اربتط رمضان عندهم ببعض الذكريات المحزنة.. أنور عبد الرحمن يتذكر وفاة شقيقه الأصغر وخليفة حسن بلة يتوقف عند الموقف الأجمل

تقرير: سراج الدين مصطفى

مدخل:

كما هو  شهر عظيم.. يظل شهر رمضان واحداً من الشهور التي تحفر عميقاً في وجدان الناس ودائماً ما يرتبط عندهم بذكريات ومواقف مختلفة.. وهذه المواقف تتباين وتختلف من شخص لآخر ما بين حدث مؤلم ومفجع ومحزن وما بين حدث مفرح.. وهكذا هي الأيام التي نتداولها تحمل في أحشائها الكثير من المواقف الحياتية التي تظل منحوتة في الذاكرة.. ولكن في هذا الشهر نبحث عن بعض المواقف المحزنة أو تلك المفجعة.

أنور يتذكر وفاة شقيقه الأصغر:

نجم عقد الجلاد أنور عبد الرحمن يظل شهر رمضان عنده يمثل حدثاً حياتياً خاصاً.. فهو غير ارتباطه الروحي والوجداني به.. ولكن هذا الشهر يعود به لذكرى محزنة كما قال لبعض الرحيق وهو يتذكر ويقول (شهر رمضان دائماً ما يمثل بالنسبة لي شهراً خاصاً وأجد فيه نفسي لغسل كل ما علق بنا من أدران وخطايا ولكن رمضان حينما يهل ويأتي أتذكر بشكل خاص وفاة شقيقي الأصغر الهادي.. والذي ما زال حتى الآن جرحه صاحياً ويكون أكثر صحياناً حينما يأتي رمضان.. وأسأل الله له الرحمة والمغفرة ببركة هذا الشهر.

خليفة حسن بلة وأيام في البقعة:

خليفة حسن بلة لو قلنا بأنه فنان لظلمناه ظلماً كبيراً.. فهو مجموعة مبدعين.. يكتب الدراما والسيناريو ويقوم بالإخراج وكذلك يقوم بالتمثيل ويقدم البرامج التلفزيونية، صحفي حاذق وساخر له مفردته الكتابية التي تخصه، وله طريقة تناول للمواضيع تحتشد بالسلاسة والأناقة.. سألته بعض الرحيق عن المواقف المحزنة في حياته التي ارتبطت بشهر رمضان ولكنه فضل أن يقول لنا عن الموقف الأجمل وليس المحزن وقال (قبل عامين صمت وأولادي في أطيب بقعة.. حيث قضينا أياماً منه في الحرمين.. المكي والمدني وزرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمّرنا..

الفاتح حسين يحكي عن شائعة وفاة والدته:

الدكتور الفاتح حسين يروي لنا موقفاً مدهشاً ومغايراً حيث قال لبعض الرحيق(فى منتصف الثمانينات ووقتها لم اتزوج واعمل مساعد تدريس بمعهد الموسيقى تعودت أن أقضي كل شهر رمضان مع والدتي فتحية مرحوم وباقي الأسرة بود مدني.. وفي أول يوم من رمضان وانا أجهز نفسي للسفر إلى مدني للحاق بوجبة الفطور هنالك، إذا ببعض طلاب المعهد يحضرون فجأة إلى حيث اسكن ببيت الديم المشهور ببيت الموسيقى إذ كل ساكنيه من خريجي وطلاب المعهد واحسست بأن هنالك حركة غريبة داخل المنزل ولكن لم أعطها الاهتمام، وبعد فترة من الزمن دخل هؤلاء الطلاب إلى غرفتي وسألني أحدهم: ( يا أستاذ الفاتح..  كيف كان حال والدتك في آخر زيارة قمت بها إلى مدني؟) وهنا كان ردي كانت بصحة وعافية وبسرعة سألتهم. هل توفيت؟ وقبل الإجابة على سؤالي إذا بالفاتحة وبدأت مراسم العزاء.

لحظات حزينة:

كانت هى لحظة حزينة عشتها حتى انني لم استطع قيادة عربتي التي تعودت السفر بها واتجهنا أنا والفنان علي السقيد وعازف الأورج سعد الدين الطيب إلى السوق الشعبي وسافرنا إلى مدني والدموع تنهمر مني ولا استطيع التملك فيها خاصة اننى فقدت اعز إنسان هو الذي رباني وعلمني وضحى بحياته من أجلي وكنت اقول لنفسي، لماذا رحلت في هذا الوقت المبكر، لماذا رحلت من غير أن ترى ابنك الكبير وهو مخضب بالحناء وفي ليلة زفافه وخاصة أن زواجي كان على مقربة، وأصبحت الدقيقة تمر كالسنة إلى ان وصلنا مدني..

أسرة تبيع أثاث منزلها:

الصحفية محاسن أحمد عبد الله صحفية ذات قدرات خاصة تميزت بها على جيلها وأصبحت الصحف تسعى لها لتكسب توقيعها.. اشتهرت بقلب (محاسن الحوت) في الوسط الصحفي وهو لقب أطلقه عليها أستاذنا الراحل ميرغني البكري بسبب علاقتها الوطيدة والعميقة بالراحل محمود عبدالعزيز حيث كانت تتابع أخباره بدقة وتتفرد بها.. وعن أكثر المواقف حزناً في حياتها ذكرت لبعض الرحيق ذلك بقولها (موقف محزن جداً أنه في إحدى زياراتنا التفقدية المفاجئة لبعض الأسر المتعففة قبل أيام من رمضان لدعمهم وجدناهم باعوا بعض أثاثات المنزل لشراء مواد رمضان كان موقف محزن جداً بالنسبة لي).

الأستاذ صديق الحلو كاتب صحفي له وزنه في عالم الصحافة وبذات القدر في عالم القصة حيث يعتبر واحدا من أساطينها.. حيث يتذكر هذا الموقف المحزن في شهر رمضان بقوله (وأنا في مواصلات ليبيا اتنشلت كنت ذاهب لحي دار السلام بأمدرمان لزيارة أحد الأقارب وبعد أن فعل النشال فعلته فضلت لافي في السوق لأجد احد يشتري مني ساعتي حتى أتواصل بقيمتها. لم أجد من يشتريها. لولا أنني صدفة وجدت صديقي وقريبي الممثل موسى الأمير الذي حل الأشكال.

أبوبكر عابدين وخبر محزن:

الأستاذ أبوبكر عابدين واحد من الأسماء الكبيرة في عالم الصحافة والإعلام.. كما أنه واحد من الذين قادوا ثورة ديسمبر المجيدة وتشهد له الشوارع بذلك.. كما أنه اشتهر بالتوثيق للأحداث الرياضية في السودان وله في ذلك مؤلفات ويعد مرجعاً هاماً في المجال الرياضي.. حيث قال لبعض الرحيق (موقف حزين حدث عام 2016م وأنا بمدينة الإسكندرية للعلاج وقبل الإفطار بخمس دقائق وصلني خبر وفاة الوالدة، فغم عليّ وكان يوما حزينا مازال في مخيلتي.. ربنا يتقبلها قبولا حسنا ويجعل الجنة مثواها الأخير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى