يختتم زيارته اليوم.. أفورقي في الخرطوم.. أكثر من رسالة!

تقرير- مريم أبشر

وصل  صباح  أمس للخرطوم  الرئيس الإرتري  أسياس أفورقي في زيارة رسمية تستغرق يومين تعد مهمة من حيث التوقيت والموضوعات محل اهتمام الزيارة وكان في استقباله بمطار الخرطوم رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وعدد من كبار المسؤولين والوزراء بالدولة. ودخل الرئيسان بعد قمة المطار في قمة مشتركة بالقصر الجمهوري استبقت جلسة مباحثات ثنائية مشتركة وسيلتقي افورقي برئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك ونائب رئيس المجلس السيادي الفريق محمد حمدان دقلو..

سبب الزيارة

وطبقاً للمعلومات، فإن الغرض من زيارة أفورقي للخرطوم هو إجراء تحركات للتوسط بين السودان وأثيوبيا فيما يلي ملف سد النهضة  فضلاً عن بحث مجالات التعاون الثنائي والملفات الإقليمية ذات الأهمية المشتركة ويرافق أفورقي خلال الزيارة وزير الخارجية الاريتري السيد عثمان صالح ومستشاره الخاص يماني قبراب وعدد من كبار المسؤولين في الحكومة الإرترية، و قال تعميم صحفي إن الزيارة  ستركز على  دعم وتعزيز التعاون الثنائي وتطوير العلاقات بين البلدين، بجانب القضايا ذات الاهتمام المشترك.

سرية الملفات:

يبدو أن الملفات والوساطة التي من أجلها وصل أفورقي للخرطوم يسعى لكي تسفر عن كسر الجمود وحالة التوقف التام والتمترس فى المواقف التي وصل لها الحال في ملف سد النهضة بين السودان وأثيوبيا ومن قبلها ملف الحدود وحرص السودان على بسط سيطرته على كامل أراضيه بالفشقة بشقيها الصغرى والكبرى، المواقف الثابتة للسودان والتمسك بحقوقه مقابل حرص أديس على تنفيذ مخطط الملء الثاني جعل أفورقي وهو يسارع بالوصول للخرطوم للتوسط لجعل ملفاته بعيدة إلى حد ما عن الإعلام، حيث انعقدت جلسة المباحثات الثنائية واستمرت لأكثر من ساعتين برئاسة البرهان وأفورقى ولم يفصحا عن الملفات التي جرى النقاش حولها بشكل مباشر للأجهزة الإعلامية، كما جرت العادة في مثل هكذا مباحثات.

متابعون أكدوا أن السرية ربما الغرض منها نجاح محاولة تقريب شقة الخلاف بين الخرطوم وأديس وتليين المواقف مصحوبا بتقديم بعض التنازلات هنا وهنالك لتجنيب المنطقة الإقليمية الانزلاقات غير المرغوبة فى الإقليم المضطرب.

تصريح مقتضب

أشار تصريح صدر من القصر الجمهوري بعد انتهاء المباحثات إلى أن الجلسة الرسمية بين السودان وأريتريا ترأس الجانب السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي، فيما ترأس الجانب الأريتري الرئيس أسياس أفورقي وأن الجانبين أكدا على ضرورة تعزيز العلاقات السودانية الأريترية بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين. وتطرقا لقضايا المنطقة والإقليم. وأعرب الرئيسان عن تمنياتهما بمعالجة هذه القضايا التي تهم المنطقة عبر الحوار والتفاوض. وعبر الرئيس الأريتري عن شكره وتقديره لحفاوة الاستقبال التي حظيت بها زيارته للسودان.

رسالة فك الارتباط:

زيارة أفورقي للخرطوم في هذا التوقيت في تصاعد حدة الخلاف بينها وأديس أبابا لها أكثر من أهمية خاصة وأن كل المعلومات تشير إلى أن الغرض الأساسي من الزيارة حل أزمة السد والحدود التي رفعت سقف التوتر في الإقليم وتمددت نحو المؤسسات الأممية. في قراءة الخبير الدبلوماسي المخضرم الرشيد أبو شامة في حديثه لــ(الصيحة) أن الزيارة الغرض منها فك الارتباط والتوافق السوداني المصري بشأن سد النهضة ويعتقد أن أفورقي من غير المستبعد ان تكون مبادرته من أجل نجاحها أن يضغط على أديس لتقديم تنازلات للسودان في ملف سد النهضة وربما الملف الحدودي ويعتقد أن  ملف السودان ومصر مع بعضهما البعض يعد حمولة ثقيله على أديس وعلى المستوى الإقليمي والدولي ويتوقع أن يطلب من السودان تقديم امتيازات لأثيوبيا في منطقة الفشقة كالاستثمار ويرى أن الحكومة السودانية ربما توافق إذا ما قبلت أديس بترسيم الحدود ووضع العلامات.

ملف سد النهضة

من حيث التوقيت تأتي زيارة الرئيس أفورقي في وسط زخم من الحراك الدبلوماسي عالي المستوى تشهده الخرطوم، فهناك وفدان أمريكيان أحدهما في الخرطوم والآخر في الطريق إليها.. وهناك نتائج جولة وزيرة الخارجية التي شملت عدداً من الدول الأفريقية.. ومن المفترض أن يكون هذا الزخم الدبلوماسي قد تركز بالأساس على موضوعي سد النهضة والتوتر في الحدود بين السودان وأثيوبيا وكلاهما ملفان يشكلان الدرجة الأولى من الأهمية، هذا ما أفاد به (الصيحة) مصدر دبلوماسى لصيق الصلة.

وأضاف أن  الرئيس أفورقي كان وما زال لاعباً رئيسياً في ملفات القرن الأفريقي ويعتبر الآن صاحب التأثير الأبرز في توجهات القيادة الإثيوبية الحالية، وذلك  لكونه أيضًا يرتبط بعلاقات مميزة مع القيادة السودانية الحالية، يعتقد أنه من المتوقع أن يكون لزيارته تأثير واضح في مجريات الأحداث بين السودان وأثيوبيا في المرحلة المقبلة ربما بأكثر مما يكون لأي طرف خارجي آخر، وبغض النظر عن اتجاه هذا التأثير إيجاباً كما نتوقع أو سلباً لا سمح الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى