في إفادات لا تنقصها الصراحة والعلمية والوضوح: الباشمهندس محمد عمر الفاروق: شراء مؤسسة آل حاكم صفقة رابحة لمجموعة تاسيتي نيوز!!

نتحسب لتغيرات المشهد الإعلامي وما يحدث حولنا من تطور برامجي متسارع!!

ثمة أسئلة كثيفة وكبيرة تدور حول الإعلام السوداني بالذات فيما يتصل بالقنوات الفضائية وضرورة مواكبتها للطفرة العالمية والخروج من النطاق المحلي لرحاب العالمية، وذلك بالطبع يتطلب ذهنية قادرة على التفكير خارج الصندوق.. ولمناقشة تلك القضايا الهامة.

(بعض الرحيق) حاورت الباشمهندس محمد عمر الفاروق مالك ومؤسس مجموعة تاسيتي نيوز التي تضم مجموعة من القنوات كأنغام والملاعب جلسنا معه وخرجنا بالعديد من الإفادات الهامة حول تخطيطه لمجموعته وحول صفقة شراء مؤسسة آل حاكم والعديد من المواضيع الهامة.

حوار: سراج الدين مصطفى

ـ كيف كان التخطيط البرامجي لمجموعة تاسيتي نيوز لشهر رمضان؟

في حقيقة الأمر، نحن بدأنا التخطيط لشهر رمضان منذ فترة طويلة جداً.. تخطيط يقوم على التخصص لأننا نعمل على تأسيس فكري لقنوات متخصصة في الرياضة وفي الثقافة والموسيقى والدراما، وفي كل مجالات الحياة.. وذلك يعني بالضرورة التخطيط لمجموعة قنوات بمفاهيم عالمية مواكبة حتى نخرج من النطاق المحلي لبراحات وفضاءات جديدة غير معهودة تقوم على مبدأ التخصص والاحترافية الكاملة في كل القنوات التي نديرها.

ـ وكيف يمكن أن تتحقق الاحترافية في ظل الظروف الراهنة وتعقيداتها؟

للخروج من الإطار المحلي ومخاطبة الآخر لا بد من التخصصية في كل شيء.. ونحن في مجموعة تاسيتي نؤسس لمفاهيم مواكبة لقنوات في الدراما والرياضة والثقافة والسياحة والموسيقى وحتى (الطبخ) لا نغفل أهميته، وذلك كتأسيس لمحتوى إعلامي جديد وذلك كترتيب للطفرة الرقمية والثورة الإعلامية التي تقتضي المواكبة المستمرة في الأفكار حتى لا نخرج من التكوين العالمي الجديد للإعلام الرقمي وتخطيطنا قام على ذلك المنهج.

ـ كيف يمكن لقناة أنغام أن تطرح نفسها بطريقة مغايرة وجديدة هذا العام؟

أقولها بصراحة إن قناة أنغام من حيث التفكير الغنائي في هذا الشهر فهي تحتجب في هذا الشهر عن تقديم البرامج الغنائية لأنها طوال العام تنتج تلك النوعية من البرامج.. وقناة أنغام وبقية القنوات في مجموعتنا تتجه لمنظمة فكرية برامجية جديدة تتجه بكلياتها نحو الانحياز للشباب بأفكار مختلفة وجديدة في محتواها البرامجي.

ـ برأيك كمتخصص لماذا أصبحت البرامج الغنائية مسيطرة على المزاج السوداني؟

سيطرة البرامج الغنائية على القنوات هي ليست وليدة اليوم وإنما قبل عشرات السنوات، وهي حالة نسخ برامجية في كل القنوات لأن طبيعة الشعب السوداني ومزاجه العام يميل للغناء خصوصاً في شهر رمضان.. لأن معظم القنوات تلجأ لفكرة التنوع البرامجي ولكنها في هذا الشهر تكثف من الإنتاج الغنائي رغم أن الصراع الإنتاجي في العالم من حولنا يتجه للإنتاج الدرامي بالذات في هذا الشهر من خلال محتوى درامي يناقش قضايا الحياة بعكس البرامج الغنائية التي تفتقر للمحتوى الذي يواكب مطلوبات الحياة وتسارع قضايا العصر وتجددها يومياً.

ـ وكيف يمكن أن نصنف تلك الوضعية البرامجية الغنائية وكثافتها في هذا الشهر؟

يمكن تصنيفها بأنها نوع من الإنتاج البرامجي للاستهلاك المحلي فقط دون الخروج لجغرافيا جديدة، وذلك بعكس الإنتاج الدرامي الذي يبحث في فضاءات جديدة وكمثال لذلك فيلم (ستموت في العشرين) فهو إنتاج درامي سوداني ولكنه حالياً مرشح لجوائز عالمية كما حاز من قبل على جوائز أخرى.. وذلك فتح فكري عالمي يجب البناء عليه.. ودعنا نقول صراحة إن الميول لإنتاج برامج غنائية هو نقطة ضعف القنوات السودانية وهو نوع من التفكير الاستهلاكي.

ـ برأيك لماذا لا تجري القنوات استطلاعات بين مشاهديها لتحقيق رغباتهم في البرامج التي يرغبون في مشاهدتها؟

دعني يا صديقي أتحدث في ما يليني.. ففي مجموعة تاسيتي نيوز نعمل وفق إحصاءات دقيقة ونتحسب لتغيرات المشهد الإعلامي وما يحدث حولنا من تطور برامجي متسارع، لأن كل المحتوى البرامجي في السودان لا يستطيع المنافسة خلال السنوات الخمس القادمة لغياب الإستراتيجيات والرؤى البعيدة.. ونحن في مجموعتنا الإعلامية نحاول أن نخاطب مئتي مليون مشاهد.. وهذا العدد الضخم أعني به الشعب السوداني ودولة مثل جنوب السودان وتشاد ويوغندا تتأثر بالثقافة السودانية في كافة مجالاتها وتنوعاتها.

ـ كيف يمكن تجاوز التخطيط البرامجي لشهر واحد ليكون تخطيطاً لعام كامل؟

نحن في مجموعتنا نعمل وفق تخطيط للمحتوى البرامجي ولا نحصر أنفسنا في المساحات الضيقة التي تخلو من المحتوى الجاذب الذي يستصحب التغيرات الرقمية الجديدة في الإعلام العالمي الجديد.. ونحن كمنظومة قنوات إعلامية لا نلجأ للصرف على إنتاج إعلامي غير مرشد وغير خلاق أو مواكب.. والتخطيط البرامجي مهم لخلق المحتوى الإعلامي ولدينا ترتيبات في قناة أنغام لإنتاج برامج لعام كامل وليس شهرا واحداً.

ـ ما ينتج حالياً من دراما هو محاولات للإضحاك فقط؟

إنتاج برامج أو دراما تبحث عن الإضحاك في ظل الوضع الراهن للسودان هو تفكير أعتقد بأنه جيد ولكن يجب عليهم وعلينا الاتجاه للإنتاج الدرامي المؤسس حتى يكون مرجعية ولكن ما ينتج حالياً هو المستطاع وفق القدرات المالية المتاحة.

ـ قناة الملاعب لماذا تقف عند حدود نقل المباريات فقط وتخلو من أي برمجة أخرى بعد ذلك؟

يا صديقي أرجوك لا تظلم قناة الملاعب.. فهي قناة تنتج البرامج الرياضية المتخصصة وهي قناة تم تخصيصها لخدمة النشاط الرياضي ولها خارطة برامجية في هذا الشهر وهي قناة تقوم بالنقل المباشر لبطولة الممتاز ودوري الطائرة.. وهي نموذج للقناة المتخصصة فقط في الرياضة وخلقت لخدمة النشاط الرياضي.. ولا أذيع سراً إذا قلت بأنها قريباً ستتحول لشركة مساهمة عامة للإنتاج الرياضي وذلك سيفتح باباً كبيراً للتطور الرياضي.

ـ حدثنا قليلاً عن صفقة شراء مؤسسة آل حاكم؟

شراء مؤسسة آل حاكم هو بالطبع يشكل إضافة مقدرة لمجموعتنا الحالية للانتقال للمجتمع العربي الكبير واخترنا مدينة دبي كواجهة للمجموعة لأنها مدينة توجد بها كل ثقافات العالم وهذه ميزة كبرى سوف تسهل علينا الكثير من حيث الإنتاج التلفزيوني ومن خلالها يمكننا أن نقدم الحفلات السودانية بطريقة مختلفة وجديدة ومبتكرة وكذلك الإنتاج المشترك مع العديد من المؤسسات الإعلامية وهي سانحة للتوجه للتدريب لأنه مهم بالضرورة.

ـ هل تعتقد بأنها صفقة رابحة وفيها إضافة نوعية؟

بالطبع.. شراء مؤسسة آل حاكم صفقة رابحة لأنها مؤسسة لها أرضية راسخة في الوسط الإعلامي والثقافي والفني.. ولديها سمعة ممتازة في الامارات والدول العربية، وأعتقد أن مجموعة تاسيتي هي الجهة الرابحة من هذه الصفقة، وهي بمثابة فتح كبير، وأنا الآن موجود في الامارات للترتيب لافتتاح كبير للمؤسسة بشكلها الجديد بعد عيد الفطر من خلال حفل كبير جداً لتدشين نشاط المؤسسة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى