إسماعيل حسن يكتب.. فرق تسد..

* كتب الزميل محمد أحمد الحساني في الزميلة عكاظ قبل عقد من الزمان يقول: من العبارات السياسية القديمة، المنتهية الصلاحية.. الثابتة الفشل.. المرتبطة بالخلق الذميم؛ عبارة «فرق تسد» التي كانت وسيلة لبعض الدول الاستعمارية، مثل بريطانيا العظمى وغيرها، للسيطرة على الدول أو الشعوب التي استعمرتها وحكمتها بقوة السلاح.. ولكن بعد افتضاح هذه الوسيلة سياسياً، واختراع وسائل بديلة من قبل الدول الأقوى في العالم، لإحكام سيطرتهم على العالم الأضعف  فإن وسيلة «فرق تسد» الإدارية نمت في العديد من القطاعات الإدارية، على الرغم من أضرارها البالغة بالعمل الإداري والفني والمالي، فقد أصبح يحلو لبعض الذين يتولون إدارة مؤسسات أو جهات حكومية أو أهلية تغذية الخلافات التي قد تنشأ بين زملاء العمل، فالمدير بدل أن يجمعهم ويصلح بينهم أو يوقف كل واحد منهم عند حده بعد أن يبلغه بلغة صارمة أن العمل يجب ألا يتأثر بتلك الخلافات التي يكون بعضها «صبيانياً»، بدل ذلك كله، يلجأ إلى تغذية الخلافات وتقوية طرف ضد آخر فترة من الزمن، ثم الانقلاب على الطرف الذي قواه لمصلحة الطرف الذي أضعفه.

* وهكذا يستمر في القفز بين الحبال كما تفعل صغار القردة والنسانيس، وهو يفعل ذلك سرورا بأن الجميع قد أصبحوا تحت سيطرته طالبين رضاه حتى يكون في صفهم ضد خصومهم، وبذلك يتحول العمل في المؤسسة أو الإدارة إلى حلبة للصراع، جولة لهذا وجولة لذاك، وتضيع مصلحة العمل، وحقوق المراجعين، وينشغل المختلفون بخلافاتهم فلا يعود لديهم وقت للإنجاز والإبداع لأن جل وقتهم يصرفونه في القيل والقال والمؤامرات والدسائس وتربص الدوائر بعضهم ببعض، فلا يبقى للعمل إلا القليل من الوقت، هذا إن بقي وقت للعمل..

* أحسب أن ما ذكره الحساني ينطبق تماماً على الحال عندنا في المريخ، فسوداكال يلعب على حبال الخلافات الشخصية بين مرؤوسيه، ومثل أي «أراجوز» سخيف، يضع أمانة العمل ومصلحته من أجل أن يصبح هو الأقوى الذي بيده جميع أوراق اللعبة، ويصبح جميع المرؤوسين له في حاجة إلى رضاه حتى ينتصر كل منهم على خصمه..

* هكذا تتردى أحوال الإدارة في المريخ لأن الجميع انشغلوا بالخلافات والصراعات عن العمل، ناهيك عن التطوير والإبداع..

* أمس الأول أصدر سوداكال بياناً أرسل فيه الكثير من التهم للجنة الجار لإعمار الدار، وشكك في نزاهة أعضائها، ولم يتبق له إلا أن يقول إنهم حرامية.. ونحسب أنه قصد بذلك، أن يحرض الصفوة ضدهم، كما فعل من قبل مع لجنة سحب الثقة وقضى عليها تماماً بمساعدة أهل المريخ الذين صدقوا مزاعمه، بأنها لجنة مغرضة، مدفوعة الأجر من بعض الجهات..!!!

* ونخشى أن ينجح سوداكال هذه المرة أيضاً، ويفرق بين لجنة الجار والصفوة.. وإلى ذلك ألفت نظر عشاق المريخ المخلصين حتى يقطعوا عليه الطريق.. ولي عودة..

* وكفى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى