Site icon صحيفة الصيحة

زيارة رئيس الثورية لدارفور.. رحلة تمليك السلام!

الخرطوم: فاطمة علي

بعد توقيع اتفاق سلام جوبا، ووصول قادة الكفاح المسلح للخرطوم، غادر رئيس الجبهة الثورية الهادي إدريس إلى دارفور في رحلة استمرت 53 يوماً، طاف خلالها عدداً من الولايات، وبدأت الزيارة بولاية النيل الأبيض وولاية شمال كردفان، وولايات دارفور الخمس، وزار محليات وفرقان وقرى دارفور ومعسكرات النازحين، وذلك بحسب قوله في كل منطقة يزورها بسبب تمليك وثيقة السلام الذي تم توقيعه في عاصمة جنوب السودان لأهل المصلحة الحقيقية في دارفور والمناطق التي تأثرت بالحرب في السنوات السابقة. وكان الهادي خلال زيارته لأي ولاية يسلم نسخة من الاتفاق لتمليكه ما دار بمفاوضات جوبا والقضايا التي خاطبها.

وظل رئيس الجبهة الثورية يبشر المواطنين بالسلام، مؤكدًا أن السلام قد أصبح واقعاً وعلى المواطنين المساهمة في إنفاذه وإنزاله لأرض الواقع بانخراطهم في تنمية مناطقهم والعودة إليها بعد أن هجروها لفترات طويلة لتعود الطمأنينة والاستقرار للإقليم ككل ويعم السلام البلاد.

تبشير بالسلام

وأوضح عضو مجلس السيادة رئيس الجبهة الثورية الهادي إدريس خلال مؤتمر صحفي بمنبر سونا أمس بعد عودته من الزيارة، أن هدفهم من الجولة الطويلة للولايات كان يتضمن خمسة محاور أولها التبشير باتفاق سلام جوبا في أوساط  كافة الجماعات الذين عانوا من ويلات الحرب، مشيراً إلى أن الاتفاق لقي قبولاً  واسعاً بكل حماس يكاد يكون بالإجماع من قبل المواطنين الذين أكرموا وفدهم على طول المناطق التي شملتها الجولة.

ثانيا: الاطمئنان على استقرار الأوضاع الأمنية، ثالثاً: بحث قضايا الأرض والحواكير ومزيد من تفهم القضايا التي تثير النزاعات حولها ولتضمين حيثياتها في إطار المفوضية المعنية ببحث فضايا الأرض، رابعاً: التأكد من سير إجراءات العدالة بصورتها المثلى خاصة وأن أهل  الضحايا  ظلوا يؤكدون لهم في كل لقاءاتهم على ضرورة أن ينال الجناة جزاءهم بتسليمهم لمحكمة الجنايات الدولية، مشيراً إلى أن الحكومة الانتقالية تؤكد على تعهدها التام لإحقاق اتفاق سلام جوبا الذي يتضمن محاكمة الجناة، خامساً: بحث قضية نظام الحكم والإدارة في دارفور.

بيع الرتب العسكرية

وعبر إدريس عن أسفه لما وقف عليه خلال الزيارة، بوجود ظاهرة بيع الرتب العسكرية مثل بيع السلع من قبل بعض الجهات المسلحة غير المنضبطة داعياً كافة الأطراف التي لا زالت تحمل السلاح إلى الانضمام للتوقيع على الاتفاق مؤكداً أن انضمامها لن يكون خصماً على أحد  من الموقعين.

نظام الحكم

وقطع  الهادي إدريس أن الفترة القادمة سوف تشهد انعقاد مؤتمر نظام الحكم مبيناً أن كل الدلائل من خلال تجربة ممارسة السلطة  عبر الحقب الماضية تؤكد أن النظام الأصلح لحكم السودان هو النظام الفدرالي كبديل لنظام  مركزية الحكم.

شح إمكانيات

وحيا قوات الشرطة التي وصفها بأنها أكبر جهة  تقوم بدور كبير في حماية المواطنين رغم  شح إمكانياتها. وأعرب عن شكره  للقوات النظامية  وقوات الدعم السريع  لما قدمته من مساعدات والإسهام في الحماية خلال الجولة، ولفت، أن إنفاذ الترتيبات الأمنية سيسهم في وضع حد للتفلتات الأمنية من خلال  مشاركة قوى فصائل سلام جوبا لتصبح عضدًا لها في إرساء الأمن والاستقرار.

الترتيبات الأمنية

وشدد إدريس العائد لتوه من جولة لولايات دارفور، على ضرورة الإسراع في تطبيق بنود الترتيبات الأمنية وفق نص عليه اتفاق جوبا للسلام، وذلك لقطع الطريق أمام الجماعات المسلحة المتفلتة غير المنضوية تحت مظلة سلام جوبا  وتدعي أنها جزء من الاتفاق.

ظاهرة التلاعب والاحتيال

وأضاف أن مجموعة الفصائل الموقعة على اتفاق سلام جوبا لن تتساهل وستتعامل بكل الحسم مع ظاهرة التلاعب والاحتيال من قبل بعض المسلحين الذين يدعون كذباً بأنهم جزء من مجموعة اتفاق سلام جوبا. وطالب بالإسراع في تسليم الرئيس المخلوع عمر البشير وبقية المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية، وذلك بغرض تحقيق العدالة في قضية الإبادة الجماعية التي ارتكبت بدارفور، ودعا الهادي بقية الحركات التي لم توقع على السلام بضرورة التوقيع حتى يعم السلام كل السودان. وتأسف الهادي للوضع الإنساني والمزري لمواطني دارفور بالمعسكرات، حيث يعانون من عدم توفر الخدمات الأساسية، وأشار إلى أن مدارس ومستشفيات دارفور وضعها حرج للغاية، نسبة لعدم وجود بيئة جيدة للتدريس والعلاج، فضلا عن رداءة ووعورة الطرق الرابطة بين محليات وقرى دارفور برئاسة الولايات، مما يصعب حركة تنقل المواطنين وانسياب الخدمات ووصول السلع.

وقال إدريس إن الوفد وقف على المناطق التي حدثت فيها الإبادة الجماعية، والمجازر التاريخية، والمقابر الجماعية، فضلاً عن زيارة أسر شهداء حركات الكفاح المسلح وعقد لقاءات جماهيرية كبيرة.

تهنئة المرأة

وحيا الهادي المرأة السودانية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وقال إن اتفاق جوبا أعطى المرأة نسبة تمثيل 40%، وخص بالتهنئة نساء دارفور من النازحين واللاجئين الذين عانوا من ويلات الحرب، وشكر الهادي المرأة الدارفورية لاستقبالهم وترحبيهم وكرمهم للوفد الزائر إلى دارفور.

تناغم وانسجام

وأكد إدريس أن أعضاء مجلس السيادة الجدد يعملون بتناغم وفق مهامهم التي أقرتها الوثيقة الدستورية مع شركائهم من قادة القوات المسلحة والمدنيين بمجلس السيادة، ونفى وجود أي تمييز بينهم، وكشف الهادي عن زيارتهم لأماكن وجود حركاتهم بدارفور وتوصيل اتفاق السلام لهم، فضلاً عن تحويل أماكن تواجد بعضهم إلى مناطق أخرى لتنفيذ الترتيبات الأمنية، وتحقيق الأمن والاستقرار بدارفور.

ترحيب غير مسبوق

وتعتبر الزيارة غير مسبوقة إلى قرى ومناطق كانت محرمة على المسؤولين، وعدد من معسكرات النزوح، كما التقى الوفد الزائر بعدد من رجال الإدارات الأهلية الذين تم تمليكهم نسخاً من اتفاق سلام جوبا، حيث رحبت إدارات المعسكرات والإدارات الأهلية بالاتفاق وأكدوا أهمية تحقيق السلام والاستقرار لكافة مواطني دارفور الذين تضرروا من الحرب، ووقف الوفد على مطالب أهالي دارفور وحقهم المشروع في التنمية والخدمات الأساسية التي يجب أن توفرها الدولة ليعيشوا حياة كريمة.

 

 

 

 

Exit mobile version