عبد الله مسار يكتب.. المعرفة قوة

حكى موظفٌ إنه وزميلٌ له يعملان في مؤسسة خدمية بإحدى الدول، وكان زميله يستعمل عطراً فوّاحاً، فسأل زميله صاحب العطر عن اسم ذاك العطر ولكن لم يجبه.

وفِي ذات مرة، طلب صاحب العطر الفوّاح خدمة من زميله لأنها فوق صلاحياته، فقال لصاحب العطر لو أعطيتني اسم العطر أخبرتك بما يريد.

وعندها أخبره باسم العطر.

عليه، الموظف الذي طلب اسم العطر يملك ثمن العطر، ولكن لا يعرف اسمه لأنه لا يملك المعلومة ولذلك لم يشتريه، وصاحب العطر يملك المعلومة ولذلك تصرّف من موقف قوة.

لما احتاج الموظف مالك العطر إلى معلومة لا يملكها صار في موقف ضعف، وزميله الآخر صار في موقف قوة.

عليه، هذا يفسر أن المعرفة قوة، ولذلك المعرفة تأثيرها أقوى من المال.

عليه، الدول التي (تعرف) تتفوق على الدول التي لا (تعرف) مهما كانت ثروتها.. حين (تعرف) تقلب الموقف لصالحك وتحدد السعر للسلعة بما تريد.. وحين لا (تعرف) تستغفل وتخدع ويؤخذ مالك ثمناً لجهلك.

لاحظ الفرق بين العرب والنمور الآسيوية كمثال.. حيث إن الدول العربية تستورد المعرفة ولا تستوعبها ولا تنتجها في حين أن الدول الآسيوية تستوعبها وتنتجها.

عليه، عندما نحتاج إلى جهاز ما نعمد على استيراده ولكن حين تحتاج كوريا أو تايلاند أو تايوان لنفس الجهاز يسعون لفهمه وإنتاج مثله أو أحسن منه.

انظر أن دولاً مثل اليابان وكوريا وتايوان تعاني من شح الموارد الطبيعية، إلا أنها امتلكت ثروة معرفية ضخمة حوّلت التراب إلى تبر والخردة إلى أجهزة إلكترونية.

الأمم التي (تعرف) تبيع وتصدر معرفتها لغيرها بثمن مرتفع  جداً وتتراكم عندها الثروات عاماً بعد عام.

والأمم التي لا (تعرف) تستنزف ثروتها عاماً بعد عام.. بمعنى الذي (يعرف) يقبض ويكسب.. والذي لا (يعرف) يفقد ويخسر.

ولذلك قيل (العلم بلا عمل كشجرة بلا ثمر).

وقال تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ).

عليه، أيها السادة، أعظم الاستثمار هو استثمارك في تنمية ذاتك وقدراتك، علمية ومعرفية وعملية.

تحياتي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى