Site icon صحيفة الصيحة

فشل محاولات دق الإسفين.. الدعم السريع والجيش في خندق واحد

الخرطوم: الصيحة
حظيت تصريحات رئيس هيئة الأركان الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين باهتمام كبير بعد أن حسم الجدل تماماً بأن قوات الدعم السريع أنشئت بقانون مجاز من البرلمان وأقرته الوثيقة الدستورية واتفاقية جوبا للسلام. وقال الحسين في حوار مع الإعلامي عمار شيلا بثته قناة النيل الأزرق إن قوات الدعم السريع تم إنشاؤها بقانون مجاز من قبل البرلمان. مبيناً أن الوثيقة الدستورية التي تحكم الفترة الانتقالية قننت وجودها وفقاً لنصوص صريحة وواضحة. وأضاف قائلاً إن اتفاق سلام جوبا تحدث عنها في نصوص واضحة. وحول الترتيبات الأمنية ووضعية قوات الدعم السريع قال رئيس الأركان إن بند الترتيبات الأمنية لسلام جوبا نص على دمج قوات الحركات الموقعة داخل القوات المسلحة والشرطة والدعم السريع وجهاز المخابرات بما يؤكد أن الدعم السريع قوة نظامية كغيرها من قوات المنظومة الأمنية بالبلاد.
الحقائق بالقانون:
ويقول خبراء ومحللون سياسيون إن حديث الحسين يؤكد شرعية الدعم السريع كقوات نظامية مثلها مثل الجيش والشرطة والأمن ولا يمكن دمجها بل يمكنها استيعاب مقاتلي حركات الكفاح المسلح الذين سيتم توزيعهم وفق بند الترتيبات الأمنية. ويضيف الخبراء أن رئيس هيئة الأركان أغلق الباب تماماً أمام المطالبين بدمج الدعم السريع في الجيش ولن يكون هناك مجال آخر للحديث عن ذلك بعد أن حسم الجيش الأمر تماماً ووضح الحقائق بالقانون.
القيادة تنفي الشائعات:
وبعد انتشار الشائعات مؤخراً عن توتر في العلاقة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع خرجت قيادات هذه القوات لتنفي نفياً قاطعاً وجود أي خلاف وأصدر الجيش والدعم السريع بيانات أكدا فيها عدم صحة هذه الأخبار. وأمس الاول قطع النائب الأول لرئيس مجلس السيادة، الفريق اول محمد حمدان دقلو، بعدم صحة توتر العلاقة بين القوات المسلحة والدعم السريع، ووصفها بالشائعة المغرضة ذات الأجندة، وأكد أنهم في خندق واحد، وليس هنالك ما يستحق القتال. ووجه دقلو رسالة لقواته بأن الدعم السريع والقوات المسلحة شيء واحد، ولن نوجه سلاحنا لبعض. وتابع: (الدعم السريع، قوات مسلحة بنص القانون قائمين بواجبكم على أكمل وجه ونحن طوينا الآن صفحة الحرب، ونعمل من أجل التنمية والاستقرار حتى تنهض البلاد. وأوضح دقلو أن هذه الخلافات لا نجدها إلا عبر الوسائط، محذراً من أن تمضي الأوضاع بالبلاد عبر الشائعات، وأضاف: (الشعب لابد أن يكون واعياً لأي مهدد ويجب أن لا يهتم بالإشاعات).
اللعب بالنار:
ويقول مراقبون أن بعض الجهات (تلعب بالنار) بمحاولتها دق أسفين بين القوات النظامية والتشكيك في قياداتها. وحذر المراقبون من نتائج هذه الحملات المغرضة التي لا تخدم البلاد بل تحاول إشاعة حملة الكراهية وهو الأمر الذي تجاوزه السودانيون الذين وعوا من التجارب السابقة وصاروا أكثر عقلانية من أن ينساقوا وراء هذه الحملات ذات الأجندة المشبوهة والتي تفوح من خلالها رائحة أحزاب وجهات أدمنت إشاعة الفوضى وتشتيت الصفوف.
رصيد ومخزون وطني
وفي السياق قال د. أسامة سعيد الخبير والمحلل الاستراتيجي، إن قوات الدعم السريع تمثل رصيدا ومخزوناً وطنياً عسكرياً وأمنياً واستخباراتياً ويجب الحفاظ على تشكيلاته العسكرية والإدارية والفنية كما هي، مبيناً أنه بهذا البناء نجح في أداء كل مهامه بكل حرفية واقتدار ومهنية ويجب عدم هدم هذا البناء مهما كانت الظروف والدواعي، وأوضح سعيد أن تجربة منظومة الدعم السريع عملت بها الكثير من الدول واستطاعت بفضلها أن تبني مؤسسة عسكرية منيعة وقوية يهابها الأعداء والأصدقاء، منوها إلى أن قوات الدعم السريع لم يسبق لها أن دخلت معركة حربية وخسرتها وأنها تقوم بأدوار لا يستطيع الجيش القيام بها، مشيرًاً الى أنها نجحت إلى حد كبير يتجاوز الـ 90٪ في تأمين الحدود السودانية مع دول الجوار العربي والأفريقي وأصبحت شريكاً فعالاً وموثوقاً به دولياً وإقليمياً في محاربة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر وتهريب الأسلحة وتجارة المخدرات وأن هذه الوظائف لا يستطيع الجيش القيام بها لأنها ليست من ضمن ما تدرب على أدائه الجيش في مهامه الاستراتيجية، مبيناً أن يد الدعم السريع قوية في تأمين كافة المدن السودانية وبفضل جهود قوات الدعم السريع يستطيع الجيش التفرغ للدفاع عن حدود السودان. وأوضح الدكتور أسامة سعيد أنه يجب ألا تكون وضعية الدعم السريع محل خلاف بين كل مكونات الفترة الانتقالية، داعياً إلى تطوير هذه القوات بالتدريب والتأهيل المستمر حتى تعطي السودان مزيداً من القوة والمنعة. وشدد أسامة على أن تصدع قحت وصراعاتها الداخلية أدت لعدم قيام المجلس التشريعي حتى الآن، مبيناً أن هذه الخلافات تطورت لتشمل خلافات بين المكونين المدني والعسكري في كثير من القضايا الوطنية كتنفيذ الترتيبات الأمنية لاتفاق جوبا، مؤكداً على ضرورة أن يستمع كل شركاء الفترة الانتقالية لنصائح حميدتي بنبذ القبلية والجهوية والعنصرية والكراهية من أجل السودان الوطن الذي يجمع الجميع.

Exit mobile version