محمد البحاري يكتب : شعارات الثورة.. المناظر هي ذاتها!!

 

عندما جاءت ثورة الإنقاذ الوطنى استفزت مشاعر الناس بكثير من الشعارات الوطنية والدينية البراقة التي تتحسس فى دواخلك قيم الدين والوطنية من شاكلة (لا لدنيا قد عملنا) (هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه)

(أمريكا وروسيا قد دنا عذابها)

(فلنأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع)..

مما جعل الكثير من الشباب ينضمون لمعسكرات (الدفاع الشعبي)، خلف هذه الشعارات التى خاطبت حماس الشباب ولامست فيهم شغاف الوطنية وللحقيقة والتاريخ أن الإنقاذ بدأت بكثير من الصدق والعنفوان والقوة ولها إنجازاتها الواضحة على كثير من المستويات..

كما لها كثير من الإخفاقات والفشل الواضح على كثير من المستويات..

بدأ سقوط الإنقاذ من مذكرة العشرة مروراً بالمفاصلة الشهيرة التى قصمت ظهر (الحركة الإسلامية) و(الإنقاذ) وكان السقوط الأكبر بفصل الجنوب الذي حول (أعراس الشهداء) إلى مآتم قبرت فيها أحلام المشروع الحضاري..

سقطت الإنقاذ عندما تلاسن الشيخ وتلامذته على الملأ، سقطت الإنقاذ عندما قال دكتور (علي الحاج) خلوها مستورة..

أما (ثورة ديسمبر) المصنوعة على ذمة الصحفي (عبد الماجد عبد الحميد) فأتت بشعارات ساهمت بشكل كبير في تضاؤل المد الشعبي تجاه هذه الثورة من شاكلة (كنداكة جا بوليس جرى) (معليش ما عندنا جيش)، في اعتقادي فشلت في هذه الشعارات تجاه أكبر وأنبل المؤسسات (القوات المسلحة) و(الشرطة) فهذه مؤسسات لها تاريخها وحاضرها..

مما ساهم بشكل كبير في ترك فجوة كبيرة جداً بين الثوار وهذه المؤسسات التي كان من الأولى السعي لكسب ودها وقربها..

فشلت شعاراتها حتى في مخاطبة المجتمع السوداني بشعارات لم تحترم طبيعة المجتمع السوداني، بشعارات الحرية بالذات فيما يخص جانب المرأة بقيادة المدعوة (وئام شوقي) تدعو لمناهضة التسلط الأبوي كما تدعي..

فالشعب السوداني خرج ضد الحكومة لكنه لم ولن يخرج ضد دين الله، فالشعب السوداني متدين بطبيعة حاله يرفض كل اشكال الحرية المبتذلة ولن يسمح المجتمع بذلك مهما تشدق بها أصحاب الأجندة الخفية ودونكم ما واجهه أصحاب (الجنبات) في (حي العمارات).

أعتقد أن هذه الثورة مثلما نجحت في كسب الشعب السوداني ووقوفه خلفها فشلت في الجانب الآخر من الشعارات التي رفعتها..

ما زالت الفرصة سانحة أمام هذه الحكومة لتعمل للشعب ومن أجل الشعب ومراجعة كل شعاراتها تجاه الحرية التي يرفضها المجتمع السوداني والفطرة السليمة..

تحتاج الحكومة أن تراجع أيضاً قيمة الحرية بينها وشريحة (الفنانين) و(الموسيقيين) الذين ما زالوا يعانون لعام كامل مع القوانين المتعلقة بجائحة (كرونا) فقد وصل بهم الحال الدرك الأسفل من المعاناة..

فالولاية محتاجة لمراجعة قوانينها تجاه الفنانين الذين لعبوا أدواراً كبيرة في ثورة ديسمبر..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى