مقتل إدريس دبي.. انقلاب داخل “معركة”  

تقرير- عوضية سليمان

فاجعة دولية كبرى، إذ هزت دولة تشاد المجتمع الدولي بالنبأ المفاجئ من المتحدث باسم الجيش التشادي بمقتل الرئيس التشادي إدريس دبي أتنو، خلال مواجهات ومعارك ضد متمردين في مواجهة مسلحة شمالي البلاد.. واعتبرت الكثير من الأوساط الأمر بالفاجعة لجهة أن إدريس دبي كان يقود تشاد بيد من حديد بعد أن وصل إلى السلطة فيها بقوة السلاح بعد أن إطاح بحسين حبري بدعم من فرنسا، وجلس دبي على كرسي الحكم عدة دورات الأمر الذي أدى إلى اتهامه بالاحتيال الانتخابي.. وكان دبي يقود جبهة القتال بنفسه ما دفع المتابعين للتساؤل عن المسببات التي دفعت رئيساً للإمساك بالسلاح ويتصدر جبهة القتال،  ولماذا أخفى الجيش كيفية مقتله؟ .. وهل تم اغتياله من مسافة قريبة لدرجة أن أصيب بالرصاصة مباشرة؟  ولماذا لم يعلن عن إصابته فيما تم الإعلان عن مقتله؟   وهل حاول دبي مواجهة العدو عسكرياً بنفسه؟ فيما أكد خبراء أمنيون لـ(الصيحة) أن مقتل دبي جاء تصفية من المعارضة وأن الأنسب لقتله هو أن يتم داخل المعركة.

تصفية داخلية

ويقول الفريق الدكتور الهادي عبد الله المقرر ومنسق اللجنة العليا لجمع السلاح والظواهر السالبة لـ(الصيحة) إنه من الناحية الأمنية أن السودان سوف يتأثر تأثيرا كبيراً جدًا بالأحداث جراء مقتل دبي بصورة عامة بالذات في الحدود لأن القبائل الحدودية قبائل متداخلة وتحديداً الجنينة ولاية غرب دار فور باعتبار أنها منطقة ملتهبة وأن أحداثها كان لها ارتباط بتأثيرات من داخل تشاد، وأن الأحداث التي حصلت في تشاد سوف تهز أمن دارفور تحديداً وأن الحاصل في تشاد لن تنتهي أحداثه الآن وسوف يستمر لأن هنالك تصفيات داخلية، وأضاف: قد يكون هنالك نزاع بين أبناء دبي في تولي السلطة، ولكن المعارضة ترفضهم. مشيراً إلى أن المعارضة قصدها تغيير كامل السلطة. وأكد الفريق الهادي أن الأحداث هناك في  تشاد خلفت لاجئين كثراً ويهدفون الآن الوصول إلى حدود السودان، مؤكداً أن هدف السودان الأساسي هو كيفية جمع السلاح من تلكم الأوساط التي ينتشر خلالها لأسباب الحرب والصراعات هناك، مشيرًا إلى أن الظرف مواتٍ لمن يريدون نشر السلاح في المنطقة من خلال تدفقه بكميات وأنواع متعددة جراء هذه الأحداث، وزاد: إنه فرصة لإدخال السلاح للسودان  وأن أمن واستقرار السودان يكمن في جمع السلاح وتحديداً بولاية غرب دارفور .

الحدود الليبية:

ويواصل الفريق الهادي حديثه بأن الحدود التشادية ــ الليبية هي مركز لدخول العربات غير المقننة وتهريبها وأن أحداث تشاد سوف تكون سبباً لتدفق العربات داخل تشاد لأنه بعد المعركة سوف تنشط حركة البيع والشراء والتخلص من السيارات المتهالكة والمسروقة ومنها ما يتم إدخاله للسودان.

كيف قتل دبي:

ويقول الهادي إن مقتل دبي جاء تصفية من قبل المعارضة لأنه كان يقود صفوف القتال ولأنه كان مسيطرا على السلطة في تشاد وكانت ترى بأن أسلوبه في السلطة فردي (ديكتاتوري) لذلك تمت تصفيته داخل معارك القتال، لأنه ليس ديمقراطيا وإنما كان نظامه عبارة عن حكم الفرد، ومقتل دبي بالنسبة للمعارضة يعتبر انهيار دولة دبي. واستبعد الهادي أيادي فرنسا في تصفيته باعتبار أنها الجهة الداعمة له ومن مصلحة فرنسا أن يكون دبي موجودا لأنه يحقق مصالحهم، مذكراً  بأن الرئيس القادم سوف يجد احتواء من فرنسا بعد أن فقدت دبي. وكشف عن أن هنالك تسجيلات لدبي توضح عدم رغبته الاستمرار في السلطة ولكن فرنسا أصرت على وجوده في الحكم.

تأثيره على الزغاوة:

ويواصل الهادي أن مقتل دبي سوف يؤثر كثيراً على قبيلة الزغاوة وتحديدًا الحركات المسلحة في السودان أبناء عمومته، وسوف يؤثر ذلك على جيش الحركات الموقعة أيضاً، لأن دبي كان يدعمهم دعما كبيراً جداً وكان الساعد الأيمن لهم باعتبار أنه كدولة لها سلطة. وقال: الآن الزغاوة في حالة صمت وينتظرون نهاية المعركة ومن  ينتصر، وهل من يرأس الحكومة المعارضة أم تشكيل حكومة انتقالية، بالرغم من أن المعارضة شكلت المجلس الآن ولكنهم ينتظرون حسم المعارك الجارية الآن.. وحول التسجيلات الصوتية التي وردت وتحمل أسماء شخصيات معينة  يقول الهادي إن المقصود منها الفتنة الداخلية واستبعد أن يتم  الأمر بهذه السذاجة،  وقال إن الغرض من التسجيل الصوتي هو الإيهام بأن مجموعة بعينها  وراء اغتيال دبي وأن مقتله سيكون له تأثير كبير على دارفور.

صراعات أبناء دبي:

بعد مقتل الرئيس التشادي إدريس دبي قرر الجيش عدة قرارات أبرزها خلافة  نجله محمد كاكا دبي، لتولي قيادة السلطة لفترة انتقالية. ويعد محمد جنرالاً في الجيش التشادي وهو ابن السيدة الأولى للرئيس ادريس دبي هندة محمد إبراهيم وهي ابنة السكرتير الثاني للسفارة التشادية في أمريكا.

رئيس في جبهه القتال

عدة أسباب دعت الرئيس التشادي إدريس دبي لقيادة المعارك ضد المتمردين في شمالي البلاد، وأن يكون في الواجهة في جبهة القتال والسبب حسب مراقبين يعود لحملة دبي الانتخابية الأخيرة إذ كانت هي الدافع الأساسي بأن يقود دبي القتال باعتبار أنه تحفيز ورفع معنويات للجنود بعد فوزه في الانتخابات في عدة دورات.  وكان دبي مخططاً أن يلقي خطاب النصر عقب فوزه بالانتخابات إلا أنه فضل أن يكون في الخطوط الامامية لجبهة القتال، وهذا  وبحسب الناطق الرسمي لحملة دبي الانتخابية محمد زين إلا أن هنالك عدة روايات أخرى أدت إلى أن يتصدى دبي للقتال. وحسب مصدر أن هنالك فرقاً عسكرية كانت قد وصلت من ليبيا بعد انتهاء قتالها إلى جانب الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر فلما دخلت الى تشاد حاول الرئيس أن يحسم الأمر عسكرياً لكن في صفوف الرئيس كان هنالك نوع من الخيانة لأن حملته الانتخابية أعلنت توجهه إلى ساحة القتال كي ينضم إلى قوات تحارب الإرهابيين وأن دبي كان يقود المواجهات العسكرية ضد المتمردين فكيف تقول حملته الانتخاببة إنه توجه إلى جبهة القتال وكان من المقرر أن يخاطب دبي الشعب التشادي مساء الإثنين في ساحة الأمة إلا أنه لم يحضر على الرغم من الترتيبات التي تمت للقاء.

رواية أخرى:

تعددت الروايات والتفاصيل في مقتل الرئيس إدريس دبي وبحسب زعيم المتمردين في تشاد محمد مهدي أنه شاهد طائرة مروحية تهبط وسط المعركة وقامت بإجلاء قائد الحرب التشادي ثم توجهت بعد ذلك إلى انجمينا على بعد ٤٠٠ كيلو متر لإسعاف رئيس الدولة الذي لفظ أنفاسه الأخيرة بالمستشفى.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى