قطاع الألبان .. شح الأعلاف وغلاء الأسعار

الخرطوم: رشا التوم

الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن أثرت عليه كثيراً وجعلته غير قادر على تلبية احتياجاته الأساسية،  ويضاف إلى رصيده من المعاناة ارتفاع اسعار الألبان السائلة بشكل غير مسبوق نتيجة عدد من العوامل تنوعت ما بين  مدخلات الإنتاج وشح الأعلاف وعدم توفر الرعاية البيطرية وزيادات الوقود وغيرها مما انعكس سلباً على المنتج والمستهلك.

عدد من المواطنين جأروا بالشكوى من الارتفاع المتواصل لأسعار السلع عامة واللبن  السائل بصورة خاصة، حيث شهدت أسعار الالبان ارتفاعاً جنونياً حيث وصل سعر رطل اللبن  إلى 100 -120  جنيها،

داخل ولاية الخرطوم، وسط توقعات بمواصلة الارتفاع خلال الأيام القادمة نتيجة طبيعة لارتفاع  أسعار الأعلاف ومدخلات الإنتاج كافة.

 

وضع كارثي

وحذرت غرفة الألبان من صعوبات تواجه القطاع  وشكا  عضو الغرفة حسام الدين  الطيب من تراجع الإنتاج من 700 طن  إلى 200 طن  في اليوم  نتيجة  شح الأعلاف، وارتفاع أسعارها بجانب نقص حاد  في الأبقار  بولاية الخرطوم،  حيث انخفض العدد من 285 ألف رأس العام 2018م   الى 65 ألف رأس  لهذا العام.

ومن ناحيته، أكد  عضو غرفة الألبان  محمد الصديق دروس أن الوضع في القطاع مخيف للغاية  وكشف عن التعرض لخسارة يومية  لا تبشر  بمستقبل جيد للحوم والألبان.

وكشف  لـ(الصيحة)  عن تضاعف أسعار مدخلات الإنتاج  بنسبة 500% وأوضح أن صناعة الألبان ذات تكلفة عالية وارتفع سعر رطل اللبن من 50 إلى 100 جنيه  خلال عام واحد.

وأشار إلى ارتفاع سعر  فدان القصب من 15  إلى 80 ألف جنيه  والمولاص من 7 إلى 50 ألف جنيه  والعمالة من 5 إلى 25 ألف جنيه،

وشكا من مشكلة في الفاكسينات العلاجية  وحدوث نفوق بأعداد كبيرة في مواليد الابقار مما يهدد مستقبل القطيع.

أزمة حقيقية

وفي ذات السياق، رسم صاحب مزرعة ــ رفض ذكر اسمه ــ صورة قاتمة لقطاع الثروة الحيوانية بالولاية، موضحًا أن القطاع يمر بأزمة حقيقية بسبب التكلفة العالية للاعلاف والأدوية والترحيل بجانب انعدام الأيدي العاملة، وأضاف أن الوضع أصبح كارثياً وأدى إلى خروج الكثيرين من سوق العمل بسبب الخسائر الكبيرة التي تكبدوها جراء الارتفاع المتواصل في أسعار مدخلات الإنتاج.

وأكد منتج الألبان أمين يس في حديث لـ(الصيحة)  ارتفاعاً غير مسبوق  للأعلاف  والأمباز  والتي يتم تصنيعها محلياً حيث وصل سعر جوال الأمباز زنة 80 كيلو مبلغ 10 آلاف جنيه، وجوال الردة 4 آلاف جنيه  وجوال الذرة بواقع 8500  جنيه، وأعلاف (بابكر) المصنعة  الجوال 5100 جنيه  زنة 50 كيلو  في أسواق القطاعي  وطن  العلف بواقع 100 ألف،  وأعلاف كابو الجوال زنة 50 كيلو بمبلغ 6 آلاف جنيه،  وجركانة المولاص سعة 36 رطلاً  بواقع ألفي جنيه،  والقش الأخضر  الفدان الواحد بواقع 100 ألف.

خارج دائرة الإنتاج

وجزم أمين بخروج أعداد كبيرة من المربين من  العمل ودائرة الإنتاج  وأحجم البعض منهم عن تربية الماشية سواء  بغرض الألبان أو التسمين

وطالب أمين بعدم ترك الأمور تسير نحو الهاوية، ودعا الجهات ذات الصلة بتخصيص وكلاء ومواقع  لبيع الألبان وحصر أعداد الماشية   وتمليك المنتجين  أفدنة زراعية لتوفير الأعلاف  وإنشاء محالب  مخصصة لإنهاء ظاهرة الوسطاء  ووصفهم بالمستفيدين أمثال أصحاب البكاسي والكارو.

وأشار إلى أن سعر تمنة اللبن بواقع 500 جنيه من المنتج  والرطل بواقع 80 جنيهاً فقط، بيد أن صاحب البوكس يقوم ببيع  التمنة بواقع 800 إلى 1000 جنيه  بمعنى يتراوح سعر الرطل ما بين  100 الى 120 جنيها

وحذر من أن الألبان التي تباع بطريقة البوكس أو الكارو هي ألبان غير مضمونة صحياً وربما تتعرض إلى إضافات ومواد حافظة.

وأضاف: قطاع الثروة الحيوانية سوف يدخل نفقاً مظلماً مع اقتراب شهر رمضان  لضعف الطلب على الألبان مما تترتب عليه خسائر مالية كبيرة للمنتجين.

وطالب الحكومة بإنشاء مصانع للزبادي والألبان  لتوظيف الفائض

وقال  أمين: (نجتهد في الوفاء بتعهداتنا تجاه  العمالة  التي بدأت التسرب من  القطاع والتوجه لأعمال أخرى).

ودعا الجهات المسوولة لتوفير محالب تباع للمنتجين  بالأقساط  المريحة

وشكا من أن الدولة رفعت يدها تماماً عن القطاع والاهتمام بمشكلاته،

وأبدى استياءه من عدم توفر الأدوية البيطرية  والتي زاد سعرها إلى الضعف  فدواء اليرقان وصل  سعره الى 10 آلاف لجرعتين فقط للأبقار وعاب على وزارة الثروة الحيوانية  عدم توفير أتيام للرعاية البيطرية  وصيدليات  في مراكز تجمع الإنتاج.

وكشف عن مواجهة مشكلات في شأن الترحيل من مواقع الإنتاج إلى مراكز الاستهلاك، حيث تضاعف سعر المشوار من 5 آلاف إلى 20 ألف نتيجة زيادات الوقود.

وأعرب عن سخطه من عدم توفر محارق لدفن الأبقار،  وقال: على المحليات  القيام بواجبها تجاه الأمر  لضمان صحة البيئة  بالإضافة إلى   ذلك على الجهات ذات الصلة توفير برادات والتلقيح الصناعي وتحسين النسل،  وزاد قائلاً كل هذه المطلوبات غير متوفرة  والدولة  بعيدة عن هموم القطاع  مما يوقع المزيد من الأعباء على عاتق المنتجين لوحدهم.

 

سوء التغذية

عدد من المواطنين عبروا عن سخطهم جراء الارتفاع المتواصل للأسعار حيث وصف المواطن  محمد عثمان علي  بحري الارتفاع في أسعار   الألبان بأنه غير مقبول، وقال لـ (الصيحة): زاد سعر اللبن  إلى 120  جنيهاً للرطل الواحد، وكذلك أسعار الزبادي، وأضاف: لدي خمس أطفال واللبن هو الغذاء الرئيسي والأساسي لهم وبزيادة أسعاره نكون قد حرمناهم من آخر غذاء كان في متناول  اليد بعد أن عجزنا عن توفير  اللحوم بشقيها الحمراء والبيضاء والفواكه لعدم مقدرتنا على شرائها وبذلك نتوقع ارتفاع معدل أمراض الطفولة وسوء التغذية بسبب نقص الغذاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى