Site icon صحيفة الصيحة

محمد زين دردمو مستشار أركسون العالمية لـ”الحوش” الوسيع: لا أعرف الجرسة ولمة رمضان في السودان ما في زيها

محمد زين أحمد عامر دردمو.. سوداني في ألمانيا برز في مجال الهندسة والتكنولوجيا في جمهورية ألمانيا الاتحادية حتى أصبح يتبوأ مركزاً مرموقاً في شركة “أركسون” العالمية” حيث يحتل فيها منصب المستشار في نظم التكنولوجيا..(الصيحة) استنطقت الرجل الذي أصبح يشكل فخراً لكل السودانيين في تلك الأقاصي البعيدة.. وبعيداً عن هموم العمل والتكنولوجيا أرجعناه لبعض الحكايات الساكنة في صدره وعدنا به لتواريخ وأيام جميلة في حياته المليئة بالذكريات والحل والترحال.

حوار: سراج الدين مصطفى

ـ دعنا أولاً نقرأ في بطاقتكم الشخصية؟

محمد زين أحمد عامر.. مستشار نظم تكنلوجيا الاتصالات لدى شركة اركسون العالمية.. الإقامة في مدينة فرانكفورت – ألمانيا.. متزوج ولي بنتان.

ـ أول سنة بدأت فيها الصيام.. متى كانت؟

على ما أذكر كان ذلك في العام١٩٧٥.. لقد حملنا تكليف هذا الشهر مبكراً.. وذلك بفضل التربية الدينية الجيدة من الوالد والوالدة في النيل الأبيض.

ركن من أركان الإسلام فرض على كل مسلم استوفى لشروطه.. ولكن أنا قضيت جزءا عزيزاً من عمري خارج السودان وإلى الآن لذلك أستثمره لأعيد لنفسي الصفاء الروحي وأبث فيها نار التقوى في صقيع أوروبا البارد.

ليس هناك شيء يُذكر لظروف اُوروبا.. فمظاهر الاستقبال تختلف نسبة لاختلاف الأجواء الروحية والمكانية، ولكن يظل حضور شهر رمضان بالنسبة لي هو حضور الروح وتذكار بعض التفاصيل الحميمة التي غابت.

في أوروبا الأشياء المحرجة كثيرة وكذلك الطريفة واللطيفة، ولكن أذكر حينما ذهبت لألمانيا لأول مرة كدت أن أموت وأنا في المطار نسبة للجليد الرهيب ودرجة الحرارة التي كانت تحت الصفر، حيث تجمدت أطرافي ولو لم يسعفوني لكنت في خبر كان.. بالمناسبة أنا كنت أرتدي قميص كاروهات عادي.. لقد كان موقفاً صعباً.

كل يوم يمر علي في شهر رمضان يمثل حالة من الحزن والأوجاع.. أنا في غربة يا سراج والغربة مؤلمة مؤلمة لو تعرف.

أنا مثل كل السودانيين أحب العصيدة بالتقلية ولا أبدلها مهما كانت الظروف.. ورغم أنني في ألمانيا ولكن نحرص عليها ونحرص على أهلنا في السودان بضرورة إرسال “الويكة والشرموط”.

الكلام الكتير..أنا أتجنب الدخول في شيء يقودني للجدل والنقاشات لأن هذا الشهر شهر صيام، والصيام لا يعني بالضرورة الجوع والعطش.

صلاة التراويح في المسجد.

أحبذ الفطور في المنزل لضيق الوقت بين الإفطار والامساك.. والجلوس مع ناس البيت.

الانترنت ليس مشكلة في حد ذاته، وهو أصبح ضرورة عصرية وعملية.. وذلك غير مربوط بهذا الشهر أو غيره.. ويا سيدي لو ما خشينا النت ما بنقدر نشتغل من أصلو.. عرفت كيف!!

ـ ذكرى جميلة مرت عليك خلال شهر رمضان؟

لقد صُمتُ كثيرًا وأنا متجول حول العالم.. في كثير من الأحيان لم أجد الأكل المناسب ولكن الأجر عظيم إن شاء الله.

لم تكن لدي خيارات في الغربة.. أفرح بمن ألتقي به من السودانيين.. وأفرح حينما ألتقي بكل من يتكلم اللغة العربية وأفرح حينما أشاهد شخصاً يصلي.. وأفرح حينما أسمع صوت الأذان في أوروبا.

يا زول أنا كوستاوي.. أنا من أهل القاسية.. حصل صمت ٣١ يوماً ١٧ ساعة عدد ساعات الصيام في ألمانيا هذا العام!!

ليس هناك وقت بين الإفطار والإمساك وساعات النوم لا تتجاوز ٥ ساعات للشخص العامل.

أحتفظ بإجازتي لوقت آخر حتى أذهب للسودان.

لماذا تريد أن تعيد لي المواجع يا سراج.. في أوروبا ما في لمة فطور أو يحزنون.. أنا فقط أتذكر تلك اللمة حينما كنا في بدايات العمر والحياة بمدينة كوستي.. لقد كانت لمة جميلة ذكرتني بالحاج سعيد الحسن وأحمد الحاج وكل ناس حي أزهري ومربع 29..

هي ملمح سوداني خاص لا يوجد في أي من بقاع الدنيا التي زرتها.. تلك اللمة واحدة من خصائص الشعب السوداني أتمنى أن لا تتوقف وتندرج هي الأخرى في قائمة العولمة.. أرجوكم حافظوا عليها فهي آخر ما تبقى من جمال هذا الشهر.

ـ كيف يبدو السودان ما بعد التغيير والثورة؟

الكل يتحسس موضع قدمه في السودان الجديد. السودان في حالة رجرجة ولكنه يسير في الاتجاه الصحيح والوضع يحتاج لمزيد من الصبر لأن الدمار كان كبيراً خلال عهد الإنقاذ المباد.

ـ هل هناك أمل أو بصيص أمل في عودتنا كوطن قائد ورائد؟

نعم السودان قادم وبقوة بفكر وسواعد الشباب. علينا أن نمكنهم وسوف ترى العجب العجاب قريباً إن شاء الله.. وأعتقد بأننا يجب أن نراهن على الشباب فهم وقود الفترة المقبلة.

ـ هل تحرص على التواصل مع الأهل والأقارب؟

بالطبع خصوصاً في نهاية الأسبوع.

كلمة توجهها لعباد الرحمن في هذا الشهر الكريم؟

كل عام والأمة الإسلامية بخير.

Exit mobile version