محمد البحاري يكتب.. تباريح الهوى

(1)

عندما تعرضت في أحد مقالاتي لقوانين الملكية الفكرية بالذات فيما يخص الفنانين وأغانيهم والحقوق الأصيلة والمجاورة وتحكم أبناء الفنانين فى إرث آبائهم الغنائي زارني الأستاذ الصديق (عزالدين أحمد المصطفى) (كلس) وتبادلنا وجهات النظر بكل حميمية فيما يخص قانون المصنفات الأدبية.

(2)

من المعلوم جداً للكل أن الأستاذ عز الدين هو من المتشددين جداً في أغنيات أبيه عميد الفن (أحمد المصطفى) وكان كلامه مقنعاً نوعاً ما فيما يخص السماح بترديد أغنيات والده لكل من هب ودب وحسب حديثه أن ذلك يضر بتاريخ عميد الفن أكثر مما يصلح وهو يرى  أن (احمد المصطفى) يجب أن يكون هو(أحمد المصطفى) وأن أي إتاحة فرصة لترديد أغنياته سيشوه تاريخه الناصع اتفقت معه تمامًا أن البعض يشوهون الأغنيات لكن البعض يضيف إليها روحاً جديدة..

(3)

كل هذه التداعيات والخواطر جاءت بعد استماعي للأستاذ (عزالدين أحمد المصطفى) في بروفة بدار الخرطوم جنوب صراحة استمعت لأغاني العميد كما لم أسمعها من قبل فهو يستحق بكل جدارة أن يؤدي أغنيات أبيه بكل جدارة وثقة واقتدار..

(4)

يتسم الأستاذ (عزالدين أحمد المصطفى) بصراحة ووضوح جعلت منه شخصية صعبة بفهم الشخص العادي الذي يريد أن يسمع عميد الفن بدون قيود أو قوانين ملكية فكرية  ويرى أن أحمد المصطفى ملك للجميع.. الفنان (عز الدين احمد المصطفى) أكد فى حواري معه أن كل أغنيات العميد (أحمد المصطفى) هي من ألحان العميد وكل ذلك موثق بالورق كتابة وموجودة في أضابير مكتبة العميد إلا أن البعض يختلف معه في ذلك ويقولون إن كثير من أغنيات العميد هي من ألحان الراحل (محمد الشيخ الجاغريو) الذي تربطه صلة القربى والمنطقة بالعميد وذلك ما نفاه (عزالدين احمد المصطفى) وقال إن هولاء يتحايلون ليغنوا أغاني (العميد حمد المصطفى)..

(5)

كلمة حق أقولها في حق (عزالدين أحمد المصطفى) رغم تشدده في منع أغنيات أبيه لكن لم نسمع به يومًا رفع قضية ضد فنان أو مؤسسة إعلامية ويظل الحق حقه بكل تأكيد رغم اختلاف وجهات النظر.

(6)

وما لا يعرفه الكثيرون أن الفنان (عزالدين أحمد المصطفى) له كثير من الأغنيات الخاصة ذات الرصانة اللحنية والشعرية لكن ضاعت وسط أغنيات أبيه وهذا قصور يحسب على (عزالدين أحمد المصطفى) فهو لم يستطع إيصال أعماله الخاصة نسبة لأنه عود المستمع على لونية أبيه التي برع في أدائها ورغم ذلك يعتبر خصما كبيراً جدًا من تجربته الخاصة..

(7)

عطفاً على كل ما سبق، تظل تجربة  عميد الفن (أحمد المصطفى) تجربة رائدة ومدرسة فنية يجب الوقوف عندها بكل جدية وتصلح لتكون دراسة علمية في مجال الفن فهو وضع لنفسه تجربة جديرة بالاحترام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى