمساهمتهم في الوقوف معنا لدرء آثار هذه الجائحة ونطالب المزيد من التعاون خاصة من الإخوة في الجمارك بالسماح لتبرعات الإخوة من أبناء الولاية بدول المهجر من معقمات وكمامات وبعض العينات من الدخول دون تعقيدات.

 

 

Exit mobile version