Site icon صحيفة الصيحة

واحد من نجوم الأغنية الكردفانية الزواهر.. عبد الله الكاظم.. “شقيش قولي يا مروح”!!

كتب: سراج الدين مصطفى

(1)

الأغنية الكردفانية فرضت وجودها على المستوى القومي وكسرت الأطر التقليدية للجغرافيا وتجاوزت العناوين المحلية، ويعد الأستاذ الشاعر الراحل عبد الله الكاظم واحداً من نجوم الأغنية الكردفانية فهو بحسب رأي الأستاذ الشاعر مختار دفع الله (شاعرنا الكبير والمبدع الراحل (عبد الله الكاظم) أحد المبدعين الكبار وأحد الأنجم الزواهر في فضاء الشعر الغنائي السوداني، وله الفضل في الانتقال بالأغنية الكردفانية من محيطها الإقليمي الضيق إلى رحاب القومية العريض.

(2)

ومثال لذلك  أغنيات إبراهيم موسى أبا، وصديق عباس، وعبد القادر سالم، وعبد الرحمن عبد الله وغيرهم والذين استطاع من خلال قصائده الغنائية  أن يقدمهم لعشاق الغناء  الأصيل والمعافى مما أكسبهم تلك الشهرة وذلك الألق، بل تعدى الأستاذ عبد الله الكاظم حيز الأغنية الكردفانية ليرفد بقصائده مجموعة من المطربين الكبار وعلى رأسهم المطرب الشامخ والهرم محمد وردي حينما تغنى له بأغنية (وديان الريد)، ولعل أغنيات مثل (شقيش قولي يا مروح)….  (يا قلبي الله يصبرك من حالتك الفوقك) أو (عيني عليك باردة.. يا السمحة يا الواردة).(اللالاية)، (بسامة)، (قدريشنا) و(نجوم الليل)، تلك الروائع جعلت منه نجماً غنائياً ساطعاً ومؤثراً.

(3)

يقول الشاعر الراحل عبد الله الكاظم واسمه الكامل (عبد الله جبريل عبد الله خالد) بأنه ولد بولاية كردفان بمدينة بارا في العام 1945م من أسرة متوسطة الحال، بدأ التعليم بالخلوة ثم المدرسة الأولية ثم بخت الرضا حيث تخرجت معلماً، ثم اكتفى بالميري لباساً بقية عمره بعد التحاقه بالتوجيه المعنوي بسلاح الطيران. وكان مشرفاً على الموسيقى ووصل الى رتبة المساعد، كما يقول الناقد حسام ميرغني.

(4)

فرض الشاعر عبد الله الكاظم وجوده في عالم الشعر الغنائي بغزارة منتوجه الإبداعي من أغنيات، فهو كما يقول السفير الدكتور خالد فرح (موقع الشاعر عبد الله الكاظم من خارطة الشعر الغنائي في غرب السودان عموماً، وفي كردفان على وجه الخصوص، يوازي في تقديرنا تقريباً، موقع “عبد الرحمن الريح ” من خارطة الأغنية السودانية الحديثة الجامعة، التي هي أغنية مدرسة ” أم درمان” في الأساس، وذلك بجامع غزارة الإنتاج وتنوعه مع التفنن والإجادة، إلى جانب الجمع بين التقليدية والحداثة في المفردة والأسلوب في ذات الوقت.

(5)

بعد نجاح الأغنيات التي قدمها وتفوقها وبروزها المثير، قال الشاعر مختار دفع الله (هذه الأغاني  تؤكد على البذل الوافر الذي صدر عن هذا الشاعر الملهم في مسيرة الأغنية، ولا أخالني مبالغاً إن قلت إن حصيلة الشاعر الكاظم التي رفد بها مكتبة الغناء السوداني قد قاربت المئتي أغنية، تنوعت ما بين مطربي كردفان ومطربي أواسط السودان، ولم تقف إسهامات الكاظم في حدود الغناء بل لديه إسهامات أخرى في التوثيق للحياة الأدبية والثقافية, إذ ظلت كتاباته عن البرامكة وشعرهم ومجالسهم في كردفان إحدى محفزات الذاكرة الشعبية في الاحتفاظ بسيرة ومدلول هذه الظواهر الأدبية.

(6)

كانت قصائد عبد الله الكاظم تنضح بصورة القرية في شمال كردفان بكل بساطتها وجمالها. كان مفتونا بجمال القرويات، لذا فقد ظل حتى سنوات قريبة أسير صورة بنات الفريق (ست الفريق اللادن قواما.. دي لهيجا سكر طاعم كلاما).. ووجدت تجربة الكاظم الاستحسان والقبول حيث قال عنها الصحفي الطاهر ساتي (حمل الغرب كله ووضعه أمامنا تحت مجهر الوسط والشمال والشرق يستمتع به الناس ويرون فيه جمال حسان تلك القبائل زنجيها وعربيها وذلك الخليط كأنه قطعة خلاسية نساها محمد المكي ابراهيم. فنبهنا لوجودها بيننا، منه كان المردوم الذي قبل أن نرقص على إيقاعاته عرَّفنا أنه تراث يكشف عن كنز جمالي يمنحنا بطاقة التميز بين شعوب العالم ويوقظ فينا حاسة البحث عن أنواع أخرى من الرقصات والإيقاعات.

(7)

رحل الشاعر عبد الله الكاظم عن الدنيا في 2/5/2008 تاركاً خلفه إبداعاً غنائياً كبيراً .. حيث نعته معظم الأجهزة الإعلامية والمؤسسات الثقافية معددين  إسهاماته، ودفعه لمسيرة الأغنية السودانية بالعديد من القصائد الغنائية وتقديمه للعديد من المطربين الذين أثروا وجدان الشعب السوداني.. وكانت آخر قصائده التي تنتظر التلحين لتقدم الى الجمهور عند الفنان عبد الرحمن عبد الله (قصيدة العودة)، و(لو بتسأل) التي لحنها التجاني حسين ورددتها الفنانة سميرة دنيا.

Exit mobile version