مفاوضات السلام.. جولة جديدة مع حركة الحلو

تقرير- الصيحة

تترقب الأوساط السياسية محلياً ودولياً وإقليمياً انطلاقة جولة المفاوضات الجديدة بين الحكومة الانتقالية والحركة الشعبية شمال برئاسة عبد العزيز الحلو التي تستضيفها جوبا عاصمة دولة جنوب السودان اليوم (الأربعاء) السادس والعشرين من مايو الجاري، بعد أن تم تأجيلها لهذا التاريخ في وقت أعلن فيه انطلاقتها أمس الثلاثاء بجوبا عاصمة دولة الجنوب.

وكان اجتماع المجلس الأعلى للسلام التأم بكامل عضويته قبل يومين لمناقشة الترتيبات للجولة. وقال رئيس مفوضية السلام سليمان الدبيلو في تصريح صحفي، إن الاجتماع تداول الترتيبات الجارية لبدء جولة التفاوض مع الحركة الشعبية شمال جناح عبد العزيز الحلو. وأشار إلى اكتمال كافة الترتيبات للجولة، لافتاً إلى أن الوفود ستتوجه إلى جوبا في يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من الشهر الجاري.

حمدوك في جوبا:

استقبل رئيس دولة جنوب السودان بمكتبه الدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء خلال زيارته لجوبا للمشاركة في بدء التفاوض مع الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بقيادة القائد عبد العزيز الحلو. وبحث اللقاء العلاقات المشتركة بين البلدين بحضور وزيرة الخارجية الدكتورة مريم الصادق ووزير خارجية دولة جنوب السودان بنجامين برنابه. وقالت الدكتورة مريم الصادق في تصريحات صحفية، إن اللقاء ناقش عددا من القضايا المشتركة بين البلدين تتصدرها قضايا السلام في البلدين وحسن الجوار والتعاون المشترك. وأشارت المهدي إلى أن اللقاء يعكس عمق العلاقات بين البلدين ووصفته بالمهم منوهة إلى أن اللقاء تناول مسألة تكوين لجنة مشتركة بين السودان وجنوب السودان لتوطيد العلاقات بينهما..

اكتمال الترتيبات:

وأكد مستشار رئيس دولة جنوب السودان في تصريح صحفي بمطار جوبا، اكتمال كافة الترتيبات لافتتاح جلسة الحوار الرسمية بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بقيادة القائد عبد العزيز الحلو اليوم (الأربعاء) بجوبا في تمام الساعة العاشرة صباحاً، والتي سيشرفها رئيس جمهورية جنوب السودان الفريق أول سلفاكير ميارديت، ورئيسا مجلسا السيادة والوزراء؛ الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ود. عبد الله حمدوك، بحضور عدد من الوزراء والخبراء الوطنيين.

وأوضح السيد توت أن هذه الجلسة ستعقبها اجتماعات مغلقة لمناقشة كل القضايا المتعلقة بالسلام، مبيناً أن عودة الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال لملف السلام سيسهم في اكتمال عملية السلام بالسودان، مجدداً حرص حكومة جنوب السودان لتحقيق السلام بالسودان.

ضغوط:

بالمقابل، استبقت الحركة الشعبية جولة التفاوض بعدد من التصريحات أبرزها تلك التي كشف فيها القيادي بالحركة د. محمد يوسف مصطفى عن تعرُّض الوفد المفاوض برئاسة عبد العزيز آدم الحلو لمُضايقات كبيرة من الإدارة الأمريكية للتنازُل عن العلمانية بالإضافة لضغوط مماثلة من الوسطاء والسفراء لتليين موقفها خلال المفاوضات السابقة. إلى جانب ضغوط إضافية مُورست ضد الشعبية تحت طلب نقل ملف التفاوض من العسكر إلى المدنيين، ونقل التفاوض من جوبا كمقر للمفاوضات، مؤكداً تمسك الحركة بمبائها وأنها لن تنثني لتلك الضغوط. كما  اعتبر نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال، القائد جقود مكوار مرادة الاتفاق المشترك بين حمدوك والحلو الموقع في الثالث من سبتمبر 2020 في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بأنه يشكل فرصة أخيرة لحل أزمات البلاد. وقال جقود إن 3 سبتمبر وجد تأييداً واسعاً ويمثل هذا الاتفاق مخرجاً لأزمات السودان التي دامت أكثر من ستين عاماً وتحتاج لإرادة وطنية لمناقشتها ومعالجتها، كما أن الحركة الشعبية ومنذ نشأتها أكدت ضرورة معالجة جذور المشكلة السودانية، وهذا ما يتطلع إليه الشعب السوداني. مؤكداً أنهم في الحركة الشعبية يسعون لتحقيق سلام حقيقي وهو السلام العادل والشامل لكل السودانيين وليس سلام المحاصصات. مبيناً: أننا ومن هذا المنطلق مستعدون لمد أيدينا لكل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني وغيرها من الأجسام من أجل وضع حل للمشكلة السودانية.

جدية وحنكة ومهارة:

ويقول خبراء ومحللون سياسيون إن الجولة القادمة للمفاوضات تحظى باهتمام متزايد أنتجه النجاح الكبير الذي تحقق في الجولات السابقة بفضل جهود النائب الأول لرئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو الذي قاد جولات ماراثونية توجت بتوقيع اتفاق السلام الذي أشاد به المجتمع الدولي وأسهم بصورة كبيرة في تحقيق الاستقرار بالبلاد وتشكيل حكومة السلام التي استوعبت قادة جميع الحركات الموقعة ليعملوا جميعاً من أجل السلام والتنمية.

وأضاف الخبراء أن جهود دقلو في تحقيق السلام قادت إلى تكريمه في جوبا بل طالبت بعض الجهات بمنحه جائزة نوبل للسلام. وقال الخبراء إن جدية وحنكة ومهارة حميدتي ومعرفته الدقيقة وقربه من القضايا المطروحة حسم كثيرا من الملفات العالقة ما أحدث توافقاً غير مسبوق بين وفود التفاوض الأمر الذي أثمر في النهاية التوقيع التاريخي. وأضاف الخبراء أن حميدتي ووفده المفاوض فعلوا ذلك لإيمانهم التام بأن السلام هو أحد أهداف ثورة ديسمبر وأن البلاد عانت ما عانت من ويلات الحرب والتشرذم، وأنه آن الأوان لإسكات صوت البنادق ورفع راية التعمير لينعم الوطن بجهود أبنائه الخلص في التنمية والاستقرار.

مواصلة المسيرة:

وطالب الخبراء وفود التفاوض من الجانبين بمواصلة الجهود في هذه الجولة وإبداء حسن النوايا وتجاوز العقبات للوصول للهدف المنشود. وقال الخبراء إن الجولة فرصة نموذجية تتاح هذه المرة والجميع يترقب أن تأتي بنتائج كسابقاتها من الجولات التي توجت بالتوافق والتوقيع. وناشد الخبراء عبد الواحد محمد نور بإنهاء عزلته والاستماع لصوت العقل والجلوس إلى مائدة التفاوض بعيداً عن التماطل والمزايدات، وأن يضع الجميع مصلحة البلاد العليا نصب أعينهم لتبدأ حقبة جديدة يتوقف فيها النزيف ويتعافى الوطن.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى