رحل جسداً ولكنه سيظل حاضراً كقيمة حياتية..  محجوب شريف.. شاعر الشعب !!

الخرطوم: الحوش الوسيع

(1)

تمر علينا هذه الأيام الذكرى السابعة لرحيل شاعر الشعب محجوب شريف.. رحل محجوب جسداً ولكنه سيظل حاضراً كقيمة حياتية وكرمز سوداني أصيل له وقع خاص عند الشعب السوداني، وتلك القيمة الرفيعة والمكانة العالية اكتسبها لأنه يستحقها.. فهو شاعر ناضل كل الأنظمة الغاشمة من خلال سلاحه الخاص وهو مفردته الشعرية التي قاوم بها ودخل بها في غياهب الزنازين والمعتقلات.. ويظل محجوب شريف شاعراً مختلفاً في كل تفاصيله لا يشبه أحداً ولا يشبهه أحد.. متفرد ومتجاوز للأفكار العادية في كتابة الشعر.. ويشعره يمتاز بالموهبة الفطرية العالية والموسيقى الدافقة في ثنايا أشعاره.

(2)

محجوب شريف من  مواليد 1948 بقرية أب قدوم ريفي المسلمية وتوفي في 2 أبريل 2014 في أم درمان بمرض التليف الرئوي الذي بدأ معه في 2004. اشتهر محجوب شريف بالتعبير عن كفاح الشعب ونضاله من أجل الديمقراطية والحرية والعيش الكريم عبر أسلوبه الخاص والمميز في نظم القصيدة بالعامية في السودان، الأمر الذي أدى لاعتقاله مرات عدّة في عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري وكذلك حكم الإنقاذ في 1989 نتيجة مواقفه المناهضة السياسة الدكتاتورية للحكومتين.

(3)

ومن أشهر قصائده: “يا والدة يا مريم، السنبلاية، الحرامي، الغويشايه، مساجينك، صباح الخير مساء النور، أوعك تخاف”. وتغنى له العديد من الفنانين والفرق الموسيقية داخل وخارج السودان. وبرز محجوب شريف كشاعر إنساني وضع بصمته في خارطة الشعر بعد أن أثرى الساحة الثقافية في بلاده بالأغنية والقصيدة الوطنية، إذ يشير نقاد ومتابعون إلى أن قصائده التي تغنى بها الفنانان السودانيان، أسهمت في تشكيل خارطة الغناء الوطني في السودان. وشيّع السودانيون في يوم 2 أبريل 2014 الشاعر محجوب شريف بعد أن صنع لنفسه اسماً كبيراً وقامة سامية، عاش ومات من أجل هذا الشعب.

(4)

تغنت له العديد من الفرق الموسيقية مثل عقد الجلاد وفرقة أورباب من جنوب السودان، أيضًا تغنى المطرب المصري الشهير محمد منير بأغنيته ذائعة الصيت “الشعب حبيبي وشرياني أداني بطاقة شخصية”. وبرز محجوب شريف كشاعر إنساني وضع بصمته في خارطة الشعر بعد أن أثرى الساحة الثقافية في بلاده بالأغنية والقصيدة الوطنية، إذ يشير نقاد ومتابعون إلى أن قصائده أسهمت في تشكيل خارطة الغناء الوطني في السودان؛ بدايات مشواره الفني كانت في المدرسة الوسطى وتغني له الأستاذ ميرغني سكر (العمر مشوار قصير أنت ليه خايف تسيره) وأماني مراد أغنية (الطلاق).

(5)

في مراحل لاحقة تغنى له الاستاذ محمد ميرغني وأيضاً تغنى بالكثير من أشعاره الأستاذ محمد وردي، وشكلا ثنائية تعاون. أيضاً غني له الأستاذ أبو عركي البخيت، الأستاذ عبد اللطيف عبد الغني، والأستاذ محمد الأمين، والأستاذة آمال النور والأستاذة نانسي عجاج والأستاذة شروق أبو الناس؛ وقد لحّن وغنى له الأستاذ مصطفى سيد أحمد أغنية (عشرة مقاطع للحياة) وقصيدة (مريم ومي).

(6)

عُرف الشاعر الراحل محجوب بانحيازه الكبير لقضايا المرأة وظهر ذلك من خلال العديد من قصائده، ولعل أشهرها قصيدة (ست البيت) التي تغنت بها عقد الجلاد.. وذلك الانحياز الكبير للمرأة تمظهر من خلال آخر قصائده بينما كان يصارع محجوب شريف الموت من  على فراش المرض بمستشفى تقي بالشهداء أمدرمان، وفي آخر أيامه بالدنيا كتب آخر قصائده  لرفيقة دربه وشريكة حياته (أميرة الجزلي) قبل يومين من وفاته حيث قال:

ﺻﻔِّــﻘﻮﺍ ﻭﻏــﻨُّﻮﺍ.. ﺩﻗﻮﺍ ﺍﻟﺘﺮﻣﺒﻴﺘﺔ

ﺣﺒَّـﺘﻨﻲ ﺣﺒَّــﻴﺘﺎ.. ﺭﺑّــﺘﻨﻲ ﺭﺑّـــﻴﺘﺎ

ﻣﺎ ﺑﻄﻴﻖ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺑَــﺮَّﻩ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﺎ

ﺇﻻ‌ ﻓﻲ ﻣﻨﻔﺎﻱ ﺻﻮﺭﺓ ﺧـﺘــﻴﺘﺎ

ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞ.. ﻳﻨﻘﻄِـﻊ ﺧﻴﺘﺎ

ﺣﻠــﻴـﺒﻬﺎ.. ﺷﺎﻳﻴﻬﺎ.. ﻛﺴِــﺮﺗﺎ ﻭﺯﻳﺘﺎ

ﺑﻴــﻨـَّﺎ ﻧِﺪِّﻳﺔ ﻫﻤَّــﻨﺎ ﺍﻟﺴُﺘﺮﺓ

ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻔﺰﺗﻨﻲ.. ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻔﺰﻳﺘﺎ

ﻛﻢ ﺗﺸﺎﺟﺮﻧﺎ ﻣﻴﻦ ﺳﻤﻊ ﺻﻮﺗﺎ؟

ﻭﻻ‌ ﻏَﻠَﻂ ﻣَـــﺮّﻩ .. ﺇﻳﺪﻱ ﻣﺪﻳﺘﺎ

ﺯﻋﻠﺖَ ﺭﺿَّــﺘﻨﻲ.. ﺑﺮﺿﻮ ﺭﺿّـــﻴﺘﺎ

ﻧُـﻤﺖَ ﻏـﺘـﺘﻨﻲ.. ﻗﻤﺖَ ﻏَــﺘــﻴﺘﺎ

ﻛﺒﺮﻧﺎ ﺗﺗاتيني.. ﻳﺎ ﻣﺎ ﺗﺎﺗﻴﺘﺎ

ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﻛِــﺒﺮَﻥْ

ﺃﺻﺒﺤﻦ ﻧِــﺴﻮﺓ ﺟﺎﺑﻦ ﺍﻟﻜِـــﺴﻮﺓ

ﻧﻮَّﺭﻥ ﺑﻴﺘﻨﺎ

ﺍﻟﺪﻫﺐ ﺯﻳﻨﺎ ﺑﻴﻨﺎ ﻣﺎ ﺑﺴﻮﻯ

ﺳﻤﻌﻪ ﺑﺲ ﺳﻤﻌﺔ .. ﻓﻲ ﺿﺤﻰ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ

ﻭﺭَّﻗَــﻦ ﺧُﺪﺭﺓ .. ﻓـَﺮَّﻥ ﺍﻟﻜِـــﺴﺮﺓ

ﻓَــﺮَّﺣَـﻦ ﺿﻴﻔﻨﺎ

ﺷﺎﻫﻲ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻻ‌ ﺻﻴﻨﻴﺔ .. ﺗﻔﺘﺢ ﺍﻟﻨﻴﺔ

ﻫﻲ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻭﻻ‌ ﺗﺪﺑﻴﺮﺍ .. ﻭﺳَّــﻊ ﺍﻟﻘـﺪﺭﺓ ؟

ﺩﻧﻴﺎ .. ﻳﺎ ﺩﻧﻴﺎ .. ﺃﻟﻒ ﺷﻜﺮﺍً ﻟﻴﻚ

ﻫﻲ ﻻ‌ﻗﺘﻨﻲ .. ﻭﺇﻧﻲ ﻻ‌ﻗﻴﺘﺎ

ﺣﺒﺘﻨﻲ .. ﺣﺒﻴﺘﺎ .. ﺭﺑﺘﻨﻲ .. ﺭﺑﻴﺘﺎ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى