Site icon صحيفة الصيحة

محمد حسن يوسف يكتب.. مياه النيل القشة التي تقصم ظهر البعير بين العرب وإسرائيل..!!

بقلم

ترى مصر أن لها حقوقاً تاريخية مكتسبة في مياه النيل، وأنه لا يحق لأي جهة التعرض لها كما لها الحصول على النصيب المعقول من أي إيرادات إضافية تندم عن تقليل المفقود عند منابع النيل وتبرر مصر حقها الثابت في مياه النيل بأنه عندما كانت بريطانيا تحتل الجزء الأكبر من حوض النيل باعتبارها مسؤولة عن السودان ووقعت مع أثيوبيا عام 1902م على معاهدة تنص بالتزام إثيوبيا بعدم القيام بأية أعمال أو مشاريع على منابع النيل مما يؤدي إلى التأثير على كمية المياه المتدفقة في النهر إلا بعد الرجوع الى الحكومتين البريطانية والسودانية وتعتبر هذه المعاهدة سارية المفعول من وجهة نظر القانون الدولي رغم اعتراض الحكومات الأثيوبية المتعاقبة.

يوجد كتاب أعده ضابط الموساد الإسرائيلي الأسبق العميد متقاعد موشي فيرجي عن ما فعلته إسرائيل لتحقيق هدفها في إضعاف مصر وتهديدها من الخلف وكيف أنها انتشرت في قلب أفريقيا منذ عام 1956-1977م وأقامت علاقات مع 32 دولة أفريقية لكي تحيط بالسودان واختراق جنوبه وكيف أنها وسعت علاقاتها مع دول حوض النيل للضغط على مصر كما احتلت أثيوبيا أهمية خاصة في النشاط الاستخباري الإسرائيلي نظراً لأنها تقود التمرد على اتفاقيات مياه النيل السابقة، ولأن 86% من مياه النيل تأتي من مرتفعاتها فضلاً عن الوجود العسكري الإسرائيلي المكثف هنالك والذي له صلة بأزمات القرن الأفريقي مشيراً إلى توافد قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيليين عليها منذ أواخر الخمسينات على نحو لافت للنظر وأنها تحاول تطويق العالم العربي والانقضاض عليه من الخلف من خلال ما أطلق عليه بن غوريون رئيس وزراء إسرائيل الأسبق بسياسة شد الأطراف التي تركز على اختراق دول الجوار وكان الدخول إلى أفريقيا والتركيز على دول حوض النيل وعلى رأسها أثيوبيا بهدف الضغط على مصر من خلال تلك الاستراتيجية وتم انتشار خمسة آلاف خبير إسرائيلي في دول أفريقيا في ذلك الوقت المبكر وقد نشط هؤلاء في مختلف المجالات العسكرية والاقتصادية من تدريب للجيوش والشرطة إلى إقامة المزارع وغيرها وذكر الكاتب أن الحركة الانفصالية في جنوب السودان كانت منذ البداية أداة استخدمتها إسرائيل لتحقيق هدف استراتيجي بعيد المدى وهو إضعاف مصر وكل معركة اليهود هي ضم هذين النهرين خاصة النيل من منابعه وفروعه إلى مصر حين قال زعيمهم بن غوريون إن اليهود يخوضون اليوم مع العرب معركة المياه وعلى مصير هذه المعركة يتوقف مصير إسرائيل وإذا لم تنجح هذه المعركة فإننا لن نكون في فلسطين وهم يبحثون عن وطن كانت أعينهم على منابع النيل في يوغندا مع الباقندا والتوتسي السبط الضائع والوطن البديل.

تسعى إسرائيل للحصول على جبل مرة بعد انفصال دارفور عن السودان ومن قمة جبل مرة تتحكم اسرائيل في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ومياه النيل فهي تفتح مكتباً لهذا المشروع في تشاد ومكتبا آخر في دولة في شرق أفريقيا.

الخطر الذي يهدد دول العالم الثالث هو عندما تطمع الدول الاستعمارية في أراضيها هو استعانتها باليهود خاصة بريطانيا التي عملت على استعمار أكبر أجزاء في العالم مما جعلها تعرف بالامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس التي تعرف في استراليا في أقصى الشرق مروراً بآسيا والشرق الأوسط وأفريقيا حتى أمريكا.

إذاً ما يدور الآن في فلسطين المغتصبة هو أقل من ما تخطط له الصهيونية لأن تطويق العالم العربي من الخلف من باب مصر هو الأخطر لأن هذا المخطط يستهدف جميع العرب دون استثناء وصولاً لإقامة دولتهم إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات والمطلوب من العرب الآن الوقوف بصلابة مع الشعب الفلسطيني لاسترداد أرضه المغتصبة كاملة وذلك بعد إلغاء عمليات التطبيع االسري والجهري مع العدو الصهيوني ودعم القضية الفلسطينية مادياً ومعنوياً تلك القضية التي تقف معها جميع شعوب العالم وحكوماته للأسف بعض حكامنا العرب يواصلون علاقاتهم مع العدو الصهيوني دون حياء ومشكلتنا نحن العرب أن معظم زعمائنا وحكامنا لا ينظرون إلى أبعد من أخماص أقدامهم بينما زعماء هؤلاء الصهاينة موغلون في سبر أغوار التاريخ وصولاً لقيام دولتهم المزعومة.. اصحوا يا زعماء وحكام العرب قبل وصول الطوفان وإلا دعوا الشعوب تحكم نفسها..!!

 

 

 

 

Exit mobile version