أسواق العيد.. الغلاء سيد الموقف

الخرطوم: جمعة عبد الله

حكم الغلاء قبضته علي كافة مستلزمات عيد الفطر المبارك، ولم يخل سوق من الركود بسبب ارتفاع الاسعار المبالغ فيه، وعدم قدرة المواطنين والسواد الأعظم على مقابلة التكاليف الباهظة لتجهيزات العيد.

وبسبب ظروف إقتصادية معلومة سيكون من العسير علي المواطنين توفير كافة مُستلزمات عيد الفطر هذا العام وذلك لأنه يأتي وسط ظروفٍ اقتصاديةٍ قاسيةٍ على المُواطنين، حيث تشهد الأسعار ارتفاعاً جُنونياً شمل كل شيء، خَاصّةً الملبوسات مِمّا جعلها “ليست في متناول يد الغالبية العُظمى” من المواطنين، وعانت الأسواق من الركود وضعف القوة الشرائية بسبب غياب الكاش وارتفاع الأسعار مع تَعَدُّد المُتطلبات، وسَيطَرَ الركود والغلاء وضعف القوة الشرائية على أسواق مستلزمات العيد، ويُعتبر الغلاء وارتفاع الأسعار هو القاسم المشترك بين متاجر وأسواق مُستلزمات العيد.

وتعتبر ملابس الأطفال هي الأكثر إقبالًا بالاسواق، وتليها تجهيزات المخبوزات والحلويات، فيما تراجعت بقية البنود مثل شراء ملابس الكبار وتجديد أثاث المنزل وشراء محتويات جديدة حسب يسر الحال.

ولا يقل أدنى سعر لملابس الأطفال الصغار عن “4 – 6” الف جنيه للنوعية المتوسطة، وهناك أنواع أغلى من ذلك بحسب الخامة والجودة تصل لاكثر من 12 الف جنيه لللبسة الواحدة، وكذلك أسعار الأحذية تتراوح بين “3 – 5” الف جنيه، اما الاعمار الاكبر قليلا فتتراوح اسعار الملابس ما بين “6 – 8” الف جنيه للبسة الكاملة، والجلابية “علي الله” في المتوسط يبلغ ثمنها “5” الف جنيه، بدون حذاء، فيما تراجع الإقبال على شراء الملابس للكبار بصورة ملحوظة حسب ما يؤكد بعض التجار.

وبحسب متابعات “الصيحة” بعدد من أسواق الخرطوم، اتّفق مُعظم التُّجّار على ركود حركة البيع رغم ازدحام المحال بالزُّوّار، وبحسب ما قال تُجّار، فإنّ الزيادة في الأسعار تجاوزت 50% مُقارنةً مع أسعار العام الماضي، واتّفق مُعظم التُّجّار الذين استطلعتهم (الصيحة) على رُكُود السُّوق وعدم وجود قوة شرائية تُذكر، وتأثّر السوق سلباً باستمرار أزمة السُّيولة.

وقال عثمان القصاص وهو صاحب محل ملبوسات بسوق بحري، إنّ القوة الشرائية في أدنى مُستوياتها، موضحاً أن الازدحام الملحوظ في المحال لا يعني انتعاش البيع، وقال إنّ أغلب الجمهور يستطلعون السوق فقط وبعضهم لا تسعفه إمكانياته على شراء ما يرغب فيه، كما أن أكثر زُوّار المحال التجارية مُرافقون لبعضهم ولا يشترون جميعاً.

وبالقرب منه يقول أشرف عبد الإله صاحب محل ملبوسات، إنّ الأسعار تتراوح ما بين “5 – 7” جنيه للقطعة، موضحاً أن هناك انواع من اللبسة كاملة تكلف نحو “10” الف جنيه بحسب الخامات والموديل والتشكيلة، وأبان أن الأسعار قد تكون مُرتفعة بالنسبة للمُواطنين لكنها تسعيرة السوق السائدة حسب سعر البضائع.

وقال عبد الكريم، وهو تاجر ملبوسات في سوق بحري، إنّ انخفاض الأسعار وانفراج أزمة السيولة أديا لتحريك السوق بشكلٍ طفيفٍ، موضحاً في حديث لـ (الصيحة) أنّ الطلب على السلع لا يزال ضعيفاً بالرغم من اقتراب العيد، وقال إن بعض المُواطنين وخاصةً من ذوي الدخل المحدود لا يُمكن توفير مُتطلبات العيد كَاملةً وبالتالي يعمد لشراء بعضها وتَرك البَعض الآخر من المُتطلبات

وفي السياق إستنكر د.عادل الدومة الخبير في الشأن الإقتصادي الإرتفاع الجنوني في أسعار مستلزمات العيد مشيراً إلي عدم قدرة الأسر السودانية علي تلبية إحتياجاتها لهذا العيد نظراََ لإرتفاع أسعار الملبوسات والمخبوزات بصورة غير مسبوقة مؤكدا أن غلاء الاسعار بهذه الصورة غير مبرر.

وأوضح الدومة في تصريح صحفي أن ظاهرة جشع وطمع التجار أضحت من المسلمات خلال الفترة الأخيرة مبيناََ أن هناك تقاعساََ واضحاََ من قبل السلطات في تفعيل دور الرقابة علي الأسواق وضبطها ووصف ما يحدث في السوق هذه الايام بالفوضى وأضاف قائلاََ ” كيف لرجل ذو دخل محدود لديه 5 أطفال أن يشتري ملابس لأطفاله مع العلم إن اللبسة الواحدة تتراوح أسعارها بين 8 ألف إلي 10 الف جنيه”. داعياََ إلي ضرورة كبح جماح جشع التجار عبر تفعيل آليات ضبط ورقابة الأسواق وأضاف ” لايمكن أن يتم تحديد الأسعار علي هوى التجار “.

وطالب الخبير في الشأن الإقتصادي حكومة الفترة الانتقالية بالإهتمام بقضايا المواطنين و إعطائها الأولوية بإعتبار أن ثورة ديسمبر المجيدة ما جاءت إلا للإنتصار لإرادة الشعب داعياََ حكومة ولاية الخرطوم للتشديد في اجراءات الرقابة علي الأسواق لمنع وقوع إي إنفلات في الأسعار

وأثّرت الظُّروف الاقتصاديّة المُتردية التي تَمر بها البلاد منذ سَنواتٍ، على قدرة المُواطنين عَلَى تَلبية احتياجاتهم الحياتيّة وتَوفير المُتطلبات خَاصّةً في مواسم الأعياد والمُناسبات، وزاد الأمر سُوءاً تراجع قيمة العُملة الوطنية وتصاعد التضخُّم واستمرار أزمة السُّيولة في بلدٍ يُصنّف نسبة عالية من مُواطنيه بأنّهم تحت خط الفقر، حيث تُعتبر مُعدّلات الفقر في السُّودان عالية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى